29-يونيو-2022
متظاهر متوشح بعلم السودان

أدت مليونية 30 حزيران/يونيو 2019 للاتفاق السياسي الذي تمخض عن الوثيقة الدستورية (Getty)

رغمًا عن الحل السياسي الذي بدت ملامح خارطتهُ تلوح في الأفق، بسعيٍ حثيث من أطراف إقليمية ودولية لإيجاد مخرجٍ من الأزمة السياسية التي أظلت بسحابتها سماء السودان منذُ انقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021م، إلا أن الآمال لا تزال مُنعقدة على الحراك الجماهيري في الشارع لإسقاط الانقلاب واستعادة الحكم المدني الديمقراطي، ويتجلى ذلك في الاستعداد لمظاهرات 30 حزيران/يونيو التي دعت لها لجان المُقاومة وعدد من القِوى السياسية.

نقطة تحوُّل

المتحدث باسم لجان مقاومة الخرطوم عُمر زهران قال في تصريح لـ"الترا سودان"ـ: إنّ مليونية 30 حزيران/يونيو من المأمول أن تكون نقطة تحوُّل في اتّجاه حشد الشارع نحو إسقاط الانقلاب.

لجان مُقاومة الخُرطوم لـ"الترا سودان": نتوقع أن تقطع مليونية 30 يونيو الطريق أمام أيّ تسوية يمكن أن تتم في الغُرف المظلمة

وأضاف: نتوقع أن تقطع الطريق أمام أيّ تسوية يمكن أن تتم في الغُرف المظلمة.

وحول الاستعداد لها، يقول زهران: الاستعدادات لـ30 يونيو ستشمل السودانيين في خارج البلاد والعاصمة والولايات في عمل جماهيري سلمي ضخم، يؤكد إصرار الشارع على مطالبه العادلة والمشروعة.

تكامل أدوات

وقالت قوى الحُرية والتغيير في بيان عقب اجتماع في 21 حزيران/ يونيو، إنه تمت مناقشة التحضير الواسع لمليونيات 30 حزيران/ يونيو وما بعدها، وكيفية الإعداد لها بصورة شاملة من كل قوى الثورة بما يقود لهزيمة انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر والتأسيس الجديد لمسار تحوُّل مدني ديمقراطي مستدام.

وترى قوى الحُرية وفقًا لبيانها أن 30 حزيران/يونيو علامة فارقة في مسار الثورة السودانية، ويمثل ذكرى انتصار الشعب في معركة استكمال الثورة السودانية، داعيةً الشعب السوداني للمشاركة الواسعة، داخل وخارج السودان كافة في مواكب سلمية غير مسبوقة تثبت عزلة الانقلاب، وتؤكد أن الوسيلة الأولى والأساسية التي ستهزم الانقلاب هي المقاومة الجماهيرية السلمية، على حد تعبير البيان.

القيادي بحزب المؤتمر السوداني نور الدين صلاح الدين قال في تصريح لـ:"الترا سودان": قِوى الحُرية والتغيير تتعامل وفق منهجية تكامل الأدوات لتحقيق الهدف الرئيسي، وبالنسبة لنا العمل الجماهيري على مستوى الشارع ليس هدفًا، بل هو وسيلة، وكذلك العملية السياسية ليست هدفًا، بل وسيلة وواجبنا أن نختار الوسيلة المناسبة.

وقال نور الدين: ما زلنا نعتقد أن أقوى سلاح يمكن أن نُواجه به الانقلاب هو العمل الجماهيري المُنظّم من قِبل قِوى الثورة، وحتى المدخل لتحقيق أيّ تضامن إقليمي ودولي مع القضية السودانية، وأيّ مدخل لعملية سياسية يُمكن أن يذهب إليها المكون الانقلابي لا يُمكن أن يتم إلا عبر العمل الجماهيري المُنظّم.

https://t.me/ultrasudan

ولا يرى نور الدين أن ثمة تعارضًا بين العملين، قائلًا إن كليهما يصبان في مجرى واحد وهدف واحد هو إسقاط وإنهاء حالة الانقلاب.

وأضاف: قِوى الحُرية والتغيير منذُ الانقلاب في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021م، طرحت وجهتها السياسية المُسماة بالطريق نحو إسقاط الانقلاب واستعادة مسار التحول الديمقراطي المدني.

وتابع: في هذه الوثيقة تحدثت قِوى الحُرية عن أدواتها التي سوف تحقق بها إسقاط الانقلاب الحراك الجماهيري المُنظم، وتحدثت عن الإضراب والعصيان، وعن تكوين أكبر كتلة مدنية لمُجابهة الانقلاب.

ويؤكد نور الدين في حديثه لـ:"الترا سودان"، أن 30 حزيران/ يونيو سيكون يومًا عظيمًا في تاريخ السودان، ولن يكون يومًا عابرًا يسقط من الذاكرة، وسيكون له ما بعده من تداعيات، على حد تعبيره.

بالمُقابل، دعت أيضًا قِوى الحُرية والتّغيير (التوافق الوطني)، قواعدها للمشاركة في مواكب 30 حزيران/يونيو، للمُطالبة بالسلام والتوافق بين السودانيين.

اجتماعات الحرية والمكون العسكري

وعقدت قِوى الحُرية والتغيير -المجلس المركزي- أول اجتماع مباشر مع أعضاء المكون العسكري، بمنزل السفير السعودي، الخميس 9 حزيران/يونيو، وضم الاجتماع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان "حميدتي"، الفريق أول شمس الدين كباشي والفريق إبراهيم جابر.

وضم وفد قِوى الحُرية ياسر عرمان، الواثق البرير، طه عثمان ووجدي صالح.

دخلت قوى الحرية والتغيير في اجتماعات مع المكوِّن العسكري بحضور سعودي وغربي

وقال تحالف الحُرية والتغيير في بيان يوم 19 حزيران/يونيو، إنّ القيادي طه عثمان دخل في اجتماع مع المُكوِّن العسكري بحضور سفراء السعودية وأمريكا وبريطانيا.

وأشار البيان إلى أنّ المكتب التنفيذي لقِوى الحُرية والتغيير تلقّى دعوة لاجتماع دَعت له الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية عبر سفارتي الولايات المتحدة والمملكة يطلبان فيها تنويرًا من الطرفين، ومُتابعة للقاء الذي انعقد بتاريخ 9 حزيران/ يونيو الجاري.

وقال عضو المكتب التنفيذي بقوى الحُرية والتغيير ياسر عرمان في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الأول بالمكون العسكري، إنّ هذه فرصة لخروج آمن نحو الديمقراطية والعدالة.