19-مايو-2022
موكب 19 مايو

السلطات تطلق الغاز المسيل للدموع في موكب 19 آيار/ مايو (الترا سودان - محمد حلفاوي)

عقب مرور ستة أشهر على استيلاء الجيش على السلطة في السودان، يواصل المحتجون التظاهرات في شوارع العاصمة والمدن وتقابل هذه الاحتجاجات بإجراءات أمنية زادت مؤخرًا، ومنعت تقدم المحتجين إلى محيط القصر الجمهوري للأسبوع الثاني على التوالي في شهر أيار/مايو الجاري.

تؤثر درجات الحرارة في أعمال المقاومة خاصة في الصفوف الأمامية 

وتظاهر الآلاف اليوم الخميس في شارع كترينا بحي الخرطوم 2، وسط العاصمة ضد الحكم العسكري، ورددوا هتافات تُنادي بسقوط العسكريين عن السلطة وفق ما رصد مراسل "الترا سودان".

وكانت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، حددت مسارات "مليونية 19 أيار/مايو" وشملت مناطق داخل السوق العربي قريبًا من القصر الجمهوري، ولكن الإجراءات الأمنية حالت دون تجمع المحتجين هناك، ولجأوا إلى شارع كترينا بحي الخرطوم2، واقتربوا من محطة شروني للحافلات قبالة شارع القصر.

تيليغرام

وكانت قوات مكافحة الشغب، أطلقت الغاز المسيل للدموع في تقاطع "باشدار" جنوب الخرطوم لمنع تجمع المحتجين، بينما قاوم المتظاهرون عبوات الغاز حتى وصولهم إلى شارع كترينا بحي الخرطوم2.

واستبدلت القوات الأمنية تكتيكات كانت تنفذها بنشر قوات مكافحة الشغب في محيط شروني، وعملت على التوغل  إلى شوارع الأحياء لمنع وصول الموكب المركزي إلى شارع القصر، وهو تكتيك جديد جرى استخدامه هذا الشهر.

وأدى هذا التكتيك الأمني الجديد، إلى إبقاء الموكب المركزي في شارع كترينا بحي الخرطوم 2 للأسبوع الثاني على التوالي، وفضل آلاف المحتجين الانسحاب من هذا الشارع جراء كثافة عبوات الغاز والقنابل الصوتية وارتفاع درجات الحرارة التي أثرت على أعمال المقاومة.

ويحاول المتظاهرون الوصول إلى القصر الجمهوري، منذ الإجراءات التي نفذها قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وذكر خالد (26) عامًا والذي يشارك في الاحتجاجات ضد الحكم العسكري لـ"الترا سودان" أن التكتيكات الأمنية الجديدة هذا الشهر، نجحت إلى حد كبير في منع وصولنا إلى شارع القصر لكن الحرب كر وفر سنعمل على تنويع وسائلنا ونعود من جديد.

ويقر هذا المتظاهر بوجود ضعف في العمل السياسي المرافق للحراك السلمي، بسبب عدم الثقة بين لجان المقاومة والقوى السياسية، لكنه يأمل في أن تنخرط جميع الأطراف المعنية بالتحول الديمقراطي في "إجراءات عملية لبناء الثقة".

ورغم ارتفاع حرارة الطقس ووصول درجات الحرارة إلى أكثر من (45) درجة مئوية؛ إلا أن الآلاف وصلوا شارع كترينا بينما تراجعت قوات مكافحة الشغب إلى تقاطع رئيسي يؤدي إلى شارع القصر.

ولاحقًا قرر المحتجون الانسحاب من شارع كترينا بحي الخرطوم 2، مع كثافة عبوات الغاز والقنابل الصوتية وارتفاع درجات الحرارة.

إيمان (21) عامًا وهي طالبة جامعية والتي  كانت تضع خوذة على الرأس للاحتماء من عبوات الغاز والرصاص المطاطي، تقول لـ"الترا سودان" إن تظاهرات اليوم أوصلت رسالتها حتى وإن لم نصل إلى القصر الجمهوري.

وتضيف: "المهم أن الرسالة تؤكد رفض السودانيين للحكم العسكري، وفي المرات القادمة سننجح في الوصول إلى شرفات القصر ونسمع أصواتنا للعسكريين بالتنحي عن السلطة".