السودان.. وسائل بدائية للاحتماء من حرارة الطقس 

قاربت درجة الحرارة في مدن شمال وشرق البلاد من 50 درجة مئوية يومي الجمعة والسبت 17 أيار/مايو 2025، ولجأ المواطنون إلى ظلال الأشجار والأغطية المصنوعة من القش لتفادي حرارة الطقس مع قطوعات الكهرباء.

وقال معاوية من مدينة دنقلا شمال البلاد لـ"الترا سودان" إن الحرارة دفعت المواطنين للعودة إلى وسائل بديلة مثل البقاء تحت الأشجار والاهتمام ببناء المنازل بالمواد المحلية بالاعتماد على القش والخشب.

 يُنصح خلال موجة الحر بارتداء الملابس البيضاء والنظارات الواقية من الشمس  

ويضيف معاوية إن درجة الحرارة في مدينة دنقلا وعموم قرى ومدن الشمالية ترتفع في بعض الأحيان إلى فوق 50 درجة مئوية، ولا يمكن خلال هذه الأوقات العمل في المهن المتعلقة بالزراعة أو الأعمال الشاقة، ويتجه الناس إلى إنجاز المهام خلال الفترات الصباحية.

وللتغلب على أزمة الكهرباء يشتري المواطنون المصباح اليدوي ومكواة الحديد التي تعمل بالفحم النباتي في العديد من المدن والقرى التي تضررت من قطوعات الكهرباء.

وتأثرت خدمات التبريد شمال وشرق ووسط البلاد بقطوعات الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة منذ نيسان/أبريل، التي من المتوقع أن تستمر حتى تشرين الأول/أكتوبر 2025 في معظم أنحاء البلاد، وتباع قطع صغيرة من الثلج بـ 5 آلاف جنيه ما يعادل 1.8 دولار أميركي.

وكانت حكومة ولاية النهر النيل أعلنت نهاية الأسبوع الماضي قصر اليوم الدراسي خلال الفترة الصباحية لساعتين فقط تبدأ من التاسعة وتنتهي 11 صباحًا لحماية الأطفال من حرارة الطقس.

وفي بورتسودان ارتفعت درجات الحرارة خلال يومي الجمعة والسبت 17 أيار/مايو 2025 إلى 45 درجة مئوية. وقال مواطنون إن ارتفاع الحرارة يتزامن مع برمجة قاسية للكهرباء في القطاع السكني والأسواق تمتد إلى 16 ساعة يوميًا.

ويشير حيدر من مدينة بورتسودان لـ"الترا سودان" إلى أن درجات الحرارة تدفع بعض المواطنين خاصة الرجال إلى النوم ليلًا في الشارع جوار المنزل، كما جرت العادة خلال الصيف.

ويقول حيدر إن هذه المدينة الساحلية تشهد طوال السنوات الماضية أزمة في الكهرباء خاصة خلال فترات الصيف، إلى جانب شح المياه في العديد من الأحياء السكينة لدرجة شراء المياه يوميًا من الباعة المتجولين بمقطورات المياه.

وتنوي وزارة الطاقة الشروع في إكمال مشروع محطة كهرباء كلانيب في بورتسودان للتوليد الحراري وتغطية العجز في الإمداد، بالمقابل فإن تمويل المحطة لم يتوفر فعليًا.

وألحقت الطائرات المسيرة الضرر بالمحطات الناقلة للكهرباء والوسيطة بين مواقع الإنتاج والمدن شمال وشرق البلاد خلال الشهرين الماضيين، وتقدر الخسائر بـ 500 مليون دولار.

ويرى الباحث في مجال الطقس إيهاب محمد حسن، أن موجة الحر تستمر ما بين نيسان/أبريل وأيار/مايو حتى منتصف حزيران/يونيو من كل عام في معظم أنحاء البلاد، وتتحسن الأجواء خلال تموز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر من كل عام بسبب الأمطار الصيفية، وهذا لا يعني وداع حرارة الطقس التي تأتي على شكل موجات تستغرق من ثلاثة أيام إلى أسبوع خلال فصل الخريف وسط البلاد وبعض الأجزاء الشرقية من السودان (ولايتي كسلا والقضارف).

وتابع: "حرارة الطقس خلال هذه الفترة تتزامن مع الجفاف وشح الأمطار حاليًا، أما شمال وشرق البلاد معروف أن الصيف يمتد إلى ستة أشهر أو أكثر سنويًا، بالتالي يجب أن تلجأ المجتمعات إلى البناء الملائم للبيئة".

ويرى إيهاب محمد الحسن أن ارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع مقدمة لعواصف ترابية قد تشمل شرق وشمال ووسط البلاد خلال اليومين القادمين، ولفت إلى ضرورة العمل على توفير الطاقة الكهربائية لتفادي الآثار الصحية الناتجة عن ارتفاع الطقس.

وتابع: "ينصح خلال هذه الفترة ارتداء النظارات الواقية من الشمس والابتعاد قدر الإمكان عن الملابس باللون الغامق والأسود وتفضيل اللون الأبيض".