حرب السودان… انتقال الشرارة من دول الجوار
11 يونيو 2025
في تطورات ميدانية متسارعة سيطرت قوات الدعم السريع على منطقة المثلث، الواقعة أقصى الحدود مع دولة ليبيا، وتتبع إداريًا إلى الولاية الشمالية، وسط اتهامات للقائد العسكري الليبي خليفة حفتر بدعم هذه العملية وإرسال تعزيزات عسكرية لقوات حميدتي.
ومن شأن هذه التطورات أن توسع من دائرة الأزمة التي بدأت قرب الحدود السودانية الليبية نهاية الأسبوع الماضي، واختتمت اليوم الأربعاء بوصول قوات من الدعم السريع إلى المثلث، وإعلان الجيش السوداني إخلاء المنطقة الحدودية مع ليبيا، مما قد يعقد الأمور ميدانيًا.
منطقة المثلث غنية بإنتاج الذهب ومغرية لتمويل اقتصادات الحرب
ولأول مرة منذ اندلاع الحرب يتنقل الصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع إلى مرحلة الاتهامات حول مشاركة قوات عسكرية من دول جارة في العمليات العسكرية داخل العمق السوداني.
وكان الجيش السوداني اتهم قوات عسكرية تابعة للجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، بالمشاركة في الهجوم على الأراضي السودانية قرب الحدود بين البلدين، الأمر الذي يؤدي إلى تعقيد الأزمة.
يشرح محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، طبيعة الأزمة التي نشبت في المثلث الحدودي لأول مرة بين البلدين بوجود شعور من قبل دول الجوار بضعف الدولة المركزية والتقاطعات الإقليمية التي تغذي الصراع في السودان.
وأضاف: "ليس بالضرورة أن يكون الاستهداف للأراضي السودانية قادمًا من ليبيا، بل في اعتقادي المسألة عابرة إلى دول أخرى انتهزت فرصة تراجع الاهتمام العالمي بحرب السودان، وهناك مخاوف من فقدان البلاد مساحتها من الأطراف كلما تطاول أمد الحرب".
تتميز منطقة المثلث داخل السودان بوجود مناجم الذهب وانتشار آلاف العاملين في هذا القطاع الذي بات مغريًا لقوات الدعم السريع، للحصول على هذا المورد الذي يعد جزءًا من الصراع في هذا البلد من خلال "اقتصاديات الحرب".
يتبع المثلث إداريًا إلى الولاية الشمالية، ويشهد حركة تجارة بين السودان وليبيا قفزت بنسبة عالية خلال الحرب، وتشمل التبغ والسلع الغذائية والوقود الأقل سعرًا من المحلي للتحايل على النقاط الجمركية والرسمية.
يوضح عثمان لـ"الترا سودان" أن شواغل الحكومة السودانية في الوقت الراهن لا تركز على وجود الجيش في المثلث لأن الأولوية لحماية الولاية الشمالية، خاصة مع تهديدات تكررت كثيرًا من أعلى قائدين بالدعم السريع.
تاريخيًا لم يشهد المثلث توترات عسكرية بين السودان وليبيا، ومع تحولات الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع ووجود حلفاء عسكريين لحميدتي بين دول الإقليم ربما يتنقل النزاع المسلح في هذا البلد إلى مرحلة أكثر فوضوية.
وفي هذا الصدد يلفت الباحث في العلاقات الدولية محمد عثمان إلى أن الصراع بين الفصيل العسكري التابع لخليفة حفتر، المدعوم من دول إقليمية مناوئة للحكومة السودانية، تريد إحداث توترات على الحدود بين البلدين للمزيد من الاستنزاف العسكري والسياسي.
وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت مطلع حزيران/يونيو 2025 بين القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني وفصيل "سبل السلام" التابع للجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن بدء الهجوم.
المواجهة المسلحة التي استمرت لساعات كانت مقدمة للتوترات الحالية والتحولات العسكرية بتوغل قوات الدعم السريع إلى المثلث الأربعاء 11 حزيران/يونيو 2025، مؤكدةً حسب مقطع فيديو سيطرتها على المنطقة.
يعتقد مجدي إبراهيم، الباحث في الشؤون العسكرية، أن التصعيد العسكري في المثلث داخل السودان بالقرب من الحدود الليبية محاولة من قوات الدعم السريع للتوسع في حدود إقليم دارفور، خاصة وأن المنطقة نقطة حدودية مع دولة ليبيا إلى جانب وجود الذهب المصدر الرئيسي لثروات حميدتي.
يشير إبراهيم لـ"الترا سودان" إلى أن طبيعة الحرب في السودان لا تسمح للجيش أو حلفائه من المجموعات المسلحة بفتح جبهات جديدة للقتال في هذا الوقت، مع الوضع في الاعتبار أن القوات المسلحة السودانية درجت على امتصاص الصدمة الأولى ثم التعامل معها مع مرور الوقت.
باحث: هناك مخاوف من فقدان البلاد أطرافها كلما تطاول أمد الحرب
في الوقت ذاته يقول إبراهيم إن هناك صعوبة من الناحية العسكرية في استعادة للمثلث، لأن المنطقة تقع في بلدة صحراوية بالتالي المواجهة المسلحة مكلفة ومرهقة بالنسبة للجيش الذي يبحث عن تأمين مناطق سيطرته في كردفان وشمال البلاد.
الكلمات المفتاحية

