البيت الذي يتذكّر.. باكورة أعمال الطيب المُشرّف تناقش إعادة إعمار السودان بعد الحرب
7 أكتوبر 2025
صدر في مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2025 عن دار "ويلوز هاوس" للطباعة والنشر بجمهورية جنوب السودان، الكتاب الأول للمهندس والكاتب الطيب عبد الرحيم المُشرّف بعنوان: "البيت الذي يتذكّر: مقدمة عن إعمار سودان ما بعد الحرب"، في 175 صفحة من القطع المتوسط، من تصميم ناصر بخيت، وتزين الغلاف لوحة للتشكيلي خالد حامد. ويُعرض الكتاب لأول مرة في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، بجناح الدار رقم B163، المقام في جامعة الأميرة نورة بين 2 و11 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
يتناول الكتاب رؤية فكرية وإنسانية حول إعادة إعمار السودان بعد الحرب، لا بوصفها عملية هندسية أو سياسية فحسب، بل مشروعًا وطنيًا يبدأ من الوعي والذاكرة الجماعية
ويتناول الكتاب رؤية فكرية وإنسانية حول إعادة إعمار السودان بعد الحرب، لا بوصفها عملية هندسية أو سياسية فحسب، بل مشروعًا وطنيًا يبدأ من الوعي والذاكرة الجماعية. ويصف المؤلف عمله بأنه "نداء في زمن الخراب"، موجّه إلى من يؤمنون بأن إعادة البناء "لا تبدأ من الأسمنت، بل من الفكرة، من الحنين، من الحبّ الغامض الذي يدفع الإنسان إلى ترميم ما كسر"، مؤكدًا أن الغاية هي بناء وطن من وعيّ لا من حجر.
ويعمل الطيب المُشرّف مهندسًا في المملكة العربية السعودية، وهو مؤسس وصاحب موقع مجلة "البعيد" الإلكترونية الثقافية. ويُعدّ الكتاب، تأملًا فلسفيًا وشاعريًا في علاقة الإنسان بالمكان والذاكرة والبناء، حيث يحاول المؤلف من خلاله الإجابة عن سؤال محوري: كيف يمكن لوطن تهدّم أن يُبنى من جديد؟

حمل موقع "الترا سودان" تساؤلاته إلى الكاتب والمهندس الطيب عبد الرحيم المُشرّف ليتناول فحوى باكورة مؤلفاته، الصادر في زمن الخراب والفوضى، حيث يسعى المؤلف من خلاله إلى طرح رؤية متكاملة لمسؤوليات الإعمار وإعادة البناء بعد الدمار. وجاءت هذه المقابلة قصيرة وحوارية، لكنها غنية بالمفاهيم والأفكار، إذ تناولت دور المجتمع والمهندس في إعادة صياغة الهوية العمرانية والثقافية للسودان بعد الحرب.
- ما الفكرة الأساسية التي دفعتك لكتابة “البيت الذي يتذكّر”؟
- الفكرة وُلدت من الإحساس بأن إعادة الإعمار ليست مشروعًا هندسيًا فحسب، بل هي فعلٌ إنساني ووجداني عميق. بعد الحرب، أدركتُ أن ما تهدّم لم يكن الحجر وحده، بل المعنى ذاته معنى المكان، والذاكرة، والهوية. أردتُ أن أكتب عن الإعمار بوصفه ترميمًا للروح قبل الجدران، وعن الوطن كبيت يتذكّر أبناءه، ويتنفّس بهم، ويحمل قصصهم في كل زاوية.
- تقول إن الكتاب “ليس عن العمارة ولا السياسة ولا التنمية”، فكيف تَعرّف طبيعة هذا الكتاب للقارئ الذي يلتقي به للمرة الأولى؟
- هذا الكتاب ليس كتيب إرشادات، ولا هو خطبة سياسية، ولا حتى دراسة اقتصادية. إنها أقرب ما تكون إلى مذكرات قلب سوداني، كُتبت بروائح الطين القديم، وصوت الضوء الذي يخترق النوافذ المكسورة، وحفيف الحنين لبيوت تهدمت.
الطيب المشرف لـ"الترا سودان": الوطن يمكن أن يُبنى مرّتين مرة بالحجر، ومرة بالوعي
الكتاب هو محاولة لفهم كيف يمكن للمكان أن يُحدّثنا عن أنفسنا، وكيف تحتفظ الجدران بوشوشات الأجداد وأحلام الأبناء. باختصار، هو دعوة لنتأمل الإعمار ليس كبناء إسمنتي، بل كفعل روحي يستعيد المعنى، ويوقظ الذاكرة، ويغرس الأمل في كل حجر يُعاد وضعه. إنه ليس عن ما نراه بالعين، بل عن ما نستشعره بالروح حين ننظر إلى ركامٍ أو إلى بناءٍ جديد.
- بصفتك مهندسًا وكاتبًا، كيف ساهمت خبرتك في صياغة رؤيتك الفكرية حول إعادة الإعمار بمعناه الرمزي والإنساني؟
- الهندسة منحتني لغة النظام والدقة، والتخطيط للغد، بينما الكتابة منحتني لغة الروح والذاكرة، والتعمق في الماضي والحاضر. بينهما وجدت المعنى الحقيقي للإعمار: أن نعيد بناء ما تهدّم في الإنسان قبل أن نرفع الجدران. من خبرتي في المشاريع الكبرى، تعلّمت أن كل طوبة تحمل قصة، وكل نافذة رسالة، وأن المدن التي تُبنى بلا روح تُهدم حتى لو صمدت ماديًا. لذلك، جاءت رؤيتي في الكتاب لتقول إن المهندس شاعرٌ آخر، يرسم القصيدة بالخرائط، ويخطط للمستقبل بذكريات الأمس.
- ما الرسالة التي تودّ أن تصل إلى القارئ السوداني من خلال هذا الكتاب، خصوصًا في ظل الحرب الراهنة؟
- رسالتي بسيطة وعميقة في آن: أن الوطن يمكن أن يُبنى مرّتين مرة بالحجر، ومرة بالوعي. أننا لسنا مجرد ضحايا للخراب، بل نحن ورثة الأمل، وقادرون على إعادة تشكيل واقعنا. وأؤمن أن السودان، برغم جراحه العميقة، ما زال قادرًا على النهوض من الطين كما يفعل النيل كل عام. الكتاب دعوة لأن نعيد بناء ما تهدّم بالحب، بالمعرفة، وبالإيمان بأن لكل قرية، ولكل بيت، ولكل إنسان، مكانًا في الخريطة القادمة، وأن جهودنا الفردية والجماعية هي سبيلنا للتعافي.
- هل ثمة مشاريع أخرى تعمل عليها؟
- نعم، هناك مشاريع فكرية وبصرية مكمّلة لهذا الكتاب. أعمل حاليًا على كتاب بصري مصوّر يوثّق جماليات العمارة السودانية في الشتات، وكيف حافظت على روحها وتفاصيلها رغم الغياب. كما أعمل على سلسلة من المقالات وورش العمل التي تتناول مفهوم “العمارة كأداة للعدالة الاجتماعية”، لأجل جيلٍ من المهندسين والمفكرين الذين يؤمنون بأن البناء لا يُقاس بالارتفاع فقط، بل بقدر ما يُعيد الحياة والكرامة للناس ويصنع مجتمعات متوازنة، فالبناء الحقيقي يبدأ من الإنسان، لا من الأساسات فقط.
الكلمات المفتاحية

