31-ديسمبر-2021

حاويات لإغلاق الجسور في العاصمة الخرطوم

  رغم الإغلاق الأمني لمدخل شارع القصر من الناحية الجنوبية تمكن الآلاف من المتظاهرين من الوصول إلى شارع القصر على بعد بضعة أمتار من مقر مجلس السيادة الانتقالي، ورددوا هتافات مناوئة للانقلاب العسكري وطالبوا بتسليم السلطة للمدنيين.

منعت الحاويات آلاف المتظاهرين من الخرطوم بحري وأم درمان من عبور الجسور إلى القصر 

مواكب الخرطوم بدأت من محطة باشدار بحي الديوم جنوبي العاصمة في وقت مبكر من اليوم، وفي تمام الساعة الواحدة ظهرًا بالتوقيت المحلي اتجهت صوب القصر الجمهوري، حيث مقر مجلس السيادة الانتقالي ذات الهيمنة العسكرية.

اقرأ/ي أيضًا: لجنة المعلمين السودانيين تهدد بالدخول في إضراب عن العمل

وفي وقت مبكر من صباح اليوم قطعت السلطات خدمة الإنترنت وشبكة الهواتف الداخلية والخارجية، إلى جانب وضع حاويات على الجسور الرابطة بين مدن العاصمة في وقت متأخر من الليل، مع انتشار عسكري غير مسبوق.

وقابلت القوات الأمنية موكب الخرطوم المتوجه نحو القصر بقنابل الغاز التي أطلقتها بكثافة عالية من ناحية محطة شروني للحافلات، حيث تمركزت تشكيلات عسكرية هناك.

واستمرت قنابل الغاز في التدفق على محطة شروني حتى غطت السحب السوداء محطة شروني، وقد تراجع الموكب قليلًا إلا أنه استعاد حيويته وعاد مجددًا، ليدخل الثوار في كر وفر مع قوات الأمن التي انسحبت إلى تقاطع السيد عبد الرحمن مع شارع القصر.

أثناء الإحتجاجات كانت عبوات الغاز قد سقطت على بعض المنازل في حي السكك الحديدية جوار محطة شروني، وسارع المتظاهرون إلى إخماد النيران.

من الملاحظ في الإحتجاجات اليوم أن الأعداد في تزايد مستمر، مع خلو شوارع العاصمة من الحركة الاعتيادية للسيارات جراء إغلاق الجسور وتعليق العمل في وسط الخرطوم والأسواق الكبيرة.

قالت هناء علي (23) عامًا والتي شاركت في موكب القصر لـ"الترا سوان" إن: "المكون العسكري يعتقد أن الاحتجاجات ستنحسر مع مرور الوقت لكن هذا الاعتقاد خاطئ عليهم أن يقرأوا المشهد جيدًا".

وواصلت إن تنسيقيات لجان المقاومة تعتزم نشر جداول شهر كانون الثاني/يناير القادم في مسعى لإسقاط الانقلابيين خلال الفترة القليلة القادمة وقالت إن: "السلطة العسكرية لن تدوم طويلًا".

واستخدمت القوات الامنية كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع لمنع تقدم المتظاهرين نحو القصر الجمهوري، لكن هذا الإجراء لم يمنع الآلاف من المرور إلى شارع القصر.

أما في أم درمان منعت الحواجز الأمنية والحاويات التي وضعتها السلطات في الجسور الرئيسية من عبور المتظاهرين إلى الخرطوم حيث مقار القصر الرئاسي، واضطرت المواكب إلى التظاهر في شارع قريب من الجسر ودخلت في كر وفر مع القوات الامنية.

وقال شهود عيان إن خمس إصابات بالرصاص الحي وقعت في صفوف المتظاهرين أدت إلى استشهاد اثنين من المحتجين السلميين في أم درمان.

وأطلقت "وزارة الصحة المحلولة" نداءً للطواقم الطبية بالتوجه إلى مستشفى الأربعين في أم درمان لإسعاف المصابين، وقدرت أعدادهم بالعشرات.

وقالت لمياء محمد من مدينة أم درمان لـ"الترا سودان" إن القوات الأمنية لاحقت المتظاهرين إلى الشوارع الداخلية في حي بانت وسمعنا أصوات الرصاص الحي وقنابل الغاز وانتشار القوات العسكرية".

وأضافت: "حي بانت تعرض لقمع عنيف ورصاص حي وقنابل الغاز".

واضطر بعض المتظاهرين إلى نقل المصابين عبر الدراجات النارية إلى مستشفى الأربعين بعد تعذر دخول سيارات الإسعاف ومروها إلى المستشفيات جراء الإغلاقات الامنية.

شهود عيان: خمس إصابات بالرصاص الحي وقعت في صفوف المتظاهرين أدت إلى استشهاد اثنين من المحتجين السلميين في أم درمان

بينما كانت الاحتجاجات حاشدة في مدينة الخرطوم بحري ورغم ذلك لم يتمكن الآلاف من عبور جسر المك نمر والنيل الأزرق حيث وضعت السلطات حاويات على الجسور مع وضع حاويات على جسر يربط بين الخرطوم بحري وأم درمان.

واستخدم المحتجون في الخرطوم عمليات الكر والفر بعد وصول المواكب من تقاطع المؤسسة -نقطة التجمع الرئيسي المعتاد- إلى قبالة جسر المك نمر.

ودرجت السلطات على إغلاق الجسور بالحاويات وتحولت هذه الإجراءات إلى سخرية لاذعة على مواقع التواصل الإجتماعي.

واستخدمت السلطات هذه الوسيلة منذ مليونية 25 كانون الأول/ ديسمبر الأسبوع الماضي، وكررتها هذا الأسبوع  لخفض أعداد المتظاهرين في وسط الخرطوم، ومنع الاعتصام قرب القصر الجمهوري.

اقرأ/ي أيضًا:

حصاد 2021.. عام مليء بالأحداث حتى اللحظات الأخيرة

الذهب في السودان..موت مجاني ومقابر مفتوحة