20-مايو-2020

تجهيز الأدوية للتوصيل من خدمة "دواك في بيتك" - شمال كردفان

زادت أزمة وباء "كورونا" والحظر الشامل للتجوال من معاناة المرضى في الوصول للأطباء والحصول على الدواء في حالة الأمراض المزمنة وغير المتصلة بالوباء، وذلك نتيجة لتركيز السلطات جهودها نحو مواجهة وباء كورونا، ولكن تلك المشقة دفعت أطباء من مختلف التخصصات لقيادة مبادرات تتيح تقديم الخدمة الطبية للمرضى عبر المراسلة "طبيبك المنزلي"، كما تم طرح خدمات عبر التأمين الصحي في عدد من الولايات لتوصيل الأدوية لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة في المنازل، ضمن جهود مكافحة الوباء وتيسير العلاج.

خلال حظر التجوال تمكنت مبادرة "دواك في بيتك" من توصيل الأدوية لأكثر من (1000) طالب خدمة

توصيل الأدوية للمنازل

وخلال أيام الحظر وانتشار وباء كورونا، أطلق الصندوق القومي للتأمين الصحي فرع ولاية شمال كردفان مبادرة "دواك في بيتك"، وقالت المنسقة العامة للمبادرة يسرى حسن النيل لـ"الترا سودان" إن المبادرة التي انطلقت في نهاية الشهر الماضي تمكنت من إيصال الأدوية لأكثر من (1000) طالب خدمة، وأكدت استمرار الجهود للوصول لكافة مناطق الولاية بما فيها الأرياف، الأمر الذي يتطلب تكثيف التنسيق وزيادة الإمكانيات والكوادر، حيث يعتمدون على متطوعي الأحياء في توصيل الأدوية. وأوضحت أن المبادرة تتلقى الطلبات عبر رسائل "فيسبوك" و "واتساب"، بجانب المكالمات، ويقومون بتصنيف الرسائل حسب الأحياء، ويقدم الصندوق الأدوية والسيارات لإنجاز الخدمة.

اقرأ/ي أيضًا: مدير الصحة بولاية الجزيرة: عدد حالات الاشتباه بكورونا في ارتفاع

وأبانت المنسقة العامة للمبادرة أن الاستجابة للحالات الباردة تعتمد على الأسبقية الزمنية في جمع الدفاتر لدى مناديب الأحياء، ونوهت إلى خدمة الطوارئ لتلبية نداء الحالات حتى وإن كانت خارج مظلة التأمين، بجانب إعطاء الأولوية لمن نفد علاجهم واعتمادهم مع الحالات الطارئة.

صورة للتجهيز من خدمة (دواك في بيتك) بولاية شمال كردفان
 تجهيز الأدوية للتوصيل من خدمة "دواك في بيتك" - شمال كردفان

وبالإضافة لذلك فقد بدأ الصندوق القومي للتأمين الصحي فرع ولاية البحر الأحمر خدمة توصيل الأدوية للمنازل لمرضى الأمراض المزمنة وكبار السن بمحلية بورتسودان اعتبارًا من 19 نيسان/ أبريل المنصرم، وأفادت المتابعات عن بدء خدمة التمريض المنزلي لفرع ولاية النيل الأزرق، كما نفذت هيئة التأمين الصحي بولاية الخرطوم "شوامخ" خدمة توصيل الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن إلى منازلهم، اعتبارًا من 19 نيسان/أبريل الماضي خلال فترة الحظر الشامل، وذلك عبر الاتصال بأرقام مثبتة على صفحة الهيئة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تشمل مدن الولاية الثلاث، الخرطوم، بحري وأمدرمان. ودعت الهيئة طالبي الخدمة لإرسال رسالة عبر برنامج التواصل "واتساب" تحتوي على الاسم وصورة بطاقة التأمين الصحي وصورة من الوصفة الطبية "روشتة الاختصاصي" بالدفتر. ولم تنس الهيئة في ذات الإعلان أن تذكِّر منسوبيها بالبقاء في المنزل ضمن جهود التوعية بوباء كورونا وذلك بتثبيت عبارة "خليك في البيت".

