03-مارس-2022

سوق الملجة بنيالا (الترا سودان)

يشكو العديد من الموردين غياب الخطط الرسمية لتطوير الانتاج، بينما يفرش العديد من الباعة التفاح المنتج في  سفوح جبل مرة على الأرض، في سوق مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ، والذي يمتد بين ثلاثة ولايات في الإقليم من حيث المساحة.

مزارعون: التفاح الجبلي خالٍ من السماد لذلك مرغوب في الأسواق العالمية والمحلية

ويقول المزارعون المحليون في سفح هذا الجبل، الذي يشهد أحيانًا اضطرابات أمنية بين الحركات المسلحة والقوات الحكومية والمليشيات، إن "التفاح الجبلي" خال من السماد وهو منتج عضوي خالص، لذلك مرغوب في الأسواق العالمية والمحلية.

ويباع "التفاح الجبلي" في سوق نيالا بقيمة (100) جنيه سوداني، ما يعادل نصف تكلفة المستورد طبقًا للباعة الذين ينتشرون في أسواق الولاية، التي تعاني من اضطرابات أمنية بين الحين والآخر.

ويقول سامي من سوق الملجة شمال مدينة نيالا لـ"الترا سودان" إن التفاح فاكهة متداولة هنا بين الفقراء، لأن سعره في متناول اليد وفي هذا الموسم هناك إنتاج وفير رفع معدلات البيع، ولكننا نواجه مشكلة عدم توفر سعة تخزين.

ويؤكد عبد الرشيد هارون وهو تاجر في سوق الملجة إن التفاح رائج في الأسواق هذه الفترة لأن بعض المستثمرين الصغار يقومون بترحيله من مناطق الإنتاج بالشاحنات "اللواري" ونحصل عليه بهامش ربح قليل ولا يتجاوز الـ(800) جنيه للدستة الواحدة.

وجذب موسم إنتاج التفاح في سفوح جبل مرة النساء والشبان في مخيمات النزوح في نيالا؛ على العمل في هذه التجارة في أسواق هذه المدينة، التي تضم ثلاثة من أكبر مخيمات النزوح بالإقليم.

ويضيف عبد الرشيد هارون: "الدستة تتراوح بين ألف جنيه إلى (500) حسب جودة المنتج، لأن الإنتاج متعدد الأنواع، فهناك تفاح قادم من منطقة قولو ويطلق عليه (تفاح قولو) و(تفاح دربات) في إشارة لاسم المنطقة.

ويرى هذا التاجر أن التفاح المنتج في جبل مرة خالي من الأسمدة وهو منتج عضوي، ويتحمل التخزين في الأجواء الطبيعية أكثر من عشرين يومًا، ويبدأ موسم الإنتاج من شهر أيلول/ سبتمبر حتى حزيران/ يونيو.

ويضطر بعض الموردين إلى التخلص من شحنات التفاح نتيجة عدم توفر المبردات في هذه الولايات، التي تعاني من تذبذب الكهرباء إلى جانب محدودية الأسواق وصعوبة نقلها الى العاصمة والمدن النائية، بسبب تكلفة النقل والبيروقراطية لدى السلطات المختصة.

يعقوب أحمد عبدالله - تاجر في سوق الملجة

و يقول آدم يعقوب وهو متعامل بارز في توريد التفاح في ولاية جنوب دارفور في حديث لـ"الترا سودان" إن الشاحنات تدخل الأسواق محملة بالتفاح من سفوح جبل مرة كل ثلاثة أيام في هذه الفترة لغزارة الإنتاج.

ويضيف يعقوب: "التسويق هنا ضعيف وفي بعض الأحيان يضطر التجار للتخلص من الفتاح في النفايات لصعوبة التخزين وتكلفته المرتفعة".

وأردف: "العائد من تسويق التفاح غير مجز ومحفز للمورد والمزارع لأنهم يواجهون صعوبة في نقل الشحنات من مناطق الإنتاج".

وقال يعقوب إن المزارعين لا يحصلون على تمويل بنكي للتوسع في إنتاج التفاح والفواكه في سفوح الجبل الغنية بالتربة الخصبة، وفي السابق كان الإنتاج السائد هو "التفاح البلدي"، مؤخرًا جرى تحسين الإنتاج باستقدام التفاح الهولندي.

فيما يحاول التاجر أحمد عبد الله في سوق نيالا السيطرة على مخزونه من التلف بتعبئة التفاح ووضعه في صناديق "كرتون" لكنه قلق حيال ضعف التسويق فهو يتمنى وصول الشحنات إلى غالبية مدن البلاد.

في هذه المدينة التي تلاحظ فيها ارتفاع العتاد العسكري يحاول سكانها التعايش بالعمل في الزراعة والتجارة وتسويق المنتجات المحلية، لكن غالبًا ما تصطدم محاولاتهم بغياب المساندة الحكومية.

اقرأ/ي أيضًا

اجتماع لمنح شهادة الميلاد للأطفال فاقدي الرعاية

البرتقال المصري يثير أزمة بين منتجين محليين ووزارة الزراعة