الأفق الرمزي والدلالي لاستعادة القصر الجمهوري
23 مارس 2025
تحت وسم الطريق إلى القصر، خاض الجيش سلسلة معارك عنيفة منذ عملية العبور إلى المقرن في السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر المنصرم، قبل أن يحقق أهم التحامات جيوشه بين الإشارة والقيادة، وبين المدرعات والقيادة في وسط الخرطوم، إذ لم تنهزم قوات الدعم السريع المرابطة في القصر بسهولة وسرعة كما فعلت منذ استهدافها في جبل موية والدندر والسوكي ومصنع سنار وفي مدني حتى شرق النيل، مع عمليات تحييد جسري سوبا والمنشية، وعلى محاور أخرى في شمال كردفان وجنوب وشمال النيل الأبيض، وعلى تخوم النيل الأزرق. فيما أطلق عليه محللون عسكريون انهيار قلعة الرمل.
بدت الأنظار مصوبة بتركيز بالغ نحو القصر، رغم الإشارات والتنبيهات التي ترد كل حين حول طبيعة قوات الدعم السريع وتكوين عناصرها وتمركزها في مواقع حصينة داخل أبنية القصر وأنفاقه ودهاليزه. ومع تضييق الخناق الذي فرضه الجيش مؤخرًا خرجت قوة وازنة من الدعم السريع لفك الحصار وفتح مسارات الإمداد والاستعواض، ولكنها باءت بخسران مبين، حين سقطت في كمائن الجيش وكتائبه التي أُعدت بدقة، وكان من نتائج الاستهداف مقتل القائد العسكري بقوات الدعم السريع محمد أحمد جالي في عملية نوعية، لتتدفق بعدها الجيوش والكتائب صوب القصر الجمهوري، وتملأ ساحاته وباحاته وتستعيد حضوره الذي غاب منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل على ما أصابه من تخريب وتدمير في أبنيته ومكاتبه ومقتنياته وآثاره وسجل ذاكرته ومتحفه.
ظلت رمزية القصر الجمهوري شاخصة في مسار الأحداث على مدار التاريخ، وهي رمزية خُطت بمداد من دم أحمر منذ أن نُحر فيه غردون باشا في السادس والعشرين من يناير 1885
الرمزية التاريخية
ظلت رمزية القصر الجمهوري شاخصة في مسار الأحداث على مدار التاريخ، وهي رمزية خُطت بمداد من دم أحمر منذ أن نُحر فيه غردون باشا في السادس والعشرين من يناير 1885، وأسدل الستار على مشروع دولته الذي عاد بعد أقل من عقد ونصف ضمن سردية يسميها جمال الشريف عملية عزل السودان عن مصر، وإفراغها من حمولتها الجيوسياسية عن ترصد وعمد.
ويرى دكتور كمال أحمد يوسف، المختص بالتاريخ السياسي السوداني أن للقصر الجمهوري مكانته التي تتجاوز مكانه، ووقعه الرمزي الذي يتجاوز تموقعه في مسرح عمليات العاصمة. بحسبان أنه ظل مكانًا للسلطة في السودان منذ العهد التركي، إذ يكفي النظر في محتويات متحفه لندرك مدى العراقة التي يقف القصر شاهداً عليها، فعلى صعيد الآثار الحربية ستجد مدافع تعود إلى التركية السابقة والحقبة المهدية والاستعمار البريطاني، فضلاً عن السيارات والعملات والمخطوطات النادرة والسيوف والأوسمة والهدايا والأثاث العتيق.
وقد مر اسمه ورسمه كما يقول كمال بمراحل مختلفة منها؛ سراي الحكمدار (1821-1885) قصر الحاكم العام (1899-1956)، القصر الجمهوري منذ استقلال السودان، وأطلق بيت الضيافة على المباني الملحقة به في الحقبة المايوية، والتي شهدت أكبر مجزرة في أعقاب فشل انقلاب هاشم العطا 1971، وشُيّد في م مباني القصر الجديد، فيما بات يشار إلى مباني القصر التاريخي بالقصر القديم.
ويشدد كمال، على أن أهمية القصر الجمهوري، لم تتراجع منذ نشأته، سوى في حقبة الثورة المهدية التي نقلت عاصمتها إلى أمدرمان، قبل أن يتخذه كتشنر مقرًا لحكمه، وتعاقب تسعة حكام آخرهم نوكس هيلم، غير أن أكثر من مكث فيه هو ونجت باشا.