وأفاد مدير الإمداد الطبي بـ"شوامخ" أحمد عبد الرحمن أحمد، أنه في المتوسط تتم الاستجابة لـ(70) طلبًا يوميًا في ولاية الخرطوم، وقد يزيد العدد عن ذلك في بعض الأيام، وأشار إلى أن من بين الإشكالات التي تواجههم أن بعض المصابين بالأمراض المزمنة يتواصلون مع الهيئة لطلب الأدوية عبر تلفونات تخص جيرانهم، مما يصعِّب الوصول لطالب الخدمة عند الاستجابة للطلب في بعض الحالات، بجانب عدم توفر بيانات عن المرضى بصورة كافية، الأمر الذي جعلهم يفكرون في تنفيذ منصة لتجميع البيانات الخاصة بالمرضى والأدوية التي يستخدمونها وبالتالي معرفة الكميات المستخدمة من الأدوية. ونوه إلى أن ذلك يساعد في معرفة الكميات المراد شراؤها والوصول لأسعار منافسة وتقليل تكلفة الفاتورة العلاجية.

توصيل الأدوية للبيت من خدمة "شوامخ"
توصيل الأدوية للبيت من خدمة "شوامخ" - ولاية الخرطوم

وأكد مدير الإمداد الطبي بـ "شوامخ" عزمهم على تصميم برنامج على الإنترنت لتسجيل المرضى والأدوية التي يستخدمونها في تردداتهم على الأطباء وآخر دواء تم وصفه من الطبيب، لتسهيل الوصول للمعلومة في أي زمن، وذكر لـ"ألترا سودان" اليوم الاثنين: "نفكر في أن تكون هناك منصة لتوصيل الأدوية بصورة مستديمة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة في منازلهم".

ومن جانبها قالت المواطنة سارة عبد الكريم، التي تسكن منطقة الكلاكلة الوحدة بمحلية جبل أولياء بولاية الخرطوم، إنها اطلعت على الإعلان الخاص بخدمة توصيل الأدوية للمنازل على صفحة هيئة التأمين الصحي بولاية الخرطوم، وتواصلت عبر "واتساب" في الرقم المخصص وأرسلت الوصفة الطبية "الروشتة" بالأدوية المطلوبة وهي خاصة بالقلب فاتصل بها مندوب التأمين الصحي ليسأل عن معلم بارز في وصف المنزل، وبعدها أتاها اتصال آخر لتخرج وتستلم الأدوية المطلوبة لوالدها في المنزل.

ورأت سارة، أن تلك الخدمة تعني تقدير التأمين الصحي لحالة المرضى في ظل حظر التجوال الشامل لانتشار جائحة "كورونا" مع الوضع في الاعتبار شهر رمضان، حيث تصعب الحركة على المرضى وكبار السن أو ذويهم، خاصةً أن المواصلات العامة متوقفة بسبب الحظر.

ومن جانبها قالت المواطنة عزة محمد عبد الله، التي تسكن منطقة الحاج يوسف بمحلية شرق النيل بولاية الخرطوم، إنهم اتصلوا بالأرقام المخصصة بخدمة توصيل الأدوية للمنازل للحصول على دواء لزوجها، وتمت الاستجابة من المسؤولين في هيئة التأمين الصحي في نفس اليوم، وإيصال دواء الأنسولين الخاص بمرض السكر حتى المنزل، والذي يكفي لمدة شهر، وأكدت تأثير الخدمة إيجابًا على نفوسهم، مما يزيد الثقة في خدمة العلاج عبر التأمين الصحي. 

