09-ديسمبر-2019

صحيفة الصيحة (الجزيرة)

كشفت مصادر حكومية، عن منح عضو المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" الحكومة ممثلة في رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك صحيفة "الصيحة" اليومية، المملوكة له، والتي قام بشرائها في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي من الإسلامي المعروف الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل بنحو (14) مليون جنيه سوداني.

قالت ذات المصادر لـ"الترا سودان" إن "حميدتي" طلب من حمدوك استلام الحكومة الصحيفة والاستفادة منها كنافذة إعلامية  لإظهار أداء  الحكومة

وكانت قد تمت صفقة شراء الصحيفة ذائعة الصيت بين الطيب مصطفى والصادق الرزيقي الكاتب المحسوب على حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، ونقيب الصحفيين السودانيين، بالرغم من أن أموال الصفقة خرجت من خزانة "حميدتي"، إلا أن الأخير فوض الرزيقي بالأمر حتى لا يظهر في المشهد، ثم تولى الرزيقي رئاسة تحرير الصحيفة من ذاك التاريخ وحتى اللحظة.

اقرأ/ي أيضًاوزيرا الخارجية والمياه السودانيان يشاركان في الاجتماع الثاني "للنهضة" بواشنطن

وقالت ذات المصادر لـ"الترا سودان" إن "حميدتي" طلب من حمدوك استلام الحكومة الصحيفة والاستفادة منها كنافذة إعلامية تظهر من خلالها أنشطة الحكومة، بجانب الإشراف عليها بمن يراه مناسبًا، وأضافت أن رئيس الوزراء تردد في استلام الصحيفة تحسبًا في حالة قبولها بأن تثير عليه غضب الناشطين السياسيين والصحفيين، لذلك لم يحسم أمر قبولها أو رفضها بعد.

وأرجعت ذات المصادر إقبال "حميدتي" على هذه الخطوة إلى فتور علاقته مع الرزيقي الذي تولى تسيير دفة الصحيفة، وأصبح الأول مراقبًا لها من وراء حجاب. وفي نهاية حزيران/يوليو الماضي، اعتقلت قوات الدعم السريع التابعة لـ"حميدتي" الصادق الرزيقي، على إثر محاولة انقلابية أقدمت عليها قيادات عسكرية ومدنية محسوبة على حزب المؤتمر الوطني المحلول، إلا أنه قضى في المعتقل يومًا واحدًا قبل أن يتم الإفراج عنه بعد استجواب حول العلاقة التي تربطه بتلك القيادات.

وأكدت مصادر صحفية لـ"الترا سودان" توتر العلاقة بين "حميدتي" ورئيس تحرير الصحيفة، بسبب العلاقة المشبوهة التي تربطه مع قيادات الحزب "المحلول"، وأن عضو المجلس السيادي ظل في الآونة الأخيرة يرفض مقابلته.

وكان الطيب مصطفى الذي تقلد مناصب قيادية بحكومة المخلوع البشير، كمنصب مدير تلفزيون السودان القومي، قد اتجه لبيع أصوله وممتلكاته في البلاد عقب سقوط النظام البائد وقبل توقيع الوثيقة الدستورية، لكنه ما يزال بالبلاد ولم يغادرها، وكان من أقوى المدافعين عن النظام ويخشى نجاح الثورة، لجهة أنه لا يريد مغادرة البلاد.

ومصطفى الذي تربطه علاقة دم بالمخلوع البشير كان من الداعين لفصل جنوب السودان عن شماله، وشجع الجنوبيين على الانفصال، وأسس صحيفة الانتباهة التي يصفها مراقبون بالعنصرية والانحياز للنظام البائد، وكانت منبرًا للانفصاليين الشماليين، وراج عن مصطفى إبان الثورة أنه كان يتساءل "إذا سقط النظام إلى أين نذهب؟" و"لو النظام سقط نشيل بقجنا نمشي وين؟".

 

اقرأ/ي أيضًا

مصادر أمنية: قيادات بالحزب المحلول تخطط لإحداث فوضى تمهيدًا لانقلاب عسكري

السودان ينضم لمبادرة الكشف عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب واعتراضهم