05-يناير-2025
الفنان الراحل آدم الشين

الفنان الراحل آدم عبدالله الشهير بـ"آدم الشين"

نعى مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة، الفنان الشاب آدم عبدالله يحيى، الشهير بـ "آدم الشين"، الذي كان يتغنى بالتراث الدارفوري الأصيل، وخيم الحزن على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إثر رحيل صوتها العذب.

لقي الفنان "آدم الشين" مصرعه جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على الأحياء الشمالية من المدينة

لقي الفنان "آدم الشين" مصرعه جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على الأحياء الشمالية من المدينة، حيث استقرت إحدى القذائف في منزله الذي نزح إليه برفقة أسرته في حي أبو جربون، عقب تصاعد القتال في المدينة، وفقًا لتقارير.

تضرب قوات الدعم السريع حصارًا محكمًا على مدينة الفاشر في مسعى للسيطرة على المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية، وتقوم بمهاجمة المدينة، وخاض الجيش السوداني بمساندة القوة المشتركة مئات المعارك لصد هجمات الدعم السريع المتكررة التي تمكن من ردها والاحتفاظ بالفاشر. وأدى عدم الاستقرار الأمني في المدينة إلى سقوط العديد من الضحايا، من بينهم الفنان آدم عبدالله.

نعت اللجنة التسييرية للمهن الموسيقية بولاية شمال دارفور الفنان "آدم الشين"، مشيرة إلى أن خبر وفاته كان مؤلمًا وأدخل حزنًا عميقًا في النفوس. وذكرت أن الفنان الراحل كان رمزًا فنيًا أصيلًا، وترك إرثًا غنائيًا خالدًا في التراث الشعبي السوداني. وأضافت اللجنة أنه كان مثالًا للإبداع والالتزام بنشر التراث الفني الأصيل، حيث ساهم بفنه في توحيد القلوب ونقل ثقافة دارفور عبر الأجيال.

من أين جاءت التسمية؟

تسرد الكاتبة والمخرجة إكرام رابح عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" سبب تسمية الفنان آدم عبدالله بـ "آدم الشين"، مشيرة إلى أنه جاء إلى الفاشر وهو شاب يافع برفقة صديق له كان اسمه أيضًا "آدم". كان الفنان الراحل يحب الغناء، وصديقه يعزف على الطبل. جاءا معًا من قريتهما حاملين موهبتهما وحبّهما للفن. وكان آدم يتمنى لقاء فنانيين مشهورين مثل فتحي الماحي، عزو الفاشر، وأب نبيقاي، الذين كانوا يحظون بشعبية ومحبة كبيرة في وسط المجتمع الذي جاءوا منه. وكان ذلك في العام 2011.

دخل الفنان الراحل برفقة صديقه إلى مجتمع منتدى المثلث الثقافي في ذروة نشاطه. في تلك الفترة، كان الناس ينادون صديقه بـ "الشين"، وفي محاولة لجبر خاطر صديقه قال له: "خلاص، أنت آدم السمح، وأنا آدم الشين". قال ذلك أمام الجميع . ومن حينها، أصبح يُعرف آدم بلقب "آدم الشين".

وأردفت إكرام أن الفنان آدم جاء وهو يحمل أحلامه وطموحاته، وكان يرى نجوميته أمامه. اجتهد كثيرًا، وعمل على تطوير نفسه رغم الصعوبات والتحديات. بدأ مشواره في مجال الغناء، ومع مرور الوقت، تعلّم عزف العديد من الآلات الموسيقية. كما جرب التلحين، وبدأ في العمل على أعماله الخاصة، وتعاون مع عدد من الشعراء.

لم يقتصر الفنان الراحل على الغناء والعزف والتلحين. فقد خاض أيضًا تجارب في التمثيل على خشبة المسرح وفي الإذاعة

وبحسب إكرام، لم يقتصر الفنان الراحل على الغناء والعزف والتلحين. فقد خاض أيضًا تجارب في التمثيل على خشبة المسرح وفي الإذاعة. وأضافت: "آدم كان أخًا وصديقًا رائعًا، وكان يستحق أن يعبر بفنه إلى آفاق أوسع. كما كان يستحق أن يعيش حياته كشاب، وكزوج، وكأب. لم يكمل بعد سنتين أو ثلاث في تجربته الزوجية."