ويقول كمال برغم وجود رئيس وزراء في فترة الحكم الذاتي 1953إلى يناير 1956، ورغم أن السلطة الفعلية كانت في يد رئيس الوزراء، فإن القصر الجمهوري كان حاضرًا برمزيته وتشريف مجالس السيادة فيه، وهي رمزية لم تغب كذلك في طور الانتقالات ما بعد أكتوبر وأبريل، وبالتأكيد ما بعد ديسمبر.
ويؤكد كمال يوسف أن الأزهري الذي رفع علم الاستقلال رفقة المحجوب من داخل القصر، لم يتخذه مقرًا لسلطته التنفيذية مع إبقاء ظلال رمزيته حاضرة وفعالة، بخلاف الفريق إبراهيم عبود الذي جعل من القصر مركزُا فعلياً لإدارة الدولة بعد استلامه الحكم من عبدالله خليل، وهكذا فعل النميري والبشير.
بقي القصر الجمهوري في عمق مدارات التغيير منذ سقوط عبود، حيث سارت المواكب إليه من الطلاب وشرائح الطبقة الوسطى والعمال، وكذلك خلال مظاهرات الطلاب في شعبان على عهد نميري. ويشير كمال يوسف إلى أن القصر صار أيضًا في عمق الصراعات السلطوية، إذ سجن به النميري بعد انقلاب هاشم العطا لمدة ثلاثة أيام . كما أن الخلية العسكرية للحزب الشيوعي وضعت سكرتيرها العام عبد الخالق محجوب داخل القصر الجمهوري، وأخفته عن أمن نميري بعد أن استعاد حكمه قبل أن يتم تهريبه.
وفي عهد البشير، ظل القصر مقر السلطة التنفيذية، مع أن البشير لم يسجل بيان انقلابه فيه كما فعل من سبقوه، حيث صارعنواناً للمفاصلة مع تيار الشيخ الترابي تحت لافتة صراع القصر والمنشية. ويقر كمال أن القصر منذ خروج المستعمر لم تدخله قوى بها مكون أجنبي، ولم يخضع لاحتلال عسكري كما فعلت قوات الدعم السريع. ويعتقد كمال أن تسريب حميدتي لوجوده على مشارف القصر كان مقصوداً لذاته، ليؤكد أنه قد سيطر على الخرطوم.
الظلال الاقليمية والدولية
ويرى خضر هارون سفير السودان السابق باليابان وأميركا أن رمزية الأشياء لا تغفل في الأمور العظيمة، وأن الصور تكتمل بالمباني والمعاني معًا، مستدلاً بما ورد في سورة الحج (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، مع أن الشعائر من صلاة وحج وزكاة هي أداءات ظاهرة ومحسوسة، فإنها دالة على تقوى القلوب. فالدول كما يؤكد السفير خضر، تغضب لإمتهان رموزها كرمي جواز أو وطء علم أو تمزيق عملة أو نحو ذلك.
ويشير السفير إلى أن اقتحام الجيش الجسور صباح يوم الجمعة 21 رمضان 1446هـ الموافق 21 مارس 2025، يعد إيذانا بنهاية "العدوان الغاشم" المستخدم فيه الدعم السريع والمرتزقة الأجانب والمدعوم بأموال الإمارات وخيانات دول إفريقية جارة تربطها بالسودان أقوى الصلات، برغم بقاء بعض أجزاء الوطن وبعض الجيوب في الخرطوم تنتظر استعادة السيطرة عليها.
يعتقد السفير هارون أن من شأن تحرير القصر الجمهوري أن يجعل بعض الجهات تعيد النظر في حساباتها بعد أن استعادت الدولة مؤسسات حكمها
ويعتقد السفير هارون أن من شأن تحرير القصر الجمهوري أن يجعل بعض الجهات تعيد النظر في حساباتها، بعد أن استعادت الدولة مؤسسات حكمها، وإبطال عجالة بعض الدول الداعمة لإعلان حكومة موازية، إذ تعالت الأصوات بعدم رغبة أحد في التعامل مع كيان جديد مصطنع غير قادر على الوقوف والفعل.
ومن مظاهر التوتر كما يرى خضر هارون، ما يمور به الجوار الإفريقي من نذر صراع وصدام يوشك أن يكون له ضرام، وهو ما يقنع القارة والعالم أن يكف عن السكوت المريب حيال العبث بأمن واستقرار السودان والتخلي عن الأوصاف الزائفة التي خلعها على تعريف حرب السودان، بوصفها معركة بين جنرالين . ودعا خضر العالم والجوار إلى ضرورة الترحيب بعودة الدولة السودانية بحسبانها عنصر ثبات واستقرار في المنطقة، يتعين الحرص عليها من اجل الأمن والسلم الدوليين. ويحتم ذلك محاربة المليشيات النازعة لإثارة الحروب والنزاعات، فالتجربة دلت أن الحريق سيشمل الجميع.
