الخرطوم.. مرضى ينتظرون الرعاية وسط بنية صحية مدمرة
17 سبتمبر 2025
قال متطوعون إن الأمراض تفتك بالمواطنين في مدن الخرطوم بحري وأم درمان، خاصة الملاريا وحمى الضنك، كما ألقت الأزمة الاقتصادية بظلالها على حياة السكان.
دلائل قوية تشير إلى أن حمى الضنك والملاريا لا تزال تنتشر بين المواطنين في العاصمة الخرطوم، وقالت متطوعة إنسانية من شرق العاصمة لـ"الترا سودان": "يلجأ بعض الأشخاص إلى ارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة، وخلال الليل يضعون الجوارب على الأيادي والأرجل للاحتماء من البعوض".
وهذه الطقوس اليومية توضح كثافة البعوض المنتشر، كما أكدت وزارة الصحة الاتحادية أن حملات المكافحة بالطائرات والحملات المتجولة خفّضت من كثافة البعوض الناقل للملاريا وحمى الضنك.
خرج حوالي 160 مستشفى حكومي وخاص عن الخدمة منذ اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم
باستخدام عربة "توك توك"، نُقل حامد إلى مستشفى حاج الصافي بالخرطوم بحري، إذ لم يكن أمام عائلته وقت كافٍ للبحث عن وسيلة نقل آمنة مع ارتفاع أجرة التاكسي.
وذكرت متطوعة إنسانية تعمل في توفير الإمدادات الدوائية للمواطنين لـ"الترا سودان"، مع اشتراط حجب هويتها، أن غالبية المواطنين الذين فضلوا البقاء في منازلهم خلال العامين الماضيين وتجنبوا النزوح حصلوا على حصص غذائية شحيحة.
وتابعت: "عندما تفتك بهم الملاريا وحمى الضنك، لا تقوى أجسادهم على المقاومة والتعافي سريعًا، لأن الوضع الاقتصادي مزر للغاية، ولا يملكون المال أو خيارات أخرى. لقد تعرضوا للفقر المدقع".
حامد، الذي نُقل إلى قسم العناية الوسيطة بالمستشفى الحكومي، واحد من بين أكثر من ثلاثة ملايين شخص لم يبرحوا منازلهم خلال العامين الماضيين مع سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من العاصمة، وعدم توفر الممرات الآمنة، وتوقف الأسواق والخدمات الأساسية.
توفر وكالات الأمم المتحدة حصصًا غذائية بين الحين والآخر، وحصل عشرات الآلاف من المواطنين على المساعدات، كما شاركت منظمات إقليمية ومحلية في توزيع الغذاء والخدمات الأساسية. ومع ذلك، تبدو العاصمة الخرطوم وكأنها بحاجة إلى معجزة لاستعادة وضعها الذي كان سائداً قبل الحرب، حيث تعود الحياة تدريجيًا إلى الشوارع والأسواق.
عاملة صحية: النظام الصحي في الخرطوم لم يستعد قدرته لاستقبال آلاف المصابين بالملاريا وحمى الضنك والكوليرا
أطلقت وزارة الصحة الاتحادية حملات واسعة عن طريق تعيين 2,500 عامل في 1,980 حي سكني بجميع محليات ولاية الخرطوم، كما أرسلت منظومة الصناعات الدفاعية طائرات الرش إلى جميع الأحياء السكنية.
وقالت عاملة صحية من جنوب العاصمة، مع عدم الإفصاح عن اسمها لـ"الترا سودان": "النظام الصحي في الخرطوم لم يستعد قدرته لاستقبال آلاف المصابين بالملاريا وحمى الضنك والكوليرا".
وأضافت: "نحن نتحدث عن خروج 160 مستشفى حكومي وخاص عن الخدمة، والجهود الحكومية لتشغيل المرافق الصحية مستمرة، لكن هناك تحديات في التمويل، إذ يحصل القطاع الصحي، كما هو معروف، على الفتات من الموازنة المالية".
وتابعت: "إذا مرض الشخص، فإن التفكير ينصب على الوجهة التي سينقل إليها، إذا فشلت مساعي الرعاية المنزلية وخرج المرض عن السيطرة، خاصة الملاريا وحمى الضنك، لأن المستشفيات المتوفرة بالقرب من الأحياء السكنية عادةً ما تكون مكتظة".
الكلمات المفتاحية

صمد لـ 30 شهرًا.. طبيب سوداني يُضيء الظلام بالحصول على جائزة دولية
بعد 30 شهرًا، توّجت منظمة أورورا الدولية الطبيب السوداني جمال الطيب بطلًا للقطاع الطبي والصحي والإنساني، من بين 900 شخصية حول العالم نافسوا على الجائزة التي أُعلن عنها الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

السودان.. النزوح ترفُ الناجين من المذابح في بارا والفاشر
أدّت هجمات قوات الدعم السريع خلال نهاية تشرين الأول/أكتوبر ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2025 إلى نزوح قرابة 100 ألف شخص من مدينتَي بارا والفاشر في كردفان ودارفور، إضافةً إلى القرى والبلدات الصغيرة التي تشعر بالتوتر من تهديد هذه القوات في شمال كردفان.

بارا المنسية.. مجزرة أخرى خارج عدسات الإعلام
بينما انشغل العالم بما يجري في الفاشر، ظلت مدينة بارا، الواقعة في ولاية شمال كردفان، تعيش مأساة إنسانية لا تقل قسوة، من انتهاكات إنسانية مروعة يندى لها الجبين وبعيدة عن الأضواء.

انتهاكات جسيمة.. التصفية على أساس إثني في الفاشر
تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ظروفًا بالغة التعقيد في أعقاب اقتحامها من قِبل قوات الدعم السريع صباح أمس الأحد 26 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث شملت الانتهاكات تصفيات عنيفة وقتلًا عشوائيًا للمدنيين والأسر، مع سيطرة هذه القوات على مواقع إستراتيجية بالمدينة.

نزوح الفاشر إلى الدبة.. حين تضغط الجغرافيا وتنكسر السياسة
الآثار الكارثية لما وقع في الفاشر لن تمحي قريبًا. الآلاف قتلوا وشردوا وانتهكت أعراضهم في واحدة من أسوأ مشاهد الحرب الدائرة في السودان، بل هي مأساة مكتملة،

النقارة السودانية.. طبول تروي حكايات الفرح والحزن
تُعد النقارة السودانية نبضًا حيًا للثقافة الموسيقية في البلاد، فهي تحمل في دقاتها إرثًا فنيًا زاخرًا بالإبداع، وبين طياتها رسائل مختلفة، تعبر أحيانًا عن الفرح وأحيانًا عن الفزع والحزن، عبر إيقاعات متنوعة ومتفردة. تُلهب هذه النقارة الروح وتحتفي بالهوية والذاكرة الشعبية، وتستخدم بشكل خاص لدى قبائل كردفان.

الطيران الحربي للجيش السوداني يشن غارات على مطار نيالا
شنَّ الجيش السوداني، السبت 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، غاراتٍ جوية على مواقع قوات الدعم السريع داخل مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور.

صمد لـ 30 شهرًا.. طبيب سوداني يُضيء الظلام بالحصول على جائزة دولية
بعد 30 شهرًا، توّجت منظمة أورورا الدولية الطبيب السوداني جمال الطيب بطلًا للقطاع الطبي والصحي والإنساني، من بين 900 شخصية حول العالم نافسوا على الجائزة التي أُعلن عنها الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.