خرائط نورالدين فرح.. هل ثمة متسع لمصرا في أوراق هويتي؟
تتتبع "خرائط" نورالدين فرح هذه الرحلة المؤلمة المليئة بالعنف، لمراهق عاصر الصراع الصومالي-الإثيوبي على إقليم أوغادين، واستنفر نفسه ووجدانه ليستردها أرضًا صومالية محررةً من إثيوبيا. لكنه قبل ذلك -واستجابةً للدعاية القومية وقتها- احتاج أن يحرر نفسه هو أولًا من نفسه التي ترعرعت منذ سنينها الأولى مع مصرا

"رحلة الشفاء والصيف".. عرض مسرحي سوداني يبحث عن السلام في أرض اللجوء
في أجواء مشحونة بظلال الحرب والحنين للوطن، احتضن مسرح لابونيتا بالعاصمة الأوغندية كمبالا، مساء الثلاثاء 23 أيلول/سبتمبر 2025، عرض المسرحية السودانية "رحلة الشفاء والصيف”، وهي تجربة فنية جديدة تسعى إلى مساءلة الحرب، واستكشاف إمكانية بناء السلام من خلال الفن والمسرح.

فن المنفى.. كيف يحوّل الفنانون السودانيون اللجوء إلى مساحة للإبداع والمقاومة
في العاصمة الأوغندية كمبالا ومدن أخرى مثل أروَا وسيتا ومخيم كرياندنغو للاجئين السودانيين شمال العاصمة، تتشكل تدريجيًا حركة فنية سودانية مهاجرة

التعليم العالي تعيد خدمات التقديم والتوثيق إلى مقرها الرئيس بالخرطوم
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، عودة جميع خدمات التقديم الإلكتروني وتوثيق الشهادات إلى المقر الرئيس للإدارة العامة للقبول بشارع الجمهورية في الخرطوم

الجيش السوداني يدعو دول الإقليم إلى منع تدفّق الأسلحة للدعم السريع
دعا الجيش السوداني دول الإقليم إلى تحمّل مسؤولياتها ومنع تدفّق الأسلحة إلى الميليشيات والمجموعات غير الشرعية، محذّرًا من أن هذا الاتجاه يشكّل خطرًا على دول المنطقة.

سلوى بنية: الدعم السريع لم تلتزم بقرار رفع الحصار عن المدن
أكدت مفوضية العون الإنساني في السودان، اليوم الأحد 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بقرار رفع الحصار عن المدن.

المبعوث الأفريقي للإبادة الجماعية يصل البلاد لإجراء مباحثات رسمية
يبدأ مبعوث الاتحاد الأفريقي لمنع الإبادة الجماعية، السيد أداما دينق، زيارة رسمية للبلاد تستمر أربعة أيام، يلتقي خلالها عددًا من المسؤولين في وزارات الخارجية والعدل والشؤون الدينية، إلى جانب النائب العام.

