تفشي الحصبة في دارفور.. آلاف الإصابات ونداءات عاجلة للتحصين

حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن تفشي مرض الحصبة في ولايات دارفور وصل إلى مستويات مقلقة، إذ أصيب آلاف الأطفال، وسط ضعف في حملات التحصين الروتينية وتفاقم الوضع الإنساني في ظل الحرب المستمرة. وطالبت المنظمة بضرورة تكثيف حملات التطعيم الشاملة بشكل عاجل في جميع أنحاء دارفور، محذّرة من أن التأخير في الاستجابة قد يؤدي إلى المزيد من الوفيات وانتشار الأمراض المعدية الأخرى.

ويشهد إقليم دارفور أعمال عنف مستمرة منذ اندلاع الحرب في 2023، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بالإقليم المضطرب الذي سيطرت قوات الدعم السريع على معظم مناطقه، في ظل انهيار شبه تام للأنظمة الصحية، وشح المساعدات الإنسانية.

وبحسب بيان صادر عن المنظمة، اطلع عليه "الترا سودان"، فإن أولى حالات تفشي الحصبة سُجلت في مدينة روكيرو بوسط دارفور في يونيو/حزيران 2024، لتنتشر لاحقًا إلى مناطق أخرى منها شرق جبل مرة وفوربرينجا وزالنجي، وسورتوني وصولًا إلى منطقة وتيني في شرق تشاد.

المنسقة الطبية في وسط دارفور: النزاع المستمر يساهم في هذا التفشي

وفي الفترة الممتدة بين حزيران/يونيو 2024 وأيار/مايو 2025، عالجت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 9,950 مصاب بالمرض، بينهم 2,700 حالة معقدة تطلّبت دخول المستشفى، وسُجّلت 35 حالة وفاة.

وقالت د. سيسيليا غريكو، المنسقة الطبية في وسط دارفور، إن النزاع المستمر يساهم في هذا التفشي، إذ "يحدّ من قدرات الجهات الطبية الفاعلة على الوقاية من الأمراض المعدية والاستجابة لتفشّيها. كما أدى النزوح الجماعي للسكان إلى انتشار المرض بشكل أسرع في أنحاء المنطقة، مما زاد من تعقيد الوضع"، بحسب تعبيرها.

وبحسب المنظمة، واجهت حملات التطعيم عراقيل كبيرة، أبرزها نقص الإمدادات، والإجراءات البيروقراطية، وصعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة. ورغم الجهود الأخيرة، مثل تطعيم أكثر من 55 طفل في فوربرنقا، وتخطيط حملة جديدة تستهدف 93 ألف طفل في شمال جبل مرة وسورتوني، ترى أطباء بلا حدود أن هذه التدخلات جاءت متأخرة وكان يمكن أن تنقذ المزيد من الأرواح لو أُطلقت في وقت مبكر.

وأشارت المنظمة إلى أن هناك بوادر لتفشيات أخرى، مثل الكوليرا، حيث سُجّلت نحو 200 حالة مشتبه بها خلال الأيام العشرة الماضية في ولايتين من دارفور، ما يزيد من تعقيد المشهد الصحي في الإقليم.