برنامج الغذاء: السلع الأساسية بالفاشر ارتفعت بنسبة 460% مقارنة ببقية مناطق السودان

حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن العائلات المحاصرة داخل مدينة الفاشر – عاصمة الولاية – تواجه خطر المجاعة، مشيرًا إلى انعزال المدينة بشكل تام عن المساعدات الإنسانية.

وقال البرنامج في بيان صدر اليوم الثلاثاء، إنه لم يتمكن من إيصال المساعدات الغذائية إلى الفاشر برًا منذ أكثر من عام، بعد أن أُغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المدينة جراء الحصار. 

وأشار إلى أنه يواصل تقديم مساعدات نقدية رقمية إلى نحو 250 ألف شخص داخل المدينة، تتيح لهم شراء ما يتوفر من الغذاء في الأسواق، إلا أن هذه المساعدات لا تفي بالاحتياجات الهائلة في المدينة المحاصرة.

وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق وجنوب أفريقيا،إريك بيردسون: "الجميع في الفاشر يكافح يوميًا من أجل البقاء. لقد استُنفدت جميع وسائل التكيف بعد أكثر من عامين من الحرب، وبدون وصول فوري ومستدام للمساعدات، سنفقد أرواحًا كثيرة."

قال البرنامج  إنه لم يتمكن من إيصال المساعدات الغذائية إلى الفاشر برًا منذ أكثر من عام

وبحسب البرنامج، ارتفعت أسعار السلع الأساسية مثل الذرة الرفيعة والقمح – والتي تُستخدم في صناعة الخبز والعصيدة – بنسبة تصل إلى 460% مقارنة ببقية مناطق السودان.

 فيما أقامت مجموعات محلية مطابخ مجتمعية خلال الحرب لتوفير الوجبات، لكن القليل منها فقط ما يزال يعمل. كما تعرضت البنية التحتية المدنية، بما في ذلك الأسواق والعيادات، للهجمات، طبقًا لما ورد في البيان.

وتشير التقارير إلى أن بعض العائلات لجأت إلى أكل علف الحيوانات ومخلفات الطعام للبقاء على قيد الحياة. ويقول شهود عيان تمكنوا من الفرار إن هنالك تصاعد في أعمال العنف والنهب والاعتداءات الجنسية، بجسب برنامج الأغذية العالمي.

وأفاد البرنامج أن التدخلات التي يقوم بها ساعدت في تقليل خطر المجاعة في ست مناطق بوسط دارفور وموقعين بغرب دارفور، لكن مع بدء موسم الأمطار، سيتم قطع الوصول البري إلى دارفور قريبًا، ما يهدد بتقويض المكاسب الهشة التي تم تحقيقها، حد البيان.

وحتى الأول من أغسطس، تلقى برنامج الأغذية العالمي تصاريح من مفوضية العون الإنساني السودانية (HAC) في بورتسودان لإرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى الفاشر، إلا أن قوات الدعم السريع – التي تحاصر المدينة منذ أكثر من عام – لم تعلن حتى الآن دعمها لهدنة تسمح بدخول المساعدات الإنسانية.

وكانت قافلة مشتركة بين برنامج الأغذية العالمي واليونيسف قد تعرضت لهجوم في حزيران/يونيو الماضي أثناء محاولتها إيصال الغذاء والإمدادات الغذائية إلى الفاشر، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وتدمير المساعدات.

وأفاد البرنامج بحاجته إلى 645 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لمواصلة المساعدات الطارئة من الغذاء والنقد والدعم الغذائي، مشيرًا إلى أن الانقطاعات في سلاسل الإمداد تجبره على اتخاذ قرارات صعبة.