عيادات عبر المراسلة

وعقب انتشار جائحة كورونا وإعلان حظر التجوال الشامل، ارتفعت الشكاوى من عدم تلقي المرضى من غير المصابين بـ "كورونا" للخدمة العلاجية اللازمة نتيجة عدم استقبالهم من قبل كثير من المستشفيات الأمر الذي أدى إلى حالات وفاة. ودعت تلك الأوضاع مبادرين وأطباء لإطلاق خدمة بإنشاء صفحة على "فيسبوك" بمسمى "طبيبك المنزلي" حيث يتم استقبال رسائل المرضى وتقديم الاستشارات الطبية اللازمة لهم من قبل الأطباء المتطوعين. وأوضح مصطفى محمد الزبير، وهو أحد مؤسسي الصفحة لــ"الترا سودان"، أنه دعا أطباءً للإنضمام للمجموعة التي تأسست في 22 آذار/مارس الماضي، وبدورهم دعوا أصدقاءهم بهدف مساعدة المرضى بما في ذلك الحالات العاجلة والحرجة في ظل تفشي جائحة كورونا مع الحظر الشامل للتجوال وعدم عمل العيادات، حيث يوجه الأطباء المرضى بطريقة طبية صحيحة وتقديم الاستشارة التي يمكن أن تتضمن التوجه للمستشفى حسب الحالة المرضية.

استجابة كبيرة

ونوه مصطفى، إلى أن عددًا كبيرًا من الأطباء استجابوا للمبادرة من داخل السودان أو الخارج من دول الخليج وأوروبا، وفي مختلف التخصصات منها "الباطنية، الجراحة، الأطفال، العظام، النساء والتوليد، الأنف والأذن والحنجرة، المخ والأعصاب، الطب النفسي والعيون"، وأضاف "ما زلنا نطمع في استجابة المزيد من الأطباء"، وأبان أن إدارة المجموعة حاليًا تقع على عاتق تسعة أطباء، وأشار إلى أن الأطباء المتطوعين يردون على ما لا يقل عن (40) حالة يوميًا ويقدمون الاستشارات اللازمة لطالبيها.

وكشفت المتابعات عن إطلاق مبادرات لأطباء آخرين لتقديم الخدمة عبر "فيسبوك" أو الاتصال عبر "الهواتف وواتساب" في تخصصات مختلفة منها "الباطنية والأطفال". 

الخرطوم تحدد المستشفيات العاملة

ويوم الجمعة الموافق 15 من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن المستشفيات العاملة بالولاية، ونوهت إدارة المستشفيات بوزارة الصحة إلى أن العمل يسير في عدد من المستشفيات، وتوفر الخدمات العلاجية للمواطنين بكافة الأقسام، رغم التحديات وأهمها عدم توفر الكادر الطبي بالمستشفيات. وحددت المستشفيات العاملة التالية: (أمدرمان التعليمي، محمد الأمين حامد للأطفال، الدايات، بحري، أحمد قاسم للقلب والأطفال، النو، السعودي، حوادث مستشفى الشيخ محمد علي فضل، الجزيرة إسلانج، أبو عنجة، الوالدين، الشعب، الأنف والأذن والحنجرة، الشهداء، العيون "عبد الفضيل ألماظ"، الخرطوم الجلدية، الأسنان، أمبدة، الأكاديمي، إبراهيم مالك، التميز للطوارئ والإصابات، السروراب، البان جديد، بشائر، قرِّي، جبل أولياء، حاج الصافي جميع الأقسام عدا النساء والولادة).

يظل التحدي في مدى القدرة على الاستمرار في المبادرات، وتقديم الخدمات طوال الأوضاع الطارئة

ونوه تعميم صحفي من إعلام الوزارة عبر صفحتها على "فيسبوك" إلى أن حوادث الأطفال بمستشفى أمبدة والبان جديد لا تعمل لعدم توفر نواب اختصاصيي الأطفال، وأكدت الوزارة ممثلة في إدارة المستشفيات تقديرها للكوادر الطبية والكوادر المساعدة التي تبذل قصارى جهدها في تقديم الخدمات الطبية لمواطني الولاية.

ومهما تكن الظروف تبقى الحاجة لابتكار وسائل للتعامل مع الإشكالات التي تفرضها الأوضاع الاستثنائية، لا ترك المرضى يواجهون الأمر الواقع بلا حلول، ويظل التحدي الأبرز هو مدى قدرة تلك الجهات على الاستمرار في مبادراتها، وتقديم الخدمات طوال الأوضاع الطارئة في كل الولايات.

اقرأ/ي أيضًا

مجلس الأمن والدفاع يوافق على تمديد الحظر لأسبوعين ومنع السفر فترة العيد

غير دوانج.. طفل الحرب الذي حمل أحلامه إلى هوليوود