13-ديسمبر-2024
أسلحة إماراتية في السودان

عرضت القوات المسلحة أسلحة قالت إن الإمارات تزود بها قوات الدعم السريع

قالت وكالة رويترز للأنباء، إنه منذ اندلاع الحرب في السودان العام الماضي، هبطت عشرات طائرات الشحن من الإمارات العربية المتحدة في مهبط طائرات صغير في تشاد يشتبه بعض خبراء الأمم المتحدة والدبلوماسيين في أنه يُستخدم لنقل الأسلحة عبر الحدود إلى السودان، وفقًا لبيانات الرحلات الجوية وصور الأقمار الصناعية.

ومنذ اندلاع الحرب، تصاعدت الاتهامات الموجهة لدولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام مهبط طائرات صغير في أمجرس، شرق تشاد، لنقل أسلحة إلى قوات الدعم السريع في السودان. وفقًا لبيانات الرحلات الجوية وصور الأقمار الصناعية التي راجعتها وكالة "رويترز"، فقد نفذت 86 رحلة شحن جوية على الأقل من الإمارات إلى أمجرس، تدير ثلاثة أرباعها شركات طيران متهمة سابقًا من قبل الأمم المتحدة بتوريد أسلحة إماراتية إلى ليبيا.

رويترز: منذ انتفاضات الربيع العربي في عام 2011، تدخلت الدولة الخليجية الغنية بالنفط في صراعات من اليمن إلى ليبيا

جاستن لينش، المحلل الرئيسي في منصة مراقبة مرصد الصراع في السودان، الذي راجع تحليل رويترز للرحلات الجوية: "اللوجستيات تفوز بالحروب، وقد استخدمت الإمارات العربية المتحدة شبكة الطائرات هذه لتسهيل وصول الأسلحة إلى قوات الدعم السريع باستمرار".

الإمارات تنفي هذه الاتهامات وتؤكد أن رحلاتها إلى تشاد تحمل مساعدات إنسانية للسودان، بما في ذلك 159 رحلة إغاثة زعمت أنها تضمنت أكثر من 10 آلاف طن من المواد الغذائية والمساعدات الطبية. كما أشارت إلى إنشاء مستشفى ميداني في أمجرس لعلاج اللاجئين السودانيين، وهو ما لم تتمكن منظمات دولية مثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من تأكيده، حيث لم تحل أي لاجئين إلى هذا المستشفى.

ووفقًا لتقرير "رويترز"، الذي اطلع عليه "الترا سودان"، أظهرت لقطات فيديو من أمجرس صناديق معدنية تحمل علم الإمارات، وأفاد خبراء أسلحة بأنها على الأرجح تحتوي على ذخائر أو أسلحة. بينما أكد مصدر أمني تشادي أن هذه الصناديق نقلت إلى الحدود مع السودان لتسليمها لقوات الدعم السريع. نفت القوات التشادية والدعم السريع هذه المزاعم، بينما أقر مسؤولون أميركيون وبريطانيون بمراقبة الوضع عن كثب دون إصدار اتهامات علنية.

تصاعدت التساؤلات حول الدور الإماراتي بعد تقارير تفيد بأن الدعم العسكري لقوات الدعم السريع غيّر ميزان القوى في الصراع السوداني، ما أدى إلى إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة المدنيين. في اجتماعات مع مسؤولين أميركيين، عرضت واشنطن معلومات استخباراتية تدعم هذه المزاعم، ما دفع الإمارات للتراجع عن نفيها الكامل لدعم القوات.

تشير مراجعات "رويترز" إلى أن الرحلات الجوية إلى أمجرس شملت توقفات في كينيا ورواندا وأرض الصومال، حيث حملت بعضها معدات عسكرية، وفقًا لمصادر محلية. وبينما تصر الإمارات على أن عملياتها إنسانية، فإن الأدلة المتزايدة تشير إلى استخدام شبكة الطائرات لدعم طرف في الحرب السودانية، ما يثير مخاوف دولية حول استمرار النزاع وتداعياته الإقليمية.

الحكومة السودانية وقادة كبار في الجيش السوداني يؤكدون هذه الاتهامات حيال دعم الإمارات لقوات الدعم السريع. ولا تفوت الحكومة السودانية أي فرصة في المحافل الدولية لتجديد الاتهامات للإمارات بالوقوف خلف القوات شبه العسكرية التي يتهمها الجيش السوداني بالتمرد على سيادة الدولة. وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، أشار نائب مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، السفير عمار محمد محمود، إلى دور الإمارات في زعزعة استقرار السودان، خاصة في دارفور، عبر دعمها لقوات الدعم السريع التي استخدمت طائرات مسيرة وصربية الصنع لتنفيذ هجمات عشوائية، أودت بحياة 65 مدنيًا في أم درمان، واستهدفت مدنًا أخرى مثل الفاشر وشندي ومروي.

واتهم السودان الإمارات بنقل معدات عسكرية عبر شركة "فلاي سكاي أير" في أكثر من 50 رحلة خلال الأسابيع الأخيرة، مع إشراف خبراء إماراتيين على تدريب عناصر الدعم السريع في الإمارات وداخل السودان. كما أشار إلى تورط الإمارات في أنشطة مشابهة في ليبيا ودول أخرى.

تعد الأزمة الإنسانية القائمة في السودان الأمبر في العالم اليوم، وتصدّر السودان قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية لعام 2024، ليبقى في المرتبة الأولى للعام الثاني على التوالي، في ظل استمرار أزمة إنسانية وُصفت بأنها "غير مسبوقة". التقرير، الذي أُعلن عنه الأربعاء، صنف غزة والضفة الغربية وميانمار وسوريا وجنوب السودان في المراتب التالية.ووفقًا للتقرير، تمثل الأزمة في السودان الأكبر على الإطلاق منذ بدء تسجيل البيانات، إذ يحتاج نحو 30.4 مليون شخص، أي 10% من إجمالي المحتاجين عالميًا، للمساعدات الإنسانية، على الرغم من أن سكان السودان يشكلون 1% فقط من سكان العالم.

الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وميليشيا الدعم السريع أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتهجير نحو 12 مليون شخص، بينهم 9 ملايين نازح داخلي، بينما يواجه نصف سكان البلاد الجوع الحاد.