الخرطوم بحري.. مدينة لم تُروَ مأساتها بعد
15 مايو 2025
على غير العادة، غادر أحمد محطة الحافلات من الخرطوم بحري إلى أم درمان، عبر جسر يربط المدينتين على النيل، ولم ينسَ وضع الهاتف على نظام الشبكة. وقبل أربعة أشهر، لم يكن يُفضل الابتعاد عن شارع منزله، إثر انتشار قوات الدعم السريع.
أن تحمل هاتفًا مزودًا بخدمة الاتصال لم يكن شيئًا اعتياديًا لهذا الشاب، الذي اضطر للبقاء في منزله بالخرطوم، في منطقة سيطرت عليها قوات الدعم السريع، بلا كهرباء، ولا شبكة اتصال، ولا محطات وقود، ولا عمال نقل نفايات، في قلب المدينة الغارقة في الدمار وتوقف الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه، عدا أجزاء ضئيلة من الأحياء.
يسعى مواطنو بحري إلى استعادة مدينتهم الأولى
في الشوارع الخلفية والأسواق الصغيرة بالخرطوم بحري، تشاهد ركام المعارك، والأواني المبعثرة، وقصصًا مأساوية لم يُروَ نصفها، بينما الناس يبحثون بحذر عن الاحتياجات الأساسية في الأسواق، وحتى بالعبور إلى الضفة الأخرى في أم درمان. وأحيانًا، بحثًا عن فرص العمل وكسب المال، تبدو مدينة بحري وكأنها تُقاوم حطام الحرب.
يقول أحمد لـ"الترا سودان": "لم يكن لدي شعور بالأمل أنني سأستقل الحافلة من بحري إلى أم درمان، ومعي هاتفي المزود بخدمة الإنترنت.. مطلع العام 2025، كان هذا الأمر مستحيلًا مع انتشار قوات حميدتي".
وأردف: "نعم، يمكنني أن أشعر بأنني محطم، بعد أن فقدت مصدر دخلي، إثر نهب سيارة الأجرة الخاصة بي بواسطة قوات الدعم السريع، لكنني أستطيع الحركة في الخرطوم الآن بحرية، دون السؤال عن هويتي، وعن مكان عملي، وعن نظرات الشك والريبة، أنني متعاون مع الجيش".
واستعاد الجيش السيطرة على الخرطوم بحري، بعد سلسلة معارك استمرت لأشهر، في كانون الثاني/يناير 2025، ضد قوات الدعم السريع، التي شكّلت خسارة مصفاة الجيلي ضربة موجعة لها، بفقدان إمدادات الوقود.
ويشير أحمد إلى أن مدينة بحري تسعى لاستعادة حيويتها، والأولوية يجب أن تكون لتوفير الكهرباء، لأنها المصدر الأساسي لتشغيل جميع الخدمات، التي تشمل المياه والمستشفيات والأسواق، وتشجع المواطنين على العودة.
في الأسابيع الأولى لاندلاع القتال، منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، نزح غالبية سكان مدينة الخرطوم إلى الولايات المجاورة الآمنة، شمال وشرق البلاد، وإلى دول الجوار. صدمت روايات الاغتصاب والعنف الجنسي بحق الفتيات العائلات، فقررن النجاة من محرقة الحرب.
بعد عامين، تعود بعض العائلات إلى منازلها بالخرطوم بحري. الغالبية يجلسون في ظلام دامس، بلا كهرباء ولا مياه، بينما تحظى بعض الأحياء بخدمات حيوية، مثل الكهرباء والمياه ومحطات الوقود والأسواق.
يعتقد المواطنون أن الدعم السريع حوّلت العاصمة إلى مدينة غير صالحة للحياة
غابت الحركة المعتادة بين جسر النيل الأزرق وكبري كوبر، من الخرطوم بحري إلى مدينة الخرطوم. لا زال توقف الأنشطة الاقتصادية، والمؤسسات العامة، والقطاع الخاص، يلقي بآثاره على العاصمة الخرطوم.
يأمل المواطنون في استعادة الحياة الأولى، التي كانت تسود قبل اندلاع الحرب بالخرطوم بحري، واستعادة النشاط والتواصل بين مدن العاصمة، بينما كل شيء هنا يشير إلى فداحة وخسائر النزاع المسلح. فهل تركت قوات الدعم السريع العاصمة الكبرى، وكأنها لا تصلح للحياة؟
الكلمات المفتاحية

الرصاص الطائش.. أجواء الحرب تلاحق المدن الآمنة في السودان
قد تُنهي رصاصة طائشة أو قادمة من مكان مجهول حياة أحدهم في ظاهرة تنامت خلال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. يقول خبراء علم المجتمع إن أجواء الحرب زادت من رغبة بعض المجتمعات في إقتناء السلاح في السودان.

كيف يمكن انتزاع مدارس الخرطوم من أجواء الحرب؟
بعد إعلان ولاية الخرطوم بدء استئناف العمل في كافة المرافق الحكومية داخل الولاية، عاد مئات المعلمين من مختلف مناطق النزوح داخل البلاد إلى الولاية،

أم روابة..عودة لمشاهد الانفلات
الاستقرار لم يدم طويلًا، ففي الأسابيع الأخيرة، عادت مشاهد الترويع إلى مدينة أم روابة

شبكة أطباء السودان: مقتل طبيبة في قصف على مستشفى المجلد بغرب كردفان
قُتلت طبيبة سودانية تُدعى مودة رحمة الله، جراء قصف نفذته القوات المسلحة السودانية على مستشفى المجلد بولاية غرب كردفان، استهدف قوات تابعة للدعم السريع كانت متمركزة داخل المستشفى، بحسب ما أعلنت شبكة أطباء السودان.

الخارجية السودانية: نعتزم تقييم العلاقات مع الدول التي لا تدعم الشرعية
جددت وزارة الخارجية السودانية الاتهامات للتحالف المدني لقوى الثورة "صمود" بالعمل ضمن الذراع السياسي لقوات الدعم السريع

الجيش يدمر مركبات قتالية قُرب بابنوسة والدعم السريع يتوعد بـ"بركان الغضب"
قال مرصد "كردفان" الأحد 22 حزيران/يونيو 2025 إن مسيرات تابعة للجيش دمرت 13 عربة قتالية ومدفع 120 لقوات الدعم السريع حول مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان ضمن عمليات عسكرية جارية في المنطقة حاليًا.

حرب التسريبات.. حاكم إقليم دارفور يهدد باللجوء إلى الإعلام
نشر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ورئيس حركة تحرير السودان المسلحة المتحالفة مع الجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع، تغريدة على منصة (إكس) الأحد 22 حزيران/يونيو 2025 قائلًا، إن من يسربون محاضر الاجتماعات ويزورون الحقائق يفعلون ذلك لاغتيال الشخصيات.