27-سبتمبر-2024

المرأة السودانية

أفادت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقريرها، اليوم الجمعة، أن الصراع في السودان الذي أفرز أزمة إنسانية بالغة، كان له تأثير كارثي على النساء والفتيات، واللاتي يواجهن النزوح والجوع، بجانب نقص الخدمات والإمدادات الأساسية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

ذكر التقرير أن النزاع المستمر أدى إلى زيادة المخاطر التي تواجهها النساء والفتيات

ووفقًا لمنصة "أخبار الأمم المتحدة"، أشار التقرير إلى زيادة عدد المحتاجين إلى خدمات متعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة 100% منذ بداية الأزمة، ليصل العدد إلى (6.7) مليون شخص، أغلبهم من النساء والفتيات.

كما ذكر التقرير أن النزاع المستمر أدى إلى زيادة المخاطر التي تواجهها النساء والفتيات، خاصة في العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان، حيث تتقاطر التقارير عن حالات عنف واستغلال واعتداءات جنسية مرتبطة بالصراع.

وقالت الهيئة في تقريرها إن النساء والفتيات النازحات داخليًا، والبالغ عددهن نحو (5.8) مليون امرأة وفتاة، يتعرضن للخطر بشكل خاص. كما أشار التقرير إلى عدم الإبلاغ عن العديد من حالات الإساءة بسبب الافتقار إلى الدعم الكافي والخوف من الوصمة والانتقام.

وتزداد معاناة الأسر التي تعولها نساء، حيث تعاني بشكل أكبر وفقًا لما أفاد التقرير. وذلك في ظل أزمة انعدام الأمن الغذائي الحاد التي تواجهها البلاد، والتي صنفت بأنها الأسوأ عالميًا. وأكد التقرير أن النساء والفتيات "يأكلن أقل من غيرهن ويكن آخر من يأكل".

وأشار التقرير إلى صعوبة الحصول على الرعاية الصحية، خاصة للنساء الحوامل اللواتي يتعدى عددهن (160) ألف امرأة. ومن المتوقع أن يولد ما يقدر بنحو  (54) ألف طفل خلال الثلاثة أشهر القادمة.

ويؤثر نقص المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الآمنة على النساء والفتيات بشكل كبير، حيث أفاد التقرير بأن 80% من النساء النازحات داخليًا لا يستطعن توفير المياه النظيفة. كما أن 74% من الفتيات في سن المدرسة، أي ما يعادل (2.5) مليون فتاة، خارج أسوار الدراسة حاليًا، مما يزيد من خطر تعرضهن لممارسات ضارة مثل زواج الأطفال والختان.

وقالت القائمة بأعمال المديرة الإقليمية لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب إفريقيا، هودان أدو: "تواجه النساء والفتيات في السودان تحديات لا يمكن تصورها، ومع ذلك فإن قوتهن وقدرتهن على الصمود لا تزال تلهمنا. لا يمكننا أن نسمح للسودان بأن يصبح أزمة منسية. والآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب على المجتمع الدولي أن يتكاتف لدعم النساء في السودان، وضمان حصولهن على الموارد والحماية التي يحتجن إليها للبقاء على قيد الحياة وإعادة بناء حياتهن".

وفي السياق، شدد تقرير الهيئة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية النساء والفتيات، وتأمين وصولهن إلى الغذاء والمياه النظيفة وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية، من خلال زيادة التمويل للمنظمات المحلية التي تقودها النساء، والتي تلقت فقط 1.63% من موارد الصندوق الإنساني للسودان عام 2023.