ويشدد السفير خضر على ضرورة التعجيل بإعلان حكومة تصريف أعمال وإعادة مقر رئاسة الدولة إلى الخرطوم، في أي من أجزاء العاصمة المثلثة، وتمتين الصلات بالدول الصديقة وإكمال رمزية استعادة مقر الرئاسة بالوجود الفعلي فيها، واسئناف الأداء من مظانه وأمكنته.
هزيمة مشروعات التجزئة:
من جهته يؤكد دكتور الفاتح الحسن، خبير النزاعات والمختص في الميليشيات، والذي عمل ردحاً من الزمن في القصر الجمهوري، أن قيمة القصر تستند بالأساس على رمزيته التاريخية بوصفه مقر رئاسة السودان عبر الحقب المختلفة قبل الاستقلال وبعده، إذ يضم في داخله المؤسسات السيادية والتنفيذية من أمانة عامة لمجلس السيادة ومكتب الرئيس ونوابه وأعضاء المجلس والإدارات المتعلقة بالسياسة والإعلام والبروتكول .
ويعتقد الفاتح أن خسارة القصر بالنسبة للدعم السريع، يعيد الأمور إلى نصابها وينهي فصلاً من معابثة "الميليشيات" وطموحاتها المجنونة، كما يفقدها منطقة إستراتيجية حاكمة تنتظم حولها وزارات سيادية وسياسية مهمة مثل وزارة المالية والداخلية والعدل وديوان الحكم الاتحادي مما ينقل المشهد إلى مرحلة استعادة مطار الخرطوم والتصنيع الحربي وجبل أولياء .
ويشدد الحسن على أن للمعركة المنجلية صباح الأمس دلالات رمزية وفعلية كبيرة بحسبان أن الحرب تحركها الرهانات السياسية والرمزية، كما تفعل مقتضيات الاستراتيجية العسكرية ومفاعيل الميدان، وأن عودة القصر يهزم مشروعات التجزئة والتفكيك والذهاب في مخططات الحكومة الموازية، ومن شأنها أن تفسح المجال إلى الوثبة الثانية بالانتقال إلى تحرير كردفان ودارفور.
الرمزي والميداني
ويرى عبد الحليم عباس الكاتب والمحلل السياسي، أن تحرير القصر من ناحية عسكرية ليس بتلك الأهمية، مبدياً استغرابه من تمسك الدعم السريع به بعد استعادة الجيش للسيطرة، إذ من المستحيل أن تصمد أي قوة في منطقة الخرطوم وسط بعد عبور الجيش من أمدرمان وفك الحصار عن القيادة وانفتاح سلاح المدرعات شمالاً . غير أن التباس ماهو رمزي بما هو عسكري محض أوقع الدعم السريع في شراك الجيش . ومع أن حميدتي خرج في تسجيل مصور تحدى فيه وأعلن بقاءهم في القصر والمقرن ومنح المعركة طابع التحدي والمعاندة، إلا أن الوقائع كانت تكذبه بحسبان أن المعركة محسومة سلفاً لصالح الجيش، فالاستيلاء على وسط الخرطوم بحسب حليم عباس أسهل من منطقة جبل موية والمصفاة والجزيرة .
النهاية السياسية للحرب
ويرى عمرو صالح ياسين الأكاديمي والفاعل المدني أن تحرير القصر الجمهوري، أعلن النهاية السياسية لحرب أبريل واستعادة أفق ربيع الدولة السودانية، بعد أن قاومت أجهزة الدولة وشعبها وقطاعها الخاص أدوات المخطط الإخضاعية، وقام الشعب في عمومه عبر وعيه الحديث بالدولة باعتبارها مصلحة مادية مباشرة واحدة من أكبر عمليات تزييف الوعي المنطلقة من شعار لا للحرب، والمستندة لسردية حرب الجنرالين وفتنة الإسلاميين بين الجيش والدعم السريع، ولم تستطع أن تخفي رهان الحرب الحقيقي بوصفه ضد الدولة بالأساس بغرض استتباعها وابتلاعها لمقررات أمن قومي لمحور إقليمي بعينه، وبوصفه أيضاً ضد الشعب لإرهابه وتهجيره وإفقاره.
