21-أكتوبر-2020

(Getty)

عاشت الخرطوم يومًا استثنائيًا الأربعاء 21 تشرين الأول/أكتوبر 2020، وذلك على خلفية احتجاجات شاركت فيها ودعت إليها لجان المقاومة والتغيير، كما شارك أيضًا أنصار النظام البائد، فيما انحسرت الحركة في الأسواق الرئيسية ووسط الخرطوم جراء إغلاق غالبية المحلات التجارية .

شاهد: أوقفت الشرطة نحو (45) متظاهرًا قرب شروني ونقلتهم إلى الشمالي 

لم يتمكن المحتجون القادمون من مدينة أم درمان من الوصول إلى قلب الخرطوم حيث مقر مجلس السيادة ومجلس الوزراء، وذلك نتيجة لإغلاق تام للجسور التي تربط المدينتين، واكتفى المئات من المحتجين في أم درمان بالتظاهر جوار محطة سراج المعروفة بتوافد الثوار إليها، لكن هذه المرة توافد أيضًا أنصار النظام البائد الذين واجهوا صعوبة في عبور الجسر إلى الخرطوم.

اقرأ/ي أيضًا: الشرطة تحكم السيطرة على وسط الخرطوم وإغلاق غالبية المحلات

ونقلت وداد درويش، وهي عضوة في حراك تصحيح الثورة لـ"الترا سودان"، أن المئات من المحتجين تم منعهم من عبور جسر الفتيحاب وحاصرتهم القوات العسكرية والشرطة بالقرب من مستشفى السلاح الطبي، وقالت: "ما حدث من قمع مفرط من حكومة الثورة للمتظاهرين الذين حملوها إلى السلطة".

وترى وداد درويش، أن الانتشار الشرطي والأمني كان واسعًا لدرجة تشبه الترسانة العسكرية التي كان يستخدمها النظام البائد، رغم أن الحكومة الانتقالية تمثل المحتجين.

أما في الخرطوم بحري، فأطلقت الشرطة عبوات الغاز بكثافة لإبعاد مئات المحتجين من المنطقة المحيطة بجسر المك نمر الذي يؤدي إلى الخرطوم، حيث كان ينوي المحتجون الوصول إلى مجلس الوزراء والقصر.

وقال شهود عيان لـ"الترا سودان"، إن الشرطة لاحقت المحتجين إلى شوارع المؤسسة بحري وسوق "سعد قشرة"، ورمت عبوات الغاز بكثافة إلى جانب إطلاق قنابل صوتية، وشيد المتظاهرون متاريس لمنعها من التقدم.

لم تكن احتجاجات أنصار المخلوع ذات تأثير كبير، وسرعان ما انفضوا جراء الغاز المسيل للدموع، وتوافد لجان المقاومة إلى الشوارع الرئيسية، إلى جانب منع التقدم إلى وسط الخرطوم نحو مقر مجلسي الوزراء والسيادة، حيث  أجرت الشرطة تحصينًا مشددًا للمقرات السيادية، بانتشار واسع وإخلاء محيطها من المارة وإغلاق الأنشطة التجارية.

بينما منعت الشرطة مئات المحتجين في الخرطوم بحري من عبور جسر رئيسي يؤدي إلى محيط القيادة العامة والقصر الجمهوري، وذكرت إيناس عبده، من موكب المحطة الوسطى في تصريح لـ"الترا سودان"، أن الموكب تجمع في محطة حافلات "المحطة الوسطى"، وعندما بدأ التحرك ناحية جسر المك نمر ألقت الشرطة عبوات الغاز الواحدة تلو الأخرى حتى غطى الدخان سماء المنطقة، ووجد بعض المحتجين صعوبة في التنفس.

وانتقدت الشابة التي زادت لديها قناعة ذهاب حكومة حمدوك -القمع المفرط للاحتجاجات في مرحلة ما بعد الثورة، مشيرةً إلى أن ما حدث من قمع شرخ في جدار السلطة الانتقالية ويزيد من الحنق الشعبي عليها.

اقرأ/ي أيضًا: الثورات السودانية والفشل المتلاحق للنخب السياسية

وخلت محطة حافلات الخرطوم بحري من المارة الأربعاء، حيث حدد تجمع المهنيين منذ ليل الثلاثاء؛ المحطة كنقطة انطلاق لمسار الموكب، حيث دعا للتوجه إلى القصر الجمهوري ومجلس الوزراء للاحتجاج قرب مؤسسات السلطة الانتقالية.

