06-ديسمبر-2024
الخارجية الأمريكية

مقر الخارجية الأميركية

أدانت الولايات المتحدة الأميركية بـ"أشد العبارات" الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع هذا الأسبوع على مخيم زمزم للنازحين في دارفور بالسودان، والتي أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة آخرين. الإدانة الأميركية أتي على خلفية قصف صاروخي متكرر لقوات الدعم السريع بالمخيم الذي يؤوي حوالي نصف مليون مدني في ولاية شمال دارفور.

الخارجية الأميركية: أسفر قصف قوات الدعم السريع عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين

 وأدى القصف الذي قامت به قوات الدعم السريع، إلى تعطيل قدرة المنظمات الإنسانية على توصيل الإغاثة الطارئة إلى المخيم، في ظل انتشار المجاعة. وكانت الأمم المتحدة بالسودان ومنظمات عاملة بالمخيم قد أدانت القصف الذي وصف بـ"العشوائي" المنسوب لقوات الدعم السريع.

ودعت الولايات المتحدة جميع الأطراف المتصارعة في السودان، بما في ذلك قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة معهما، إلى وقف الأنشطة العسكرية فورًا داخل وحول المخيمات التي لجأ إليها المدنيون هربًا من العنف. كما شددت على ضرورة الحفاظ على الطابع المدني والإنساني لهذه المخيمات وإبقائها خالية من أي وجود عسكري، لضمان حماية السكان.

وأشار بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، اطلع عليه "الترا سودان"، إلى أن أكثر من 25 مليون شخص في السودان بحاجة ماسة إلى المساعدة الطارئة، فيما تجاوز عدد النازحين داخليًا 12 مليونًا منذ اندلاع الصراع. وحث ميلر جميع الأطراف على اتخاذ خطوات ملموسة لتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، بما في ذلك إنشاء ممرات إنسانية لضمان تسليم الإمدادات وحركة المدنيين بحرية وأمان.

وأكدت الولايات المتحدة أن الحل الوحيد للأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان يكمن في وقف الأعمال العدائية فورًا. وأضاف البيان: "ظل الولايات المتحدة ملتزمة بقوة بدعم الشعب السوداني في سعيه إلى إنهاء الصراع والانتقال السياسي إلى حكم ديمقراطي شامل بقيادة مدنية".

مخيم زمزم للنازحين

يقع مخيم زمزم للنازحين على بعد نحو (15) كيلومترًا جنوب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وتزايدت أعداد النازحين بالمعسكر جراء محاولات الدعم السريع السيطرة على الفاشر، العاصمة الأخيرة في إقليم دارفور التي ما تزال تحت سيطرة الجيش والقوات المتحالفة معه.

يذكر أن برنامج الغذاء العالمي كان قد قال في آب/أغسطس الماضي، إن المجاعة ترسخت في مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور، مع تحول المخاوف بشأن المجاعة في السودان إلى واقع.

ووفقًا لتقرير لجنة مراجعة المجاعة، تفاقمت الأوضاع في مخيم زمزم، الذي أصبح يضم حوالي 500 ألف نازح بعد نزوح واسع النطاق من مدينة الفاشر المجاورة، حيث يعاني السكان من نقص أو انعدام الخدمات الأساسية. وأشار التقرير إلى أن الصراع والعوائق أمام وصول المساعدات الإنسانية هما المحركان الرئيسيان للمجاعة، مع إمكانية تصحيحهما عبر الإرادة السياسية.

كما حذر التقرير من تفاقم الأزمة نتيجة استمرار انعدام الأمن الغذائي وتفشي الأمراض وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، مشددًا على ضرورة وقف الأعمال العدائية وضمان الوصول الإنساني لتخفيف معاناة السكان.