13-يونيو-2021

(800) الف شخص في أمس الحاجة إلى الإغاثة بعد سنوات من العزلة (UN)

أعلنت وكالات الأمم المتحدة في السودان، أنها وصلت لأول مرة منذ سنوات طويلة إلى المجتمعات المتضررة من النزاعات في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

وذكر بيان صادر عن وكالات الأمم المتحدة بالسودان، أنها اختتمت سلسلة من البعثات الإنسانية إلى الجيوب الخمسة المعزولة في الوقت الذي تواصل فيه محادثات السلام المنعقدة مجددًا بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال في جوبا بجنوب السودان. 

نحو (800) ألف شخص يقيمون في مناطق خاضعة لسيطرة حركة الحلو 

وكانت هذه المناطق الخمسة معزولة إلى حد كبير عن الدعم على مدى العقد الماضي، وتشير نتائج البعثات إلى أن الناس في حاجة ماسة إلى تحسن الأمن الغذائي والتعليم والصحة وخدمات المياه والصرف الصحي.

اقرأ/ي أيضًا: بروفايل ثوري لكنداكات ثورة السودان

 بينما قال نائب الممثل الخاص للأمين العام والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية بالسودان كاردياتا لو ندياي، إن  هذه الاستجابة تمثل اختراقًا كبيرًا في الوصول الإنساني والاستجابة للمجتمعات المتضررة من النزاع التي لم تصلها المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة في السابق. 

وأشاد بالجهود المحلية لدعم الاحتياجات الأساسية خلال سنوات الشدة، داعيًا المجتمع الإنساني في السودان إلى زيادة إمكانية الوصول والمساعدات الضرورية لدعم هذه المجتمعات المهمشة.

 وتابع لو ندياي: "لم تتمكن الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من الوصول أو تقديم المساعدة المنقذة للحياة لدعم الناس في المواقع الخمسة منذ 2011 عندما اندلع الصراع بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال. ويوفر الحصول على امكانية الوصول الإنساني إلى هذه المجتمعات فرصة حاسمة لتحسين الحياة وإعادة بناء سبل كسب العيش".

من جهته أكد إيدي رو المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في السودان، أن المجتمعات في هذه المناطق تكافح وتعيش على القليل أو لا شيء منذ عقد من الزمان، مشيرًا إلى أن توفر امكانية الوصول للوكالات الإنسانية تمكن من زيادة مساعداتها لهذه المجتمعات الضعيفة ويعتبر أمرًا بالغ الأهمية. 

وزاد: "مع تحسن الأمن الغذائي والفرص الأخرى ستتمكن الأسر من إعادة الاندماج مع بقية السودان والبدء في التعافي وإعادة البناء".

وقدم برنامج الأغذية العالمي (100) طن متري من البسكويت المغذي إلى (25) ألف تلميذ في (83) مدرسة في البعثات الخمس، وهذه هي المساعدة الأولى التي تلقاها الناس في هذه المناطق المعزولة من الأمم المتحدة في العقد الماضي بسبب الصراع وقيود الوصول. 

وقال البيان إن نقص الغذاء وسط الطلاب يمثل أحد التحديات الرئيسية في الحفاظ على الالتحاق بالمدارس في هذه المناطق المعزولة، ويعتبر تقديم الوجبات المدرسية من بين الأولويات الأساسية لاستجابة برنامج الأغذية العالمي مع استمرار إتاحة إمكانية الوصول.

من ناحيته قال ممثل اليونيسف في السودان عبدالله الفاضل، إن وصول هذه البعثات يعد تطورًا كبيرًا؛ إلا أننا بحاجة إلى ضمان أن تتم الموافقة دائمًا على الوصول الإنساني إلى الأطفال والمجتمعات المحتاجة. 

وتابع: "لا ينبغي أبدًا وضع شروط على الوصول. يجب تقديم المساعدات الإنسانية في جميع الأوقات ومن جميع الأماكن لمن يحتاجون إليها. النتائج من هذه البعثة قاتمة. وهؤلاء الأطفال تُركوا بالكامل وعلينا أن نعمل الآن لضمان مستقبل لهؤلاء الأطفال".

وزاد: "يجب بذل الجهود بشكل جماعي لضمان إمكانية الوصول واستدامة وتوسيع نطاق المساعدات".

 ورأى البيان أن توسيع امكانية الوصول الإنساني إلى الجيوب التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، أمر بالغ الأهمية لتقديم المساعدة العاجلة لما يقدر بـ(800) الف شخص في هذه المناطق و الذين هم في أمس الحاجة إلى الإغاثة بعد سنوات من العزلة. 

اقرأ/ي أيضًا: تجمع المهنيين: جهات تُرسل عناصر إلى الأحياء لإثارة الانفلاتات الأمنية

من جهته أشار مصدر من المفاوضات بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال جناح الحلو في تصريح لـ"الترا سودان"، أن الملف الإنساني ناقش كيفية تقديم الإغاثة للمتضررين من الحرب في مناطق تقع تحت سيطرة قوات الشعبية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

عشرة بنود تثير الخلافات بين الحكومة والشعبية

وتابع: "يلعب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك دورًا كبيرًا في تسهيل التفاوض مع الحلو والسماح لوكالات الأمم المتحدة بالدخول إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات الحركة الشعبية".

ورغم تعثر المحادثات بين الحكومة ووفد الحركة الشعبية شمال في جوبا الساعات الماضية، إلا أن الطرفين قررا الانخراط في المحادثات لكسر النقاط الخلافية وتقريب وجهات النظر سيما في مطالب الحلو المتعلقة بإلغاء "البسملة"، في التعاملات الرسمية للدولة وعطلة الأربعاء، ضمن حوالي (10) بنود خلافية بحسب المصدر.

اقرأ/ي أيضًا

قطاع النقل.. تحرير الوقود يقلب التكاليف رأسًا على عقب

اجتماع لتحديد ممثلي لجان المقاومة في المجلس التشريعي