09-يونيو-2020

تعقيم مركز عزل في جوبا (Getty)

صنفت دراسة حديثة صادرة عن مجموعة المعرفة العميقة، وهي مؤسسة بحثية مقرها مدينة هونغ كونغ الصينية، دولة جنوب السودان كواحدةٍ من أكثر الأماكن في العالم خطورةً للعيش فيها خلال فترة انتشار فيروس كورونا الجديد، وذلك بالنظر إلى مستوى الجاهزية في توفير الرعاية الصحية، ومقدرة وكفاءة  الحكومة في إدارة المخاطر، وقدرتها على الرصد والمراقبة وتحمل التداعيات الاقتصادية المترتبة على الجائحة.

أشار التقرير إلى أن جنوب السودان في الوقت الحاضر غير قادر على الاستجابة السريعة لأي أزمة، ولا توجد لديه مستويات عالية من التأهب للطوارئ

كما عكست الدراسة التي تحمل عنوان (التقييم الإقليمي للسلامة حول فيروس كورونا الجديد) والتي تطرقت لأكثر من (200) منطقة حول العالم، الوصول إلى مرافق الصرف الصحي الأساسية، وحجم السكان المسنين، ومعدل انتشار الوفيات المرتبط بأمراض مثل السكري والسمنة والسل، كما نظرت في معامِلات الرعاية الصحية الرئيسية، مثل كثافة أسِرة المستشفيات والأطباء، والوصول إلى الرعاية الصحية واستخدام التكنولوجيا لرصد واكتشاف الفيروس الجديد. وتشمل هذه العوامل أيضًا القدرة التنفيذية للمؤسسات السياسية وقادتها لوضع خطط طوارئ وطنية ملائمة.

اقرأ/ي أيضًا: الحكومة ترحب بقرارات مجلس الأمن الدولي وتقول إن لديها بعض التحفظات

وأشار التقرير الذي يقع في (250) صفحة، إلى أن جنوب السودان في الوقت الحاضر غير قادر على الاستجابة السريعة لأي أزمة، ولا توجد لديه مستويات عالية من التأهب للطوارئ، وكفاءة الحجر الصحي، وليس لديه اقتصاد مرن لتحمل تأثير الوباء.

ووصلت معدلات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في جنوب السودان إلى (1607) حالة إصابة، بينها (14) حالة وفاة و(16) حالة تعافٍ من المرض، وذلك منذ ظهور أول حالة إصابة مؤكدة قبل شهرين بالعاصمة جوبا.

وأشار التقرير إلى أن "البنية التحتية العامة للرعاية الصحية وكفاءتها، فضلًا عن مستويات الصرف الصحي؛ أقل بشكل ملحوظ، ولديها قدرة أقل بكثير للتعامل مع الزيادات المستقبلية في انتشار عدوى فيروس كورونا الجديد، مقارنةً بالمناطق الأخرى".

ووفقًا للنتائج التي خلص إليها التقرير، فإن هناك حاجة لاستثمارات كبيرة في التحديث الطبي وتطوير أحدث تقنيات ومرافق الرعاية الصحية في جنوب السودان.

وبحسب وثيقة التقرير الصادر عن مجموعة المعرفة العميقة، والتي تضم مجموعة من الشركات والمنظمات غير الربحية المملوكة لشركة (Deep Knowledge Ventures)، وهي شركة استثمارية تأسست في هونغ كونغ في العام 2014، فقد اعتمد التقرير على 130 معاملًا كميًا ونوعيًا في تصنيف البيانات الخاصة بالدراسة، وأكثر من (11400) من نقاط البيانات مثل كفاءة الحجر الصحي والمراقبة والكشف والاستعداد الصحي والكفاءة الحكومية.

ومن بين الـ(200) دولة التي تم تحليلها، تم تصنيف جنوب السودان في أسفل القائمة مع كون سويسرا الدولة الأكثر أمانًا التي يمكن العيش فيها خلال فترة الوباء.

اقرأ/ي أيضًا: انعقاد أول اجتماع للجنة الطوارئ الاقتصادية بعد العيد ومناقشة محفظة الذهب

وقالت مجموعة المعرفة العميقة في تقريرها: "على الرغم من إغلاق جنوب السودان للحدود، وفرض إجراءات الإغلاق والتجميد الاقتصادي في وقتٍ متأخر من الجدول الزمني للوباء، إلا أنه سرعان ما تم إعطاء الأولوية للتعافي الاقتصادي على الصحة العامة، وذلك بإعادة فتح البلاد مرةً أخرى ورفع القيود في أيار/مايو المنصرم، حيث قامت الحكومة باستئناف رحلاتها المحلية والدولية وأعادت فتح الأسواق والسماح بمزاولة بعض الأعمال التجارية بعد شهرٍ واحدٍ فقط من الإغلاق".

مجموعة المعرفة العميقة: الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في جنوب السودان، لم تصاحبها إجراء اختبارات واسعة النطاق وتتبع للمرض، والسيطرة على سلوك المواطنين

ووفقًا للتقرير، فإن الإجراءات التي كانت قد اتخذتها الحكومة في جنوب السودان، لم يصاحبها إجراء اختباراتٍ واسعة النطاق وتتبع للمرض والسيطرة على سلوك السكان المحليين. وحذرت المجموعة الحكومة من "وضع التعافي الاقتصادي فوق الصحة والسلامة العامة".

وزاد التقرير بالقول: "بعض المناطق لا تبني الجسور بشكلٍ استباقيٍ بين الإدارات الحكومية والقطاعين الخاص والعام لتقوية فائض موارد الرعاية الصحية ضد تهديد تفشي المرض في المستقبل باستمرار، تسجل في ترتيب أقل من المتوقع بالنظر إلى مواردها الخام وقدراتها وإمكاناتها في الحفاظ على تحسين السلامة الإقليمية وسط الوباء الحالي".

وشدد التقرير على أن الجهود المبذولة لتخفيف التجميد الاقتصادي، وحالات الإغلاق، ينبغي أن تقترن باختبار ورصد ومراقبة وكشف المرض على نطاقٍ واسع.

اقرأ/ي أيضًا: تقرير جديد: الدعم السريع فض الاعتصام وتحجيم العسكر هو الطريق للاستقرار

وفي توصيتها، تحث مجموعة المعرفة العميقة الحكومات المحلية على تحسين التنسيق بين الإدارات وسلطات الصحة العامة وقوات الأمن بما في ذلك الجيش وضباط إنفاذ القانون.

التقرير: يلزم زيادة مستوى التمويل المحلي للحفاظ على الأمن الصحي وتنميته  في إطار خطط العمل الوطنية بالإضافة لحشد القطاع الخاص

ودعى التقرير إلى زيادة مستوى التمويل المحلي للحفاظ على الأمن الصحي وتنميته  في إطار خطط العمل الوطنية. وقال التقرير إن هذا يجب أن يشمل حشد القطاع الخاص لتقديمه العناصر الوبائية لحالة الطوارئ مثل معدات الحماية الشخصية ولوازم الاختبار والعلاج.

وإلى جانب دولة جنوب السودان، فإن المناطق الأكثر عرضة للخطر في الوقت الحالي، وفقًا للتقرير هي أفريقيا جنوب الصحراء وأمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى بعض البلدان في الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ.

اقرأ/ي أيضًا

تمديد الحظر لعشرة أيام بولاية كسلا ولا إصابات جديدة بفيروس كورونا

جوبا: إعلان حركة مسلحة جديدة تهدف للإطاحة بالرئيس سلفا كير