سياسة

حشود برية وقطع حربية.. اشتعال جبهات القتال في كردفان ودارفور

12 أكتوبر 2025
أزمة إنسانية متفاقمة وسط معارك ضارية في كردفان
كردفان - احندام المعارك وأزمة إنسانية
محمد حلفاوي
محمد حلفاويصحفي سوداني

عادت جبهات القتال في كردفان ودارفور لتشتعل مجددًا وكأن هناك سباق للسيطرة على المزيد من المناطق بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى حركة تسليح عالية بوصول قطع حربية جديدة، بينما يواجه قرابة 700 ألف شخص خطر المجاعة بسبب عدم وصول المساعدات إلى خمس مدن.

لم تكن مدينة الدلنج الغنية بالأراضي الزراعية والتنوع السكاني على مرمى نيران الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو المتحالفة مع "حميدتي" حتى وقت قريب، لكن هذا الأسبوع شنت طائرات مسيرة هجمات على بعض المقار التي تنتشر فيها قوات متحالفة مع الجيش في الدلنج.



يؤدي التصعيد العسكري في إقليم كردفان إلى وضع حياة نحو 700 ألف مواطن على المحك بسبب توقف دخول الغذاء والدواء إلى أكثر من خمس مدن بين جنوب وغرب وشمال كردفان

 

هدأ القتال في الدلنج أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عقب صد الجيش في ذلك الوقت هجومًا واسعًا لقوات الدعم السريع وظلت بمعزل عن الخطر الحربي، بالمقابل تتعرض إلى حصار بسيطرة قوات حميدتي والحلو على طرق رئيسية تعتبر الشريان لنقل الإمدادات الغذائية والاستهلاكية.

ونقلت قوات الدعم السريع منظومة مضادات الطيران إلى إقليم كردفان وهي قطع صينية الصنع لبدء عملية التصعيد العسكري ضد الجيش في الأبيض والدلنج، والحفاظ على مدن تحت سيطرتها منذ أيار/مايو 2025 وهي النهود والخوي والدبيبات إلى جانب أم صميمة  المتأرجحة بين الطرفين.

تباهى مقاتلو الدعم السريع في مقطع فيديو منشور على الشبكات الاجتماعية بتمكنهم من إسقاط طائرة مسيرة من طراز "أكنجي" الشهر الماضي في كردفان، ما يعني وجود منظومة مضادات للطيران بحوزة هذه القوات.

قال الباحث في القطاع الأمني والعسكري أحمد السني لـ"الترا سودان" إن التصعيد العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع يأتي بالتزامن مع تحركات دول الرباعية للوصول إلى مرحلة وقف إطلاق النار.

ويعتقد السني أن القنوات الدبلوماسية تعمل على التواصل بين الطرفين للاتفاق على النقاط الخلافية الكبرى، لذلك يسعى الجيش إلى تحقيق مكاسب ميدانية بالسيطرة على شمال كردفان وغرب كردفان والحفاظ على مناطق سيطرته في جنوب كردفان، إلى جانب الفاشر في شمال دارفور.

وأضاف: "عندما يبدأ وقف إطلاق النار وفق الترتيبات الجارية ستظل جميع الأطراف في مواقع سيطرتها"، مشيرًا إلى أن الاتفاق على وقف القتال أقرب من أي وقت مضى ما لم تتدخل أطراف أخرى وتنسف الجهود الدبلوماسية التي تنفذها دول الرباعية.

على الجانب الآخر يصف عاملون في قطاع الإغاثة الوضع الإنساني بـ"الكارثي" في إقليم كردفان مع تقطع الطرق بسبب العوامل العسكرية وموسم الأمطار، ورغم الانفراج النسبي في الدلنج وكادوقلي وتوفر شحنات من المواد الغذائية يضع ارتفاع الأسعار المزيد من الأعباء على عاتق المواطنين.

كلما توسع التصعيد العسكري في إقليم كردفان بين الجيش وقوات الدعم السريع زاد عدد الفارين من البيوت، كما إن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى جميع المتأثرين بالنزاع المسلح.

تقول مريم أبو بكر العاملة الإنسانية في إقليم كردفان في حديث لـ"الترا سودان" عن الوضع الإنساني في الإقليم الذي يشهد تصعيدًا عسكريًا مستمرًا منذ أيار/مايو 2025، إن المواطنين يعيشون حياة قاسية بما في ذلك سكان الأبيض بسبب الوضع الإنساني وشح الخدمات الأساسية.

وأردفت: "الناس هنا يأملون في توقف الحرب لأن معاناتهم طالت ويعيشون حياة تفتقر للحد الأدنى من الخدمات الأساسية". وقالت إن نحو 700 ألف شخص في إقليم كردفان معرضون للجوع وخطر الوبائيات بسبب عزلة المدن وعدم إدخال المساعدات إلى النهود والدبيبات والخوي وأم صميمة والدلنج وكادوقلي بشكل مستدام منذ ستة أشهر.

ودفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات عسكرية إلى محيط الدلنج مستغلة تحالفها مع قوات عبد العزيز الحلو التي تستمد نفوذها من مناطق جبال النوبة وأجزاء من جنوب كردفان.

وقال مصدر من مفوضية العون الإنساني بولاية جنوب كردفان لـ"الترا سودان" إن ارتفاع السلع الضرورية في كادوقلي والدلنج يؤثر على حياة المواطنين، مشيرًا إلى وصول كميات من المواد الغذائية إلى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض توطئة لنقلها إلى جنوب كردفان.

وتابع قائلًا: "الأمم المتحدة قادت محادثات مع الأطراف العسكرية لنقل الغذاء والدواء إلى جنوب كردفان شملت تسع محافظات شرق الولاية حتى أيار/مايو 2025".

وأوضح المصدر أن قوافل مساعدات إنسانية عالقة بمدينة الأبيض بسبب الوضع العسكري والأمني ما أدى إلى الاعتماد على الإسقاط الجوي في الوقت الراهن لإيصال الغذاء والدواء إلى الدلنج وكادوقلي في جنوب كردفان.

أما في شمال دارفور أدى التصعيد العسكري إلى تدهور الوضع الإنساني ولأول مرة منذ أشهر طويلة تقترح تنسيقية لجان مقاومة الفاشر على المواطنين الخروج إذا كانوا يرغبون في ذلك، حسب بيان أصدرته السبت 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025 عقب مقتل 57 مدنيًا في ملجأ أرضي تعرض للقصف المدفعي من قوات الدعم السريع وفق وزارة الخارجية السودانية.

ويقول الباحث في مجال فض النزاعات المسلحة بأفريقيا عادل إبراهيم لـ"الترا سودان" إن التصعيد العسكري في دارفور يتركز على شمال دارفور بحشود برية على الأرض، أما في نيالا وأجزاء من شمال دارفور يعتمد الجيش على الطائرات المسيرة لشن غارات جوية ضد أهداف الدعم السريع.

ولفت إلى أن التصعيد العسكري في دارفور استغل فترة توقف الأمطار وتمكن الطرفان من نقل قطع حربية وحشود عسكرية إلى جبهات القتال قائلًا إن نجاح الجيش في الإسقاط الجوي خلال مرتين خلال الأسبوعين الماضيين مكنه من تحسين وضعه بمدينة الفاشر.

ويشير عادل إبراهيم إلى أن تحسن الوضع العسكري والميداني للجيش في الفاشر دفع قوات الدعم السريع إلى جلب معدات عسكرية، موضحًا أن مطار نيالا تحول إلى نقطة رئيسية لوصول المساعدات العسكرية.

وأردف: "اعتمد الجيش والدعم السريع على شن حوالي 124 غارة جوية عبر الطائرات المسيرة في دارفور وكردفان خلال الأشهر القليلة الماضية".

الكلمات المفتاحية

الجيش السوداني

تصاعد القتال في بابنوسة وزيارة أممية تبحث حماية وإغاثة المدنيين

يشهد السودان تحولًا في المسار الإنساني بالتزامن مع تصاعد الهجمات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في إقليم كردفان، بينما يبحث أرفع مسؤول بالأمم المتحدة، الذي وصل البلاد قادمًا من نيويورك، مساري حماية المدنيين خلال النزاع المسلح إلى جانب إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين بالحرب.


وزير الخارجية الأميركي

هل تُفسر تصريحات وزير الخارجية الأميركي ضمن الرسائل الساخنة إلى حميدتي؟

لم تكن تصريحات وزير الخارجية الأميركي، على هامش قمة الدول الصناعية الكبرى في كندا مساء الأربعاء 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، مجرد حديثٍ عابر، بل يضعها مراقبون دبلوماسيون وسياسيون ضمن خانة "الرسائل شديدة اللهجة" إلى قوات الدعم السريع والحلفاء الإقليميين، للتوقف عن إشعال الصراع المسلح في السودان.


بابنوسة

بابنوسة في مرمى النيران.. هل تتجه نحو مصير الفاشر؟

عادت مدينة بابنوسة إلى الواجهة بعد هدوء استمر لأشهر، لتصبح بؤرة ساخنة في الحرب السودانية. وتصدّرت المشهد الحربي في غرب كردفان، عقب هجوم قوات الدعم السريع على مواقع الجيش في المدينة من عدة محاور.


سلاح على الأرض

بين المخاوف والآمال.. انقسام سوداني حول هدنة الرباعية الدولية؟

منذ إعلان دول الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، الدفع بمقترحات لهدنة إنسانية بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2025، وتسليم الجانبين المسودة المتعلقة بوقف إطلاق النار للأغراض الإنسانية، يتصدر الشبكات الاجتماعية جدل واسع بين السودانيين حول جدوى الهدنة.

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
أخبار

التعليم العالي تعيد خدمات التقديم والتوثيق إلى مقرها الرئيس بالخرطوم

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، عودة جميع خدمات التقديم الإلكتروني وتوثيق الشهادات إلى المقر الرئيس للإدارة العامة للقبول بشارع الجمهورية في الخرطوم

سلاح - مسلحين - مستنفرين.jpg
أخبار

الجيش السوداني يدعو دول الإقليم إلى منع تدفّق الأسلحة للدعم السريع

دعا الجيش السوداني دول الإقليم إلى تحمّل مسؤولياتها ومنع تدفّق الأسلحة إلى الميليشيات والمجموعات غير الشرعية، محذّرًا من أن هذا الاتجاه يشكّل خطرًا على دول المنطقة.


سلوى آدم بنية مفوض العون الإنساني
أخبار

سلوى بنية: الدعم السريع لم تلتزم بقرار رفع الحصار عن المدن

أكدت مفوضية العون الإنساني في السودان، اليوم الأحد 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بقرار رفع الحصار عن المدن.

مبعوث الاتحاد الأفريقي لمنع الإبادة الجماعية يصل السودان
أخبار

المبعوث الأفريقي للإبادة الجماعية يصل البلاد لإجراء مباحثات رسمية

يبدأ مبعوث الاتحاد الأفريقي لمنع الإبادة الجماعية، السيد أداما دينق، زيارة رسمية للبلاد تستمر أربعة أيام، يلتقي خلالها عددًا من المسؤولين في وزارات الخارجية والعدل والشؤون الدينية، إلى جانب النائب العام.

الأكثر قراءة

1
أخبار

مصادر عسكرية لـ"الترا سودان": الجيش يتصدى لأعنف هجوم على الفرقة 22 مشاة في بابنوسة


2
سياسة

تصاعد القتال في بابنوسة وزيارة أممية تبحث حماية وإغاثة المدنيين


3
أخبار

شبكة أطباء السودان: توثيق 32 حالة اغتصاب مؤكدة بالفاشر خلال أسبوع 


4
أخبار

متطوعون: مئات المفقودين بالفاشر يرجح وجودهم في معتقلات سرية


5
أخبار

مصادر: سيطرة الجيش على بلدتين في شمال كردفان تعزّز حماية الأبيض