ويقرأ صالح ياسين حدث تحرير القصر بوصفه ملحمة تاريخية، تستدعي شكر الجيش ومنظوماته وتشكيالاته وفصائله والمستنفرين من القبائل العربية في دارفور، لتجاوزهم صغريات المعاني الإثنية التقليدية لصالح كبريات المعاني الحديثة المشدودة للأمة والدولة، ليعلنوا أن الجيش عصي على الانشقاق وفق خطوط التقسيم الطائفية والأيديولوجية والإثنية والمناطقية. وذلك في العمق ما حمى الدولة وميز جيشها بمعيار الحداثة عن جيوش المنطقة الأخرى، التي لم تستطع مقاومة مخططات التذويب كما حدث في ليبيا وسوريا واليمن.
يرى محمد الواثق أبو زيد، أمين العلاقات الخارجية بحركة المستقبل، أن البعد السياسي لمعركة القصر يفهم من خلال رمزيته ودلالته وحضوره في التاريخ القديم والحديث
القصر ودولة 56
ويرى محمد الواثق أبو زيد، أمين العلاقات الخارجية بحركة المستقبل، أن البعد السياسي لمعركة القصر يفهم من خلال رمزيته ودلالته وحضوره في التاريخ القديم والحديث، مؤكداً أن آخر عمل لغردون قبل مقتله في السادس والعشرين من يناير 1885، كان وضع اللمسات الأخيرة لخريطة السودان الحالية التي اقتطع منها جنوب السودان ليستقل بدولته.
وهذا يشير إلى عمق الارتباط بين القصر باعتباره مقر السلطة وبين حدود الدولة المرتسمة بخطوط ورهانات كولينيالية المنشأ، وكأن قدر السودان أن يحكم من ذات المكان القريب من مقرن النيلين. ويعتقد الواثق أن للقصر ارتباط رمزي كثيف بمشروع دولة السودان الموحد، وخارطته التي قامت عليها دولة 56 المفترى عليها، وأن سيادة القصر مرتبطة بقلب العاصمة والانفتاح على الأقاليم الأخرى .
لن نعود كما بدأنا
وفي المقابل يرى صديق محمد عثمان القيادي بالمؤتمر الشعبي، أن عودة القصر الجمهوري لا تعني بالضرورة عودة النفوذ إلى الكتلة الحاكمة، فيما مضى لهروبها من الأسئلة التي استحالت إلى صراع في المفاصلة ثم إلى قتال بالسلاح، ويعتقد صديق أن الحرب قامت بسبب واقع معقد تمثل في وجود خمس كتل رئيسة؛ كتلة حاكمة اجتهدت في تحقيق مطلوبات القبول الخارجي على حساب مبدائها وقضايا أمتها وسيادة وطنها، وكتلة ثانية هي مجموعات القبائل العربية بغرب السودان التي استعانت بها الإنقاذ في سبيل إزاحة كتلة أكبر منها عددًا وميراثًا سلطانيًا، وهي كتلة القبائل الإفريقية في دارفور. والتي عادت متحالفة مع المؤسسة العسكرية رغم أن ما بينها ما صنع الحداد، الكتلة الرابعة هي الكيانات العلمانية التي امتطت ظهر قوات الدعم السريع رغم جهلها الفاضح بمرجعيات هذه القوات الاجتماعية وتعقيدات كياناتها الإثنية. الكتلة الخامسة مرتبطة بمصالح المجتمع الحديث وصلاته بدواوين الحكومة، وهؤلاء يمثلون الدولة العميقة والتي كانت أضعف بحسب صديق من مواجهة الحركة الإسلامية عند استيلائها على السلطة، فاختاروا الاندماج في برامجها بحسبانها حركة إصلاحية ذات منهج سلس، وليست مثل الحزب الشيوعي، ستقوم بتأميم القطاع الخاص والتضييق على مصالحهم المرتبطة بأعمال السلطة.
يرى صديق عثمان أن الكتل والكيانات المتصارعة ليس بينها رابط، ما عدا كتلة الإسلاميين والمجتمع الحديث المسيطرة على مفاصل الدولة دون أن يكون لها مشروع سياسي يذكر
ويرى صديق عثمان أن الكتل والكيانات المتصارعة ليس بينها رابط، ما عدا كتلة الإسلاميين والمجتمع الحديث المسيطرة على مفاصل الدولة دون أن يكون لها مشروع سياسي يذكر. ويقول صديق أن جماعات الحرية والتغيير ظنت أنها الوريث الشرعي للإنقاذ، فطفقت تزيح المجتمع الحديث المرتبط بمصالح الدولة الذي تحالف مع الإنقاذ، وسعت لاستجلاب مجتمعها الحديث وعملت على تفكيك مؤسسات الدولة ببرنامج يهدف إلى إعادة هندسة القطاع الحديث، وهي ذات الفكرة التي أخذتها قوات الدعم السريع في حربها حين حاولت إزاحة كل الحاضنة الاجتماعية المركزية واستبدالها بحاضنة جديدة. ويبدي صديق استغرابه من أن جماعة "قحت" التي وقفت مع الدعم السريع رغم أن رهانها يتناقض بالكلية مع هدفهم ومشروعهم .
ويلتقط صديق محمد عثمان المفارقة التي وقعت فيها جماعات الحرية والتغيير، والتي افترضت مثل الإنقاذ أنها غير معنية بقضايا الحركات المسلحة، وأنهم يمكن لن يخمدوها ببندقية حميدتي، ولم ينتبهوا إلى أنهم ليسوا الوريث الشرعي للإنقاذ، وإنما الوريث هو حميدتي بحكم التطور الطبيعي، فالسلطة المحروسة ببندقية "مأجورة" بحسب تعبير صديق لا تؤول إلى الكيانات المتصارعة داخل حاضنتها وانما تؤول إلى البندقية التي تحرسها، لأن صراعات كياناتها تضعف كتلتها وحاضنتها، بينما تذهب مواردها ونفوذها إلى البندقية.
مختتم
على أهمية منجز استعادة القصر كما أوضح ياسر عرمان ذات مقالة إسفيرية، إلا أن الحدث الرمزي والدلالي لا يغني عن استئناف العمليات العسكرية في وسط الخرطوم، واستكمال استعادة النطاق المركزي الحيوي الذي يضم مؤسسات الدولة ومقار الشركات والبنوك والمصارف والوزارات، وتأمين غلاف العاصمة وتفعيل آليات الردع بطرائق بشرية وتقنية محكمة، والحصول على أحدث المضادات والوصول إلى أعلى نسبة أمان ممكنة. فالمكاسب العسكرية تؤمن بالتدابيرالأمنية والقيم السياسية التي تتجاوز الشعار والأشعار إلى مفاعيل الواقع. ومما ينقل عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أنه ذكر لأحد عماله بالولايات حين رآه يجهد في بناء أسوار حول مدينته قائلاً حصنها بالعدل.
الكلمات المفتاحية

رئيس الوزراء السوداني يقترب من إنهاء أزمة "المالية" و"المعادن"
يقترب رئيس الوزراء كامل إدريس من الوصول إلى "تفاهمات" مع قادة الحركات المسلحة، وأبرزهم جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي، حول أزمة وزارتي "المالية" و"المعادن" وفق مصدر قال إن هناك إمكانية لاستمرار ممثليهم في الحقائب الوزارية خلال التشكيل الوزاري المرتقب.

المثلث الحدودي... فصل جديد في حرب السودان
دخل الصراع المشتعل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فصلًا جديدًا، بعد تدخل مباشر واتهامات صريحة للجنرال الليبي خليفة حفتر بمساعدة قوات الدعم السريع في السيطرة على المثلث الحدودي، عند أقصى شمال غرب السودان.

حرب السودان… انتقال الشرارة من دول الجوار
في تطورات ميدانية متسارعة سيطرت قوات الدعم السريع على منطقة المثلث، الواقعة أقصى الحدود مع دولة ليبيا، وتتبع إداريًا إلى الولاية الشمالية، وسط اتهامات للقائد العسكري الليبي خليفة حفتر بدعم هذه العملية وإرسال تعزيزات عسكرية لقوات حميدتي.

ما هي مبررات حظر مواطني السودان من دخول الولايات المتحدة؟
مرة أخرى، يعود السودان إلى قائمة حظر المواطنين من دخول الولايات المتحدة الأميركية، من ضمن 12 دولة تشمل: أفغانستان، وميانمار، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، واليمن، وفق أوامر تنفيذية صدرت من البيت الأبيض.

تقدّم في حملة تطعيم الكوليرا بالخرطوم وسط دعوات لزيادة الإقبال
بلغت نسبة التغطية التراكمية لحملة التطعيم ضد مرض الكوليرا في خمس محليات بولاية الخرطوم