تعتبر المديدة أحد أهم الأطباق التقليدية الشهيرة في السودان، خاصة في فصل الشتاء، لما تتمتع به من خواص في مد الجسم بالطاقة والدفء اللازمين لمواجهة برد الشتاء القارس.
يعتبر الملمس الكريمي الدافئ قاسمًا مشتركًا لكافة أنواع طبق المديدة
وللمديدة ثلاثة أنواع رئيسية، تتمثل في مديدة البلح، مديدة الدخن، ومديدة الحلبة. وتتميز المديدة بكافة أنواعها بالبساطة وتوفر معظم مكوناتها في المنازل، والتي تتضمن الدقيق، السمن أو الزيت، بالإضافة إلى السكر للتحلية.
يمكن أن تُقدّم المديدة كطبق أو كمشروب، وغالبًا ما تُقدّم مع الزلابية أو الساخنة. وقد تمكّن هذا الطبق من أن يعكس مقدرة السودانيين على التكيف مع الظروف المناخية القاسية في فصل الشتاء، ويعد من الأطعمة الشعبية التي يتم تحضيرها بسرعة وسهولة، وغالبًا ما تُقدّم ساخنة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا في الليالي الباردة.
وتجدر الإشارة إلى أن المديدة تعتبر جزءًا من تراث المطبخ السوداني، إذ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعادات والتقاليد التي تتوارثها الأجيال. فنجدها حاضرة في مناسبة "السماية"، وهي الاحتفال الذي تقيمه الأسر بمناسبة قدوم مولود جديد. ويعتبر الملمس الكريمي الدافئ قاسمًا مشتركًا لكل الأنواع الخاصة بطبق المديدة.
مديدة البلح
تصنع مديدة البلح من التمر بالإضافة إلى مكونات المديدة الرئيسية، وغالبًا ما تُصنع من التمر الجاف الذي يتم تكسيره، ثم إخراج النواة من داخله وغليه. يمكن أن تُقدّم كطبق أو كمشروب، ويشتهر هذا النوع بتقديمه في "السماية". وتتكون من:
- التمر
- الدقيق
- السمن
- السكر
- كربونات الصوديوم
يتم إضافة الحليب لمديدة البلح لتقديمها كمشروب، فيما تُقدّم كطبق بجانب اللقيمات والزلابية، ويمكن تناولها من دون أي إضافات. ويفضّل البعض تزيينها بجوز الهند أو المكسرات. يعتبر هذا الطبق غنيًا بالكالسيوم، الحديد، الفوسفور، البوتاسيوم، المغنيسيوم والزنك، وذلك لاحتوائه على التمر الذي يحتوي على فوائد كبيرة لجسم الإنسان، بما فيها تعزيز صحة العظام والجهاز الهضمي والدماغ.
لتحضير المديدة، يتم هرس البلح في الخلاط بعد غليه جيدًا، ثم يُضاف كربونات الصوديوم (العطرون) ليكسبها لونًا يميل إلى الحمرة. بعد ذلك يُضاف السكر حسب الرغبة، ويُخفق بعض الدقيق في الماء ويُضاف إلى الخليط. يُقلب جيدًا حتى تأخذ المديدة قوامها المتماسك، وتُقدّم مع السمن البلدي الذي يُضاف على وجه الطبق.
مديدة الحلبة
تعتبر مديدة الحلبة من الأطباق التي تُقدّم في الشتاء، وارتبط هذا الطبق بشكل وثيق بتقديمه للسيدات بعد الولادة، نظرًا لدور الحلبة الكبير في إدرار الحليب للنساء المرضعات. وعلى الرغم من ذلك، لم يقتصر هذا الطبق على السيدات فقط، إذ يُعد من الأطباق المحببة للجميع. وتتكون مديدة الحلبة من:
- حلبة
- زيت
- دقيق
- حليب
- سكر
- سمن
- كربونات الصوديوم
لتحضير مديدة الحلبة، يتم تحميص حبوب الحلبة في كمية مناسبة من الزيت. وبعد أن تتحول إلى اللون الذهبي، يتم إضافة الماء على الحلبة وتُترك حتى تغلي. ثم يُضاف الدقيق المذاب في مقدار من الماء ويُمزج جيدًا. بعد ذلك يُضاف إلى الحلبة المغلية ويُحرّك حتى يصبح القوام متجانسًا. في النهاية، يُضاف السكر والحليب ويُزين وجه المديدة بالسمن البلدي.
تشير أبحاث إلى أن الدخن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة، وذلك بفضل احتوائه على كميات كبيرة من الفينولات التي تعمل كمضادات للأكسدة، مما يسهم في الوقاية من السرطان وهشاشة العظام وأمراض القلب والسكري
مديدة الدخن
تشير أبحاث إلى أن الدخن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة، وذلك بفضل احتوائه على كميات كبيرة من الفينولات التي تعمل كمضادات للأكسدة، مما يسهم في الوقاية من السرطان وهشاشة العظام وأمراض القلب والسكري.
وتعتبر مديدة الدخن أحد أهم المشروبات التي تُقدّم في الشتاء، وتصنع بشكل أساسي من دقيق الدخن، مع مكونات بسيطة تشمل:
- دقيق الدخن
- السكر
- الحليب
- الماء
لتحضير مديدة الدخن، توضع كمية مناسبة من الماء في قدر على النار وتُترك حتى الغليان. ثم يُضاف الدقيق بعد خلطه بالماء إلى القدر ويُحرّك حتى يأخذ القوام المتماسك. بعد ذلك يُضاف السكر والحليب.