08-نوفمبر-2020

كمال بولاد (فيسبوك)

يُجيب مقرر المجلس المركزي، لقوى الحرية والتغيير، في حواره مع "الترا سودان"، على عددٍ من الأسئلة، ذات العلاقة بتحالف الحرية والتغيير، والخلافات التي طرأت على مكوّنات في الفترة الأخيرة، في السلام، الاقتصاد، والتطبيع مع إسرائيل.

بولاد: حسب نهج الحزب الشيوعي السابق كنت أتوقع أن يتشاور مع الحلفاء والأصدقاء قبل الانسحاب

- لم يكن متوقعا أنْ ينسحب الحزب الشيوعي من قوى الحرية والتغيير، وكذلك قوى الإجماع الوطني. بل كان انسحابه مفاجئًا. صحيح هنالك تعقيدات كثيرة نتيجة مخاض المرحلة كلها، وظروف الانتقال بصفه أدق.  كنت أتوقّع على الأقل، وحسب نهج الحزب الشيوعي السابق في التشاور مع الحلفاء والأصدقاء، أنْ يُقدم مبررات موقفه الجديد لزملائه في قوى الإجماع على الأقل. لكنه اختار هذا الخيار وفاجأ الكثيرين.

اقرأ/ي أيضًا: ممثل حركة العدل بالداخل ينتقد معارضي اتفاق السلام

ثانيًا: ليس هناك شَك أن الصراع السياسي والاجتماعي سيظل حتى ما  بين تيارات قوى الحرية والتغيير مستمر، وذلك من أجل تحقيق أهداف الثورة وقضايا الجماهير، إلا أنّها تواثقت على إعلان قوى الحرية والتغيير، من أجل استكمال مهام المرحلة الانتقالية، وبناء التحول الديمقراطي، الذي ينشده الشعب لمحاربة الشموليات والليبراليات المجهضة، ومن ثم لكلٍ أنْ يُقدّم برنامجه الحزبي كاملًا أمام الشعب.

كنت أتوقع أن يأخذ الحزب الشيوعي مكانه الطبيعي في هذا الصراع الموضوعي، وهو الحزب المتمرّس في العمل من أجل الانتصار لبرنامج الجماهير الذي يصنع الحياة الحرة الكريمة. على كل نأمل من مؤسسات الحزب -على الأقل- أنْ تفتح حوارات حول مستقبل العلاقة مع القوى السياسية التي تعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة مهما كانت الخلافات حول التكتيكات وبرامج الحد الأعلى.

  • ماهي تأثيرات هذا الانسحاب على الحرية والتغيير، وفي البال القيمة السياسية والوطنية الكبيرة للحزب.. وقيمته ضمن مكونات تحالف الحرية والتغيير؟

- ليس هناك شك أنّ خروج الحزب الشيوعي من الحرية والتغيير أمر  مؤسف، خصوصًا وأنه لم تزل مهام المرحلة الانتقالية تنتظر التحقيق وكلها مهام تحتاج لمعارك مختلفة، كنا نأمل كما قلت لك أنْ يُصارع الحزب الشيوعي مع الجميع في إطار التحالف الذي بنيناه جميعًا وأكدت عليه شراكة الوثيقة الدستورية التي شارك الحزب مع الجميع في إقرارها، ولكن هذا خياره الذي نحترمه.

وسوف نعمل لإدارة حوارات مع قادته ومن ثم نبحث عن آليات نعمل بها معًا وتكون مقبولة للجميع، إذا لم يعيد الحزب النظر في هذا القرار، على الأقل حتى  تستكمل المرحلة الانتقالية مهماتها.

  • كان هناك اجتماع وصف بالعاصف، لتشكيل المجلس التشريعي.. ماهي مخرجاته؟ وماهي أسباب الخلاف فيه؟

- كان الاجتماع  نتيجة  دعوة قُدمت من لجنة مشكلّةٍ بقرار من المجلس المركزي، لحشد اتفاقٍ حول المجلس التشريعي، وكيفيه الوصول إلى التمثيل الذي يرمز لكل السودان في صورة المجلس التشريعي النهائية. وسبق أنْ التقت اللجنة بوفد الجبهة الثورية في إطار مقابلة كل الأطراف المعنية بتشكيل المجلس التشريعي.

ضمن هذا البرنامج، تمت دعوة تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم بغرض التشاور، وخرج البعض منهم من الاجتماع بدعوى ضيق وقت الدعوة. وبقي البعض، وتواصل الاجتماع إلى نهاياته، وتم الاتفاق على تحديد اجتماعٍ آخر بتوسيع الدعوة. لكن الأهم أنّ المشاركة في المجلس التشريعي لا تقتصر على الخرطوم، كما يفهم بعض الأبناء، فالمجلس يجب أنْ يرمز لكل السودان، وأنْ تُشارك فيه كل الولايات، وفقًا لما نصّت عليه الوثيقه الدستورية، وأنْ يشكل من  الطرفين، قوي الحرية والتغيير بنسبة، والتشاور مع المكون العسكري بنسبةٍ أخرى.

  • لماذا تأخر تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي إلى الآن؟

- تأخر لأسباب عدة، أهمها الإشكالات التي صاحبت الفترة الماضية من المرحلة الانتقالية، وقضايا الانتقال نفسها وتحدياتها؛ ومنها مفاوضات السلام. ثم استقرار العلاقه بين الجهاز التنفيذي والسيادي وغيرها. لكن أعتقد الآن الإرادة متوفرة لقيامه، بعد أنْ قطعت الترتيبات الأولية شوطًا جيدًا.

  • لماذا يبدو تحالف الحرية والتغيير في الآونة الأخيرة وكأنه معارض للحكومة التي أتى بها، وهي طريقة يراها كثيرون غريبة؟

- تحالف قوى الحرية والتغيير تحالف واسع، ويمتد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، والكتل التي كونته تختلف في مرجعياتها الفكرية والعقائدية، ولذلك تظهر مواقف الحد الأعلى من منابر القوى السياسية المختلفه، ولكن الجميع ملتزم بالحد الأدنى المتفق عليه في إعلان قوى الحرية والتغيير. ويتمثل ذلك بالانضباط إلى هيكله المتمثل في المجلس المركزي وتنسيقياته ولجانه المتعددة والممتدة بكل ولايات السودان.

ولطبيعه القضايا المطروحة تبرز بعض الخلافات، وهذا شيء طبيعي. لكن الجميع متفق على ضرورة وحدة هذا التحالف الذي يجب أنْ يشكل صمّام أمان ووحدة الوطن، في هذا المنعطف الصعب.

بولاد: علقنا دعمنا للحكومة الانتقالية ببيان نتيجة موقفنا المبدئي من التطبيع مع الكيان الصهيوني

  • سحب الدعم السياسي من الحكومة الانتقالية "البعث السوداني والأمة القومي في وقت سابق مثلًا".. والآن الشيوعي وآخرين يهددون بالانسحاب من الحرية والتغيير.. ماهي آثار هذا الانسحاب والمتوقع بالنسبة للحرية والتغيير؟

- البعث السوداني لم ينسحب من تحالف قوى الحريه والتغيير، أعتقد أنّه علّق دعمه للحكومة الانتقالية ببيان نتيجة موقفه المبدئي من قضيه التطبيع مع الكيان الصهيوني وملابساتها والمنهج الذي أُتبع فيها. أما حزب الامة فله تصوّر حول إصلاح التحالف، وقدّم ورقة حول ذلك، والأساس فيها هو قيام المؤتمر التأسيسي، وكونت لجنة تحضيرية للمؤتمر، وحزب الأمة مشارك فيها، بجانب آخرين وهو الآن حضور في اجتماعات المجلس المركزي الراتبة ويُقرر مع أعضائه في كافة القضايا المطروحة التي تدعم استكمال مهام المرحلة الانتقالية.

  • هل تعتقد أنّ تحالف الحرية والتغيير سيستمر بهذه المكونات؟ أم تتوقع أن يطرأ عليه جديد؟

- أهمية استمرار تحالف قوى الحرية والتغيير تقتضيها الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها الوطن الآن. وهو تحالف فريد اكتملت وحدته أيضًا في ظروف صعبة وهي مخاض ثوره ديسمبر. وهو الآن يشمل أكبر وأهم القوى الوطنية الحريصة على وحدة البلاد، وتحقيق أهداف الثوره، لذلك ضرورة استمراره ترتبط للحد البعيد باستكمال مهام المرحله الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي الذي يقطع الطريق على الانقلابات العسكرية وقيام الشموليات المستبدة والتي أخرت البلد كثيرًا. وأراقت الدماء، لا بد من تجاوز هذه الظروف بمزيد من الإرادة والصبر والإخلاص حتى نخرج من هذا النفق.

  • لماذا يبدو أن الحرية والتغيير ليست مساهمة بشكل يوازي ثقلها باعتبارها الحاضنة السياسية للحكومة في مفاوضات السلام مع فصائل الجبهة الثورية؟ وهل يقلقكم الحديث عن انفراد المكون العسكري فيها؟

- شاركت قوي الحرية والتغيير بقدر في مفاوضات جوبا. ولكن أعتقد أن الخلل الرئيس هو ضعف مشاركة الجهاز التنفيذي فيها، لأنّ الصحيح وفق الوثيقة الدستورية هو تصدى الجهاز التنفيذي لهذا الملف بكاريزما واضحة وإدارة حوارات ناضجة وشاملة مع الحركات المسلحة لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية بشراكةٍ مبدئيةٍ ومسئولية وإيقاف الحرب فورًا وإسكات صوت البندقية باعتبار أن الصراع كان مع النظام الشمولي المستبد، وكلٌ منا حاربه بأدواته التي اختارها.

بولاد: ننسق مع الإخوة في الجبهة الثورية. وأعتقد إنّهم إضافة نوعية ودماء جديدة في شرايين هيكل المرحلة الانتقالية

ولكن على كل حال فإن أي اتفاقٍ يُوقف الحرب هو مكسب لشعب السودان، والآن التنسيق جيد مع الإخوة في الجبهة الثورية. وأعتقد إنّهم إضافة نوعية ودماء جديدة في شرايين هيكل المرحلة الانتقالية. نأمل أن يكون خطوة مهمة لسلامٍ شاملٍ، تشارك فيه كل الحركات التي لم تشارك، لنبني معًا بصبر ومسئولية ما خرّبه الشموليون.

اقرأ/ي أيضًا

مصدر حكومي: فشل الورشة غير الرسمية كان بسبب اختلاف في اتفاق حمدوك والحلو

وزير الخارجية: لن نتأثر بالتغيير في أمريكا والتعامل مع بايدن أسهل