الأمطار تؤثر على المعارك في كردفان وخبراء يرجحون تصعيدًا عسكريًا
25 سبتمبر 2025
تأثرت المعارك العسكرية في إقليم كردفان بهطول الأمطار الغزيرة التي أدت إلى توقفها. وتقتصر العمليات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع على الطائرات المسيرة.
يخوض الجيش وقوات الدعم السريع معارك متقطعة شبه يومية في شمال كردفان تنحصر في الحفاظ على المناطق، بينما تمكنت القوات المسلحة من فتح الطريق الرابط بين الأبيض ومدينة بارا هذا الأسبوع، وتوسع من دائرة الوضع الأمني بالمدينة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع من حزيران/يونيو 2023 وفقدتها في أيلول/سبتمبر 2025.
خبراء: تستغل الأطراف العسكرية انحسار المعارك في التحشيد والتجهيز لجولة جديدة بعد فصل الخريف بالتركيز على شمال كردفان
وشهد إقليم كردفان تصعيدًا عسكريًا منذ أيار/مايو حتى أيلول/سبتمبر 2025 عقب تقدم القوات المسلحة من العاصمة الخرطوم والنيل الأبيض إلى شمال كردفان، قبل أن تخسر مدن النهود والدبيبات وأم صميمة والحمادي والخوي بين حزيران/يونيو وآب/أغسطس 2025.
وإقليم كردفان الذي يعادل مساحة دول في الاتحاد الأوروبي يذخر بالموارد الطبيعية التي تشمل الصمغ العربي والنفط والفول السوداني، ودخل ضمن العمليات العسكرية منذ بداية القتال منتصف نيسان/أبريل 2023 لكن الصراع المسلح اشتد منتصف هذا العام.
ويجاور إقليم كردفان دارفور غربًا، وإذا تمكن الجيش من السيطرة الكاملة عليه قد يتوسع إلى إقليم دارفور حيث تخطط قوات الدعم السريع إلى توسيع نفوذها السياسي والجغرافي بين دارفور وكردفان، وتزايدت هذه الرغبة عقب تكوين "حكومة تأسيس" التي لا تحظى باعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي ودول الجوار.
وتقتصر عمليات التحشيد بين الجيش وقوات الدعم السريع قرب مناطق أم سيالة في شمال كردفان، ويعتزم الجيش السيطرة على حمرة الشيخ البلدة التي حولتها "قوات حميدتي" منذ اندلاع القتال قبل أكثر من عامين إلى مركز لوجستي عسكري يعتبر الأوسع من نوعه.
وقال الباحث في شؤون إقليم كردفان حسين رحيمة لـ"الترا سودان" إن اقليم كردفان تحول إلى بؤرة نشاط حربي منذ أيار/مايو 2025 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وكلا الطرفين يسعيان إلى السيطرة على مساحة واسعة في الإقليم الذي يواجه أوضاعًا معقدة في المجال الإنساني والاقتصادي والأمني.
ويرى حسين أن الجيش قادر على توسيع سيطرته في شمال كردفان وإجبار قوات الدعم السريع على التراجع إلى غرب كردفان، بالمقابل فإن طبيعة المعارك في جنوب وغرب كردفان تستغرق وقتًا طويلًا قد تمتد إلى أشهر.
وكان نائب القائد العام للجيش شمس الدين الكباشي الذي أجرى جولة ميدانية في شمال كردفان مطلع أيلول/سبتمبر 2025 شدد على ضرورة التقدم نحو غرب كردفان، والوصول إلى فك الحصار عن مدينة الفاشر في شمال كردفان.
ولا تساعد الطرق الترابية التي تتحول إلى مستنقعات مائية خلال فصل الخريف على تحرك الشاحنات العسكرية ونقل العتاد الحربي وعربات الجنود، والعام الماضي أثرت الأمطار الغزيرة التي تبدأ في السودان بين حزيران/يونيو إلى مطلع تشرين الأول/أكتوبر من كل عام على العمليات العسكرية.
وأدى توسع رقعة القتال في إقليم كردفان إلى تراجع النشاط الزراعي، سيما الصمغ العربي والفول السوداني المحصولين الأكثر إنتاجًا في الإقليم. ويقول المزارعون إنهم تركوا الزراعة ومكثوا في منازلهم تجنبًا للوضع الأمني.
هناك قرى وبلدات أصبحت شبه خالية من السكان بسبب المعارك العسكرية، ويحيط الغموض ببلدة أم صميمة التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في آب/أغسطس 2025. ويقول العاملون في المجال الإنساني إنهم يحاولون التحقق من الوضع الإنساني في البلدة والقرى المحيطة بها في شمال وغرب كردفان.
وحول الوضع الإنساني في شمال كردفان قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق في آب/أغسطس 2025 إن الوضع في شمال كردفان بات مثيرًا للقلق. وقال إن الأطراف العسكرية في السودان تبادلت السيطرة على بلدة أم صميمة ويواجه المدنيون صعوبة في الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية.
ويقول الباحث في مجال فض النزاعات في أفريقيا عادل إبراهيم لـ"الترا سودان" إن التحشيد العسكري في إقليم كردفان يتركز في الوقت الحالي في شمال كردفان، ويتوقع الطرفان خوض معارك عنيفة خلال الشهر القادم مع تراجع موسم الأمطار.
محلل: التحركات الدولية الجادة لوقف حرب السودان تفرض على الطرفين التصعيد العسكري في كردفان لكسب المزيد من المناطق
ويوضح إبراهيم أن الجيش يركز على شمال كردفان في الوقت الراهن لأن توسيع جبهات القتال غير وارد حاليًا، مع الوضع في الاعتبار أن خطوط الإمداد تتوفر عبر مناطق بعينها، مشيرًا إلى أن الطرفين يحاولان كسب المزيد من المناطق مع التحركات الدولية التي اتسمت لأول مرة بنوع من الجدية لوقف الحرب في السودان وفق عملية تبدأ بوقف إطلاق النار وبقاء كل طرف في مناطق سيطرته.
وتابع الباحث في شؤون فض النزاعات في أفريقيا عادل إبراهيم قائلًا: "وقف إطلاق النار يفرض على الجيش والدعم السريع البقاء في مناطق سيطرة كل طرف، لذلك من المتوقع أن تسعى الأطراف العسكرية خلال الشهر القادم إلى كسب المزيد من المناطق في كردفان ودارفور".
الكلمات المفتاحية

مدنيون نزحوا من بارا: نجونا من فرق إعدام متجولة بالمدينة
نقل عاملون في المجال الإنساني روايات صادمة عن المواطنين الذين نزحوا من مدينة بارا بولاية شمال كردفان عقب سيطرة الدعم السريع على المدينة في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2025.

موافقة الدعم السريع على الهدنة هل ألقت الكرة في ملعب الجيش؟
يبدو أن قوات الدعم السريع قررت إلقاء الكرة في ملعب الجيش عقب إعلانها رسميًا اليوم الخميس الموافقة على الهدنة الإنسانية، ووقف العدائيات وفق المقترحات المطروحة من دول الرباعية.

آليات حربية تعكس مؤشرات التحشيد العسكري في إقليم كردفان
تواصل الآليات العسكرية في التقدم والتحشيد في مناطق كردفان وسط تحذيرات من مراقبين بتحول الإقليم إلى منطقة ملتهبة عسكريًا، بينما يسعى الجيش إلى التقدم غربًا تحاول قوات الدعم السريع حماية مكاسبها الميدانية بنقل القتال إلى مناطق سيطرة القوات المسلحة.

هل تحطم مقترح الهدنة الإنسانية على جدار مجلس الأمن السوداني؟
"قررنا مواصلة القتال والتعبئة الحربية"، بهذه العبارات لخص وزير الدفاع السوداني اللواء ركن حسن داؤود كيان قرار اجتماع مجلس الأمن والدفاع المشترك "أعلى هيئة عسكرية حكومية" في البلاد حول المقترح الأميركي بوقف إطلاق النار قصير للأغراض الإنسانية.

الأرصاد الجوية: أجواء حارة نسبيًا وأمطار خفيفة إلى متوسطة على ساحل البحر الأحمر
أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية اليوم الأحد نشرتها اليومية الخاصة بتوقعات الطقس للأيام الثلاثة المقبلة من الأحد 9 إلى الثلاثاء 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025م، متوقعة استمرار الأجواء الحارة نسبياً في عدد من الولايات مع هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على ساحل البحر الأحمر ونشاط للرياح الشمالية المثيرة للغبار.

نزوح الفاشر إلى الدبة.. حين تضغط الجغرافيا وتنكسر السياسة
الآثار الكارثية لما وقع في الفاشر لن تمحي قريبًا. الآلاف قتلوا وشردوا وانتهكت أعراضهم في واحدة من أسوأ مشاهد الحرب الدائرة في السودان، بل هي مأساة مكتملة،

النقارة السودانية.. طبول تروي حكايات الفرح والحزن
تُعد النقارة السودانية نبضًا حيًا للثقافة الموسيقية في البلاد، فهي تحمل في دقاتها إرثًا فنيًا زاخرًا بالإبداع، وبين طياتها رسائل مختلفة، تعبر أحيانًا عن الفرح وأحيانًا عن الفزع والحزن، عبر إيقاعات متنوعة ومتفردة. تُلهب هذه النقارة الروح وتحتفي بالهوية والذاكرة الشعبية، وتستخدم بشكل خاص لدى قبائل كردفان.

الطيران الحربي للجيش السوداني يشن غارات على مطار نيالا
شنَّ الجيش السوداني، السبت 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، غاراتٍ جوية على مواقع قوات الدعم السريع داخل مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور.
