08-يناير-2025
قوة من الجيش السوداني

(تعبيرية)

حرّك الجيش قطعًا حربية وآلاف الجنود من المشاة يوم الأربعاء 8 كانون الثاني/يناير 2025، من نحو أربع مناطق تقع شرق وجنوب وشمال شرق الجزيرة، لشن هجمات ضد قوات الدعم السريع ضمن عمليات عسكرية تستهدف مدينة ود مدني، عاصمة الولاية.

حرّك الجيش القطع الحربية وآلاف المشاة في أكثر من أربع مناطق بولاية الجزيرة مستهدفًا الاقتراب من ود مدني

جنوب ولاية الجزيرة، تمكن الجيش القادم من المناقل من السيطرة على قرى "المهلة" و"كمير الجعليين"، مُجبرًا قوات حميدتي على التراجع إلى القرى المجاورة تحت ضربات عنيفة للطيران الحربي والمدافع الثقيلة والقوات البرية. في ذات الوقت، تحدث شهود عيان عن مقتل بعض المدنيين إثر الغارات الجوية.

كما سيطرت القوات المسلحة على مدينة الحاج عبد الله، التي تقع على بعد أقل من (50) كيلومترًا جنوبي مدينة ود مدني. وتمكن الجيش القادم من سنار من تحطيم الدفاعات الرئيسية لقوات الدعم السريع والانتشار في جميع أنحاء البلدة، فيما تراجعت قوات حميدتي إلى الخلف مخلفة خسائر كبيرة، وفق مصادر ميدانية تحدثت لـ"الترا سودان".

وكانت القوات المسلحة قد سيطرت على مدينة ود الحداد، التي تقع على طريق يربط بينها وبين الحاج عبد الله، خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2024. ومكّنت هذه الميزة الجيش من التقدم نحو بلدة الحاج عبد الله، التي تُعدّ منطقة استراتيجية لشن هجمات ضد قوات حميدتي داخل ود مدني.

وبدأت القوات المسلحة عمليات حربية مكثفة بولاية الجزيرة منذ وقت مبكر من صباح الأربعاء 8 كانون الثاني/يناير 2025، مدعومة بالطيران الحربي الذي شن غارات جوية على قوات الدعم السريع في أكثر من منطقة، والتي تعرضت إلى خسائر كبيرة وفق المصادر الميدانية.

واستبق الجيش عملياته بزيارات ميدانية لنائب القائد العام وعضو مجلس السيادة الانتقالي شمس الدين كباشي إلى محلية المناقل يوم الإثنين 6 كانون الثاني/يناير 2025. وكانت المؤشرات تؤكد نية القوات المسلحة شن هجوم بري وجوي ومدفعي على قوات الدعم السريع في أكثر من أربعة محاور بولاية الجزيرة.

فيما تمكنت القوات المسلحة القادمة من منطقة الفاو بولاية القضارف من السيطرة على قرى صغيرة بمحلية الخياري، الواقعة على بعد أقل من (100) كيلومتر شرق ود مدني. ولا تزال جبهة القتال، التي اشتعلت في الساعات الماضية، موعودة بالمزيد من المعارك الحربية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

يعزو مراقبون عسكريون تحرك القوات المسلحة لأكثر من أربع جبهات قتالية بولاية الجزيرة في وقت واحد إلى محاولة إنهاك قوات الدعم السريع، التي فقدت ميزة الحصول على الإمداد من أكثر من منطقة عقب خسارة منطقة جبل موية، الواقعة غرب ولاية سنار، في تشرين الأول/أكتوبر 2024. الأمر دعا قائدها، الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، إلى الخروج في خطاب اتهم فيه مصر بمساعدة الجيش السوداني عبر شن غارات جوية من مقاتلات حربية على منطقة جبل موية.

ويقول مراقبون عسكريون إن القوات المسلحة أطلقت عملية عسكرية هي الأولى من نوعها يوم الأربعاء 8 كانون الثاني/يناير 2025، منذ سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة نهاية كانون الأول/ديسمبر 2023. وأنهت في أغلب القرى والمدن مظاهر الحياة والزراعة والأسواق بسبب الانتهاكات الواسعة.