ما تزال الأوضاع الأمنية ساخنة وقابلة لتطورات متسارعة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وتواصل الخميس، 12 كانون الأول/ديسمبر 2024، القصف المدفعي المستمر من قوات الدعم السريع على الناحية الجنوبية، وغربًا نحو مخيم زمزم.
الأوضاع لم تهدأ في الفاشر منذ 27 يومًا، قُتل خلالها عشرات المدنيين
وشهدت الفاشر يومي الثلاثاء والأربعاء مقتل ما لا يقل عن (20) مدنيًا، أغلبهم في مخيم زمزم للنازحين، جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع، وسط سخط متصاعد من تنسيقيات النازحين والمجتمع الدولي.
يدفع المدنيون في الفاشر ثمنًا فادحًا جراء تدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع، التي تشن هجمات عسكرية على المدينة الرئيسية الواقعة تحت سيطرة الجيش. ولم تتمكن هذه القوات من الاستحواذ عليها بعد قرابة (160) هجمة عسكرية.
ورغم المحاولات المستميتة، لم تتمكن قوات الدعم السريع من الوصول إلى مقر رئاسة الفرقة السادسة مشاة التابعة للقوات المسلحة، وهي الحامية العسكرية الرئيسية. وتعتقد قوات حميدتي أن السيطرة على الفرقة تعني سقوط المدينة.
ولم يتمكن آلاف المدنيين من مغادرة الفاشر الأسبوع الماضي للنزوح إلى محلية طويلة الواقعة تحت سيطرة قوات حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، حيث منعت قوات الدعم السريع سفر المواطنين، وشددت الإجراءات الأمنية على الطرق.
وذكر مواطنون من مدينة الفاشر أن القصف المدفعي بدأ كالمعتاد صباح اليوم على الأحياء الجنوبية والغربية ناحية مخيم زمزم، بواسطة قوات الدعم السريع، التي تتهم القوات المشتركة بالتمركز العسكري في محيط المخيم. بينما تنفي المشتركة هذه الاتهامات وتعتبرها مقدمة لتصفية المدنيين في المخيم، الذي يؤوي نصف مليون نازح.
وكانت القوات المسلحة والمشتركة قد تصدت لهجوم شنته قوات الدعم السريع أمس الأربعاء من اتجاه السوق الرئيسي، وقالت إنها دمرت سبع عربات قتالية تخص هذه القوات، وتمكنت من قتل العشرات من جنود الدعم السريع.
وتعد الفاشر من البؤر الساخنة في حرب السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتعزز الأخيرة الإمكانيات العسكرية الهائلة للسيطرة على آخر معاقل القوات المسلحة في إقليم دارفور، عقب سيطرتها على ولايات شرق وغرب وجنوب ووسط دارفور، في الإقليم الذي يوازي مساحة دولة فرنسا.
وتقدم السودان بشكوى لدى مجلس الأمن الدولي ضد دولة الإمارات، وتقول البعثة السودانية إن أبوظبي ترسل الأسلحة النوعية إلى قوات الدعم السريع، من بينها طائرات دون طيار "مسيرات"، قصفت مدن الفاشر في شمال دارفور، ومروي، وعطبرة، وشندي، شمال السودان.