28-سبتمبر-2021

التقى بيرتس بعدد من أعضاء مجلس السيادة بالأمس ضمن جهود لمعالجة الأزمة (فيسبوك)

انحسرت المساجلات الإعلامية بين المكونين المدني والعسكري الساعات الماضية، وذلك على خلفية تدخلات إقليمية ودولية أبرزها اجتماع عقده رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس، مع أعضاء مجلس السيادة من الشق المدني والعسكري.

وأبلغ بيرتس المكونين المدني والعسكري في لقاء جرى الاثنين، بالعمل سويًا من أجل التغلب على تحديات الفترة الانتقالية عبر الحوار، موضحًا أن السودان ينتظر منهم الكثير.

الأوضاع بين شركاء الفترة الانتقالية هي الأسوأ منذ التوقيع على الاتفاق السياسي في العام 2019

وكان عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد حسن التعايشي أوضح في مقابلة تلفزيونية أمس الاثنين، أن الأزمة المرتقبة بشأن رئاسة مجلس السيادة الانتقالي للشق المدني الفترة القادمة، يمكن اللجوء فيها إلى وزارة العدل لإصدار فتوى دستورية بشأنها.

اقرأ/ي أيضًا: انقسامات خطيرة بقوى الحرية والتغيير وتبادل للاتهامات

في غضون ذلك، من المتوقع أن يصل اليوم الثلاثاء إلى العاصمة الخرطوم مبعوث راعي الوساطة في اتفاق السلام سلفاكير ميارديت: "توت قلواك"، وذلك للتوسط بين شريكي الحكم في السودان وتسريع وتيرة المفاوضات بين الحركة الشعبية شمال بزعامة عبدالعزيز الحلو والحكومة الانتقالية، طبقًا لوسائل إعلام.

لكن العضو السابق في تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير محمد فاروق سليمان ذكر في تصريحات لـ"الترا سودان"، أن الوضع لا يحتمل توترات بين الطرفين. مرجعًا الأزمة إلى تغييب المؤسسات الانتقالية. 

وقال سليمان، إن الأزمة ألقت بظلالها على قضية شرق السودان، ووصف الأوضاع هناك بالخطيرة، مضيفًا أن: "الحكومة الانتقالية يجب أن تنتقل بكاملها إلى هناك".

وترتفع مخاوف الحكومة الانتقالية من تضييق الخناق عليها جراء إغلاق كامل للميناء الرئيسي بمدينة بورتسودان شرق البلاد بالتزامن مع أزمة شركاء الحكم في العاصمة.

ومن شأن إغلاق الميناء الرئيسي الذي يدخل يومه العاشر، أن يؤدي إلى أزمة طاحنة في الغذاء والسلع على الرغم من إعلان وزارة النفط أمس الاثنين الاتفاق مع قادة الاحتجاجات هناك للسماح باستئناف صادرات النفط.

وذكر مسؤول من مجلس الوزراء لـ"الترا سودان"، أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وضع نفسه بين طرفي الأزمة للتوسط بينهما، ويقود تحركات لإعادة شركاء الحكم إلى الطاولة والوصول إلى اتفاق.

واستبعد المسؤول في ذات الوقت إمكانية توحيد القوى السياسية والتنظيمات والحركات المسلحة التي انقسمت إلى اثنين، وقال إن رقعة الخلافات بينهما متسعة للغاية.

من جهته يوضح المحلل السياسي أشرف عثمان في تصريحات لـ"الترا سودان"، أن حمدوك يواجه تحديات جسيمة أبرزها توحيد الحاضنة السياسية المنقسمة وتوحيد القوات العسكرية ومعالجة سعر الصرف والوصول مع المجموعات المسلحة إلى اتفاق سلام.

اقرأ/ي أيضًا: استئناف صادر النفط من ميناء بشائر عقب الاتفاق مع المحتجين بشرق السودان

وتابع: "كل هذه الملفات أمام رئيس الوزراء عبدالله حمدوك. وهو يعتمد على عامل الوقت لحلها رغم صعوبة تحقيق ذلك في ظل واقع معقد جدًا".

فائز السليك: الانقسامات في قحت ستؤدي إلى منح الفرصة للانقلابيين للسيطرة على السلطة

ويرى عثمان أن الأزمة ستهدأ الأيام القادمة لكن تبقى طي الكتمان حتى تعود إلى السطح، خاصة وأن المكون العسكري يستخدم تكتيكات متعددة، ولفت إلى أن سحب قوات حماية أصول استردتها لجنة إزالة التمكين واحدة من هذه التكتيكات.

من ناحيته أوضح المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء فائز السليك في حديث لـ"الترا سودان"، أن المجلس العسكري شارك في تقسيم قوى الحرية والتغيير حتى ينقض عليها تمامًا بالتحالف مع أنصار النظام البائد.

ويرى السليك أن "المسكنات" لن تحل الأزمة في إشارة إلى التحركات الراهنة، وقال إن المطلوب تشريح الأزمة واكمال هياكل السلطة الانتقالية.

وأشار السليك إلى أن الانقسامات في قحت ستؤدي إلى منح الفرصة للانقلابيين للسيطرة على السلطة، ولفت إلى أن ضعف المكون المدني في مجلس السيادة هو الذي أغرى العسكريين بالتمدد إلى الملفات التي لا تعنيهم.

اقرأ/ي أيضًا

محللون وسياسيون يقترحون مائدة مستديرة لمنع تفكك البلاد

تأييد إعدام قاتل الشهيد حنفي والاتهام ينتقد تعطيل "السيادي" للأحكام القضائية