تزايد صفوف "ميدان البليلة" في أم درمان ومتطوعون يشكون من التضييق

قال متطوعون إن المطبخ الجماعي في منطقة الإسكان الحارة 75 بمدينة أم درمان، الذي يعرف بـ"ميدان البليلة" يواجه خطر التوقف بسبب شح التمويل مع تزايد صفوف المواطنين الذين يبحثون عن الطعام.

تشدد عاملة إنسانية على عدم وجود مبرر في شح التمويل بالمطابخ الجماعية في المدن الواقعة تحت سيطرة الجيش طالما أن المؤسسات الحكومية موجودة
 

وأفاد متطوع من مدينة أم درمان أن المطبخ الجماعي في الحارة 75 الإسكان يعتمد على تبرعات الأفراد والجهات الإنسانية والرسمية، وبحاجة إلى تمويل عاجل سواء بالمواد أو إرسال التبرعات المالية.

ولفت المتطوع في حديث لـ"الترا سودان" إلى أن مثل هذه المطابخ ينبغي أن لا تتأثر بنقص الدعم طالما أن الوضع في العاصمة الخرطوم بات تحت سيطرة الجيش، وفي ظل وجود حكومة الولاية.

وكان والي الخرطوم أحمد عثمان زار بعض المطابخ الجماعية، وتعهد بتوفير التمويل مع العمل على استعادة عملية سبل كسب العيش بالنسبة للمواطنين حتى يتعمد المجتمع على نفسه.

ومنذ استعادة القوات المسلحة السيطرة على ولاية الخرطوم في 20 أيار/مايو 2025 بشكل كلي يسعى المواطنون لاستئناف الحياة العامة، بالمقابل فإن الوضع الاقتصادي يشكل عائقًا أمام هذه المساعي.

وقالت العاملة في القطاع الإنساني نهلة حسن لـ"الترا سودان" إن شح التمويل في مطابخ جماعية تقع في قلب العاصمة عقب سيطرة الجيش، تقصير واضح من قبل مفوضية العون الإنساني ووكالات الأمم المتحدة.
وتشير نهلة حسن إلى أن أوضاع المواطنين في العاصمة الخرطوم لا تزال تحت خط الفئات الأكثر احتياجات للتدخل الإنساني، لأن الحرب أفقدت العائلات مصادر كسب العيش.

يقول متطوع إن المطبخ الجماعي في "ميدان البليلة" بحاجة إلى تدخل عاجل لتغطية الصفوف الطويلة للمواطنين الذين يبحثون عن الغذاء، وأن القيود التي تواجه غرف الطوارئ جعلتها تتوارى عن الأنظار
 

 

وترى نهلة حسن أن أمور المواطنين من الناحية الاقتصادية قد تتحسن إذا عادت الأسواق كما كانت عليها قبل اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع، مع الوضع في الاعتبار أن هذه الأنشطة تساعد ملايين الأشخاص القابعين تحت خط الفقر للحصول على العمل في مهن الشحن والعمالة في المصانع والشركات.

وحسب العاملة في القطاع الإنساني فإن حوالي اثنين مليون شخص في العاصمة الخرطوم بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية، سواء بتوزيع الغذاء المباشر على المنازل أو دعم المطابخ الجماعية.

وتضيف: "من الأفضل لمفوضية العون الإنساني أن تطالب المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة على توزيع المساعدات للمواطنين في المنازل، حتى يتمكنوا من إعداد الطعام بأنفسهم بدلًا من الانتظار في الصفوف".

استفسر مراسل "الترا سودان" مفوضية العون الإنساني حول الأزمة التي تواجه المطابخ الجماعية في العاصمة الخرطوم والمدن التي استعادتها القوات المسلحة هذا العام، لكن لم يتلق ردًا منها.

ويوضح متطوع إنساني شرق العاصمة الخرطوم لـ"الترا سودان" أن وضع المواطنين في أحياء العاصمة في المستوى ذاته، ويعتمد الغالبية على التحويلات من الخارج، وهي غير منتظمة، لذلك فإن المطابخ الجماعية تساعد على توفير وجبة يوميًا على الأقل.

متطوع: غرف الطوارئ في الخرطوم تعاني من القيود الحكومية

 

ويضيف: "كانت لدينا أفكار لإنشاء أسواق صغيرة تتيح للناس مصادر كسب العيش، ومقترحات لخلق وظائف عمالية للشبان والفتيات للأعمال التجارية التي تعود إلى الخرطوم".

ويردف هذا المتطوع قائلًا: "جميع هذه الخطط لم تنفذ لأن غرف الطوارئ خلال الشهور الأخيرة تتعرض لضغوط أمنية، وتواجه قيودًا متعددة خاصة بعد قرار السلطات بالتسجيل لدى المفوضية الحكومية".