كانت الاحتجاجات أكثر تنظيمًا في الخرطوم

وفي الخرطوم، كانت الاحتجاجات أكثر تنظيمًا بتوافد مئات المحتجين إلى شارع رئيسي بـ"الخرطوم 3" بالقرب من محطة حافلات شروني، وردد المحتجون هتافات مناوئة للنظام البائد إلى جانب مطالب العدالة والقصاص من قتلة الشهداء.

وأدى إعلان أنصار النظام نيتهم التظاهر بالتزامن مع ذكرى ثورة تشرين الأول/أكتوبر 1964؛ إلى ارتباك في صفوف لجان المقاومة، حيث أعلنت بعضها في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أنها ستنضم إلى الاحتجاجات لحماية الثورة.

ويوضح علاء كولومبي لـ"الترا سودان" في شارع الديم، أنه لم يكن ينوي التظاهر، لكن عندما شاهد دعوات أنصار المخلوع على المنصات الاجتماعية؛ قرر الخروج لحماية الثورة، خاصة وأنهم كانوا يريدون الذهاب إلى مجلس الوزراء لإسقاط حكومة عبدالله حمدوك.

وفي محطة شروني للحافلات داهمت الشرطة المحتجين وأوقفت أكثر من (45) من المتظاهرين ونقلتهم شاحنات الشرطة إلى قسم الخرطوم شمال، فيما أجرى محامون مساعٍ للإفراج عنهم بالضمانة، مع تأكيدات على مواقع التواصل بأن أعداد المقبوض عليهم والمعتقلين أكبر من ذلك بكثير.

وقال شاهد عيان لـ"الترا سودان"، إنه رأى قوات الشرطة وبعض العناصر التي ترتدي الزي المدني من شرطة المباحث، أوقفت أكثر من (45) من المحتجين قرب محطة شروني وعلى مقربة من المعمل المركزي "ستاك".

ولم تعلق الحكومة الانتقالية على الاحتجاجات التي خرجت الأربعاء، وأجرى"الترا سودان"، اتصالات متكررة بوزير الإعلام ومتحدث الحكومة فيصل محمد صالح الذي لم يجب عليها، ولكن الشطرة خرجت ببيان توضح فيه أنها كانت تحمي حق التعبير السلمي وأكدت سقوط شهيد، وقالت إنها مارست مهامها القانونية والدستورية، بينما اعتذر وزير الثقافة والإعلام، للإعلاميين الذين تعرضوا للقمع والمضايقات.

وفي منطقة قريبة من مستشفى شرق النيل، جرى كر وفر بين الشرطة والمحتجين عصر الأربعاء، ونقل شهود عيان أن الشرطة أطلقت الغاز والرصاص الحي، وأكدوا إصابة اثنين من المحتجين أحدهم حالته حرجة ونقل إلى مستشفى شرق النيل، حيث تم رفض استقباله وتم نقله إلى مستشفى البان جديد في حالة خطرة جدًا.

وأكد شاهد عيان لـ"الترا سودان"، أن مئات المحتجين تجمعوا أسفل كبري المنشية ناحية شرق النيل، حيث ألقت الشرطة عليهم عبوات الغاز لمنعهم من التقدم ناحية الجسر، وتابع: "سمعت أصوات الرصاص الحي، وأصيب اثنان من محتجي حي كركوج، وحالتهم خطرة جدًا، ونقلا إلى مستشفى البان جديد لعدم استقبالهم في مستشفى شرق النيل، ووردتنا أنباء عن إدخال أحد المصابين العناية المكثفة".

اقرأ/ي أيضًا: الحكومة: لم نغادر قائمة الإرهاب مقابل التطبيع وسنحصل على (1.7) مليار دولار

وأشار الشاهد إلى أن الغاز أجبر رجال الطرق الصوفية في مخيمات المولد النبوي قرب مستشفى شرق النيل، على مغادرتها، ولم تستأنف إلا بعد انجلاء الأحداث.

نقلت صفحة لجان المقاومة بالجريف شرق نبأ سقوط شهيد بالقرب من مستشفى شرق النيل

ونقلت صفحة لجان المقاومة بالجريف شرق نبأ سقوط شهيد بالقرب من مستشفى شرق النيل، وهو ما أكدته لجنة أطباء السودان المركزية لاحقًا، إلى جانب عدد من الإصابات الخطرة، بحسب بيان اللجنة.

اقرأ/ي أيضًا

ثورة أكتوبر بعيون كليف تومسون

وزارة الطاقة: المحفظة عجزت عن توفير العملات الصعبة لاستيراد الوقود