25-أغسطس-2021

تبنت الحكومة مجموعة من الإجراءات الاقتصادية في محاولة للعودة للنظام المالي العالمي (Bloomberg)

تشكو الأسواق بالعاصمة والولايات من ركود مستمر منذ شهرين، ويطلق عليه اقتصاديون "الركود التضخمي" المتأثر بفقدان القوة الشرائية بسبب تدهور قيمة الجنيه السوداني.

ويُباع الدولار الأمريكي في السوق الموازي بالعاصمة بقيمة (445) جنيهًا محافظًَا على هذا السعر منذ ثلاثة أشهر، ويقول البنك المركزي إن مزادات العملة الصعبة قللت الطلب على النقد الأجنبي في السوق الموازي ما أدى لاستقرار العملة الوطنية.

ثبات سعر الصرف لم ينجح في إيقاف ارتفاع الأسعار وانتقل الوضع إلى الركود

و يشكو التجار من ركود كبير طال السلع الأساسية نفسها وحتى استقرار سعر الصرف لم يكن مشجعًا لتزايد معدلات الشراء والبيع.

اقرأ/ي أيضًا: "أفراح بلا سلاح".. هل سيكون عريس الدامر آخر ضحية؟

 ويؤكد حسن فيصل (44) عامًا وهو موظف في القطاع الخاص: "إذا كان معي عشرة آلاف جنيه كيف يمكن أن أتدبر نفقات المعيشة اليومية؟ سأشتري القليل من الفول المصري وزيت الطعام وكمية قليلة أيضًا من الخضروات يعني أن مشترياتي لن تكون كبيرة بالتالي سيطال الركود السلع غير الضرورية بالنسبة لنا في العائلة".

ويشير حسن فيصل لـ"الترا سودان" إلى أن الركود له تأثير قوي في السلع غير الضرورية مثل الأجهزة الكهربائية ومعدات المنازل والأثاثات، ومن الطبيعي أن يحدث هذا الأمر لأنها أسعارها فلكية وارتفاع سعر الصرف غير مبرر لبيع ثلاجة منزلية بسعر (400) ألف جنيه من سيشتريها؟

ومع استمرار الركود للشهر الثاني طبقًا للبيانات المالية التي سجلتها إحصائيات وتحليلات اقتصادية غير رسمية، فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى شح السلع المعروضة في الأسواق بسبب توقف الاستيراد.

ويقول عضو اللجنة الاقتصادية في تحالف قوى الثورة تجاني حسين وهو إئتلاف يناهض السياسات الاقتصادية لحكومة حمدوك في تصريحات لـ"الترا سودان"، إن الحكومة الانتقالية تنفذ سياسات اقتصادية صارمة ومتوحشة ولا يمكن للمواطن تحمل تبعاتها، وما يحدث من ركود رد فعل طبيعي.

ويعتقد حسين أن الوضع الاقتصادي مُزر للغاية ويتطلب استماع الحكومة لـ"صوت العقل" بتفعيل الموارد المحلية من ذهب ومعادن وثروات في باطن الأرض، وتصديرها عبر البورصة لضمان حصائل الصادر.

وخيم الركود أيضًا على السوق المحلي جنوب العاصمة، وأعرب تجار عن ضعف القوة الشرائية وتراجع شراء المواد الأساسية مثل الألبان والسكر والقهوة والشاي والبقوليات.

وذكر محمد أحمد إبراهيم تاجر مستلزمات استهلاكية بالسوق المحلي جنوب الخرطوم لـ"الترا سودان"، أن الوضع سيئ للغاية، وتظل حركة البيع ضعيفة ولا ندري الأسباب لكن المواطن يشكو من عدم قدرته الشرائية يقول إبراهيم.

وأشار إبراهيم إلى أن أسعار الجملة زادت بمعدل ثلاثة آلاف جنيه في سعر الجملة، وأردف: "زاد سعر كرتونة الحليب المجفف ألفي جنيه إلى ثلاثة آلاف جنيه لبعض الشركات"، مضيفًا أنه يلاحظ يوميًا عجز المواطنين في شراء السلع الأساسية.

اقرأ/ي أيضًا: حزب الأمة يكشف لـ"الترا سودان" تفاصيل وصية الصادق المهدي بشأن أمواله

ولم يحصل "الترا سودان" على تعليق فوري من وزارة المالية أو وزارة التجارة حول الركود الاقتصادي الذي طال جميع الأسواق في الشهرين الأخيرين، حيث يرفض متحدثو هذه المؤسسات الإدلاء بالتصريحات الصحفية.

صديق يوسف: الحكومة الانتقالية اختارت طريقًا خاطئًا بتصميمها على سياسات البنك الدولي

ويرى القيادي في الحزب الشيوعي صديق يوسف في تصريح لـ"الترا سودان"، أن الحكومة الانتقالية اختارت طريقًا خاطئًا بتصميمها على سياسات البنك الدولي، وهذه هي النتائج.

وتابع يوسف: "ينبغي أن تجرب الطريق الذي رسمه المؤتمر الاقتصادي، وإذا فشلت فيه يمكن أن تعدل مسارك، لكن مجلس الوزراء تجاهل توصيات المؤتمر الاقتصادي تمامًا".

وكان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أقر في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أن الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون تزعجه، متعهدًا بتذليل الصعوبات المعيشية.

اقرأ/ي أيضًا

هروب 8 متهمين في جرائم قتل بالأبيض يثير مخاوف من انفلات الأمن بالمدينة

الصحة الاتحادية تعبر عن قلقها من ظهور الكبد الوبائي بين اللاجئين في القضارف