بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
3 مارس 2025
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.
تقسو أسعار السلع على المواطنين وتحدّ من التوسع في طقوسهم الرمضانية في السودان
ويشرح معمر من حي كارا بمدينة كسلا لـ"الترا سودان" ظاهرة المسحراتية، قائلًا إن شبان الأحياء، الذين تربط بينهم الصداقة والجوار في المساكن، يطوفون قبل حلول الفجر في الشوارع لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور والاستعداد لصوم اليوم التالي.
ويشير معمر إلى أن المسحراتية عادة تربط بينهم أواصر الصداقة بحكم السكن في حي واحد، وبالتالي تنشأ الروابط الاجتماعية. وقد جاءت فكرة المسحراتي منذ سنوات طويلة في الدول العربية لإيقاظ النائمين، قبل أن تتطور الحياة وتظهر الهواتف النقالة وأجهزة التنبيه.
وتابع: "الناس يحبون ظاهرة المسحراتية، وفي بعض الأحيان يخرجون من المنزل لإلقاء التحية على الشباب أو تقديم الطعام والمشروبات".
وابتدر الشبان في أحياء الميرغنية وأحياء مجاورة بمدينة كسلا ممارسة هذه العادة المحببة وسط السودانيين خلال شهر رمضان، منذ اليوم الأول لإعلان شهر الصيام في الأول من آذار/مارس 2025.
ويقول مختار محمدين، وهو من سكان مدينة كسلا، لـ"الترا سودان" إن ظاهرة المسحراتية في كسلا عريقة جدًا بحكم ترابط مواطني الأحياء والصداقة بين الشبان الذين يتولون عادةً هذه المهمة الليلية.
ويوضح محمدين أن المسحراتي في الماضي كان يطوف بطرق الدفوف أو "الطار"، وربما يكون شخصًا واحدًا أو أكثر. بالمقابل، خلال السنوات الأخيرة ومع تطور وسائل الاتصال، أصبح بإمكان الشبان التجمع في نقطة محددة وبدء ترديد الأغاني والأناشيد الصوفية، كما يمكنهم نشر مقاطع فيديو على الشبكات الاجتماعية والحصول على نسبة مشاهدات عالية، مما يشكل دافعًا لهؤلاء الشبان المتطوعين.
وتابع: "المسحراتية في هذا الوقت، بالنسبة لقناعاتي، انتزاع لحق حياة السودانيين، لأن الحرب وعسكرة الحياة ظلتا تدخلان القلق واليأس في نفوس المجتمعات".
ويقول مختار محمدين إن الشباب أصبح لديهم قدرات في استخدام التقنيات، حيث بات بإمكانهم تصوير أفلام قصيرة عن حياة المجتمعات خلال شهر رمضان، من خلال ظاهرة المسحراتي.
ويعيش في مدينة كسلا آلاف النازحين بسبب الحرب، أغلبهم جاءوا من العاصمة الخرطوم وسنار وولاية الجزيرة. ورغم بداية العودة إلى المنازل عقب توسع الجيش، إلا أن مراكز الإيواء لا تزال قائمة.
وترتفع أسعار السلع الاستهلاكية خلال شهر رمضان في السودان، وهذا العام، مع استمرار الحرب منذ (22) شهرًا، حققت الأسعار قفزات متوالية، مما حدّ من رغبة المواطنين في ممارسة العديد من الطقوس خلال شهر الصيام، من بينها تجهيز "الآبري"، الذي يُستخلص منه مشروب "الحلو مر".
الكلمات المفتاحية

في انتظار التدوين.. "عروس الرمال" مدينة الأبيض تنزف ببطء
"على قلق، في كل يوم مع مواعيد إفطار رمضان، صرنا ننتظر قذائف قوات الدعم السريع، التي لم تتوقف منذ أحد عشر يومًا، تبث الرعب والخوف بين سكان المدينة. لن تستطيع أن تخمن في أي مكان ستسقط قذيفة اليوم، فكل الأمكنة قيد "التدوين". هكذا تحدثت المواطنة فتحية التوم، من مدينة الأبيض لـ"الترا سودان"، وأضافت: "فقدنا أعزاء كثر منذ بداية الحرب، عانينا كثيرًا جدًا في الأبيض، وحين…

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

معارك ضارية وسط الخرطوم والجيش يحرز تقدمًا نحو القصر
أحرزت القوات المسلحة تقدمًا جديدًا وسط الخرطوم صباح اليوم، إثر معارك ضارية بدأت منذ الساعة الرابعة وفق مصادر محلية، فيما اضطرت قوات الدعم السريع تحت الضربات الجوية المكثفة وانتشار المشاة بالتراجع الميداني

القوات المسلحة تعلن التحام المدرعات مع القيادة العامة وسط الخرطوم
أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد ركن نبيل عبدالله، التحام جيشي القيادة العامة وسلاح المدرعات عقب السيطرة على منطقة مستشفى الشعب اليوم الاثنين، وهزيمة قوات الدعم السريع.

السودان.. هل يقود صراع الفصائل العسكرية المساندة للجيش إلى الاقتتال؟
في غمرة تقدم الجيش، اندلع تنافس محموم بين الفصائل على النفوذ ومواقع التأثير السلطوي ومراكمة الثروة والاعتبار، فاشتعل خلاف معلن بين القوة المشتركة لحركات دارفور المسلحة وقوات درع السودان من جهة، وبينهما معًا في مقابل كتائب الإسلاميين من جهة أخرى

أعضاء بمجلس الأمن يدينون اختطاف قوات الدعم السريع لموظفين أمميين
قال أعضاء بمجلس الأمن الدولي، إن قوات الدعم السريع احتجزت 60 من حفظة السلام الأمميين، واختطفت ثمانية موظفين مدنيين، ونهبت قافلة لوجستية تتبغ لقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)، مكونة من ثماني مركبات و280 ألف لتر من الوقود.