اجتماعات واشنطن.. هل تتفق على وقف حرب السودان؟
تعتزم الولايات المتحدة استضافة اجتماعات على مستوى وزراء خارجية "دول الرباعية" التي تضم واشنطن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، لمناقشة سبل وقف الحرب في السودان، نهاية هذا الشهر.

كر وفر في أم صميمة.. استعار الاشتباكات في شمال كردفان
في شمال كردفان، تدفع قرى صغيرة على الطرقات الرابطة بين مناطق الدعم السريع وسيطرة الجيش، ثمن انتقال المعارك من العاصمة الخرطوم وإقليم الوسط إلى غرب وجنوب السودان

تجدد الهجوم على مخيم اللاجئين السودانيين في أوغندا
تطورت أحداث العنف في مخيم كرياندنغو شمالي أوغندا بشكل متسارع، وكررت مجموعة تحمل الأسلحة البيضاء الهجوم على المخيم الذي يؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين للمرة الثانية السبت 12 تموز/يوليو 2025.

13 إصابة بينها حالتا وفاة بضربات الشمس بولاية البحر الأحمر
كشفت اللجنة الفنية للطوارئ الصحية بوزارة الصحة ولاية البحر الأحمر، عن تسجيل 13 حالة إصابة بضربات الشمس، بينها حالتا وفاة بولاية البحر الأحمر.

سيول مفاجئة تتسبب بنزوح عشرات الأسر في شمال دارفور
أعلنت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن السيول الناجمة عن أمطار غزيرة اجتاحت بلدة دار السلام في ولاية شمال دارفور خلال يومي 14 و15 تموز/يوليو الجاري

زيادة جديدة في الدولار الجمركي تحدث سخطًا في أوساط المستوردين بالسودان
قال متعاملون في التخليص الجمركي، إن الحكومة نفذت زيادة جديدة في التعرفة الجمركية الخاصة بعمليات الاستيراد، برفع القيمة من ألفي جنيه إلى 2400 جنيه اليوم الأربعاء.

الهلال والمريخ يعتذران عن خوض نهائي كأس السودان
أعلن ناديا الهلال والمريخ في بيان مشترك، أمس الثلاثاء، اعتذارهما عن خوض مباراة نهائي كأس السودان، المقررة في 26 تموز/ يوليو الجاري على ملعب بورتسودان، مبررين ذلك بجملة من التحديات التي رافقت مشاركتهما في البطولات خلال فترة الحرب.