أشارت تقديرات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، إلى أن (317) ألف شخص تأثروا بالأمطار الغزيرة والفيضانات في مختلف أنحاء السودان، منهم (118) ألف شخص نزحوا من مناطقهم بسبب كوارث الخريف.
ومنذ بداية هطول الأمطار في حزيران/يونيو 2024، ضربت أمطار غزيرة وفيضانات (60) منطقة عبر (16) ولاية في السودان. كما دمرت المياه ما يقرب من (27) ألف منزل كليًا، وتضرر أكثر من (31) ألف منزل جزئيًا.
مخاوف من تفشي أمراض الخريف والحميات بسبب الفيضانات والمياه الراكدة
وبحسب تقرير حديث لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، اطلع عليه "الترا سودان"، أدت الفيضانات في ولايتي الشمالية ونهر النيل إلى انتشار واسع النطاق للعقارب والثعابين، في ظل شح الأمصال المضادة للسم.
وتشمل الولايات الأكثر تضررًا شمال دارفور، تليها نهر النيل، والشمالية، وغرب دارفور. وتشير لوحة معلومات الفيضانات في السودان إلى مقتل (39) شخصًا وإصابة (112) آخرين. ومن المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
يأتي ذلك في ظل مخاوف من تفشي أمراض الخريف والحميات بسبب الفيضانات والمياه الراكدة. يذكر أن وزارة الصحة الاتحادية كانت قد أكدت وجود (556) حالة إصابة بالكوليرا، مع (27) حالة وفاة مرتبطة بها في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم.
شرق السودان
تشير التقارير الميدانية إلى أن أكثر من (32370) شخصًا تأثروا بالأمطار الغزيرة والفيضانات في شرق السودان منذ بداية موسم الأمطار في حزيران/يونيو. تستضيف ولايات شرق السودان أعداد ضخمة من النازحين المعرضين بسبب غياب المأوى الآمن والظروف الصحية في مراكز الإيواء.
وبحسب تقرير المكتب الأممي، تسببت الأمطار في إتلاف (190) خيمة تؤوي حوالي (950) شخصًا في مواقع التجمع بمدينة كسلا. بالإضافة إلى ذلك، تضررت (33) مدرسة في مدينة كسلا، وريفي غرب كسلا، وحلفا الجديدة، وريفي أروما، مما حرم أكثر من (23) ألف طفل من الوصول إلى المرافق التعليمية.
وفي ولاية البحر الأحمر، ألحقت الأمطار الغزيرة والسيول أضرارًا بالخيام والمراحيض وأنظمة الصرف الصحي، وتسببت في فقدان مخزونات الغذاء.
وفي الأيام الماضية تسببت أمطار غزيرة في انهيار سد نهر أربعات الذي يزود البحر الأحمر بالمياه العذبة، مسفرًا عن فيضان ضخم نجمت عنه كارثة إنسانية كبرى في طوكر والقنب والأوليب ما تزال قيد المتابعة في ظل انقطاع مناطق بأكملها عن الطرق المعبدة وانهيار الجسور.
شمال السودان
يقول التقرير إن الفيضانات في ولايتي نهر النيل والشمالية في شمال السودان تسببت في أضرار جسيمة أدت إلى نزوح الآلاف وخلق احتياجات حرجة في قطاعات الصحة والمياه والصرف الصحي والمأوى. كما أدت الفيضانات إلى انتشار واسع النطاق للعقارب والثعابين، مما فرض المزيد من المخاطر على المجتمع بسبب نقص الأمصال المضادة.
دمرت الفيضانات مخزونات المحاصيل والأراضي المعدة للزراعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن هنالك مخاطر إضافية تتمثل في جلب مياه السيول والفيضانات السيانيد السام الذي يستخدم في تعدين الذهب من مناطق التعدين القريبة إلى داخل القرى والمدن ومصادر شرب المياه.
المناطق الريفية هي الأكثر تضررًا، حيث غمرت المياه قرى بأكملها
في ولاية نهر النيل، فإن وضع مياه الشرب والصرف الصحي في المناطق الواقعة على طول نهر النيل مروع، مع تلوث المياه وتدمير المراحيض والنقص حاد في مصل سم العقارب.
المناطق الريفية هي الأكثر تضررًا، حيث غمرت المياه قرى بأكملها. ولا تزال الأضرار الزراعية وخسائر الماشية غير معروفة، في حين أن التعدين وتلوث المياه يزيدان من تعقيد الوضع.
في الولاية الشمالية، أفادت التقارير أن الفيضانات جرفت العقارب إلى المنازل. تم الإبلاغ عن وفيات بسبب لدغات العقارب بسبب النقص الحاد في مصل السم في الولاية. كما تم الإبلاغ على نطاق واسع عن تدمير البنية التحتية الخاصة والعامة. بالإضافة إلى إتلاف المرافق الحكومية والعامة، تسببت الفيضانات أيضًا في تعطيل النقل، وقطعت الطرق بين دنقلا وحلفا في عدة مواقع.
استمرار المخاطر
وتحذر الهيئة العامة للأرصاد الجوية من استمرار هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرياح القوية والعواصف الرعدية في معظم أنحاء البلاد، لا سيما ولايات الشمال والشرق الأكثر تضررًا في الموسم الحالي. يحدث ذلك في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وحركة النزوح الكبرى في البلاد التي تعد الأكبر في العالم.
واليوم، أطلقت وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية إنذارًا من أمطار غزيرة تضرب معظم ولايات البلاد، وقالت إن على الجهات المعنية والسلطات المحلية اتخاذ أعلى درجات الحيطة والتأهب، وأن على المواطنين الحذر والابتعاد عن مجاري الأودية والخيران وتنظيم أنشطتهم الخارجية حسب التنوية وتجنب المنازل الآيلة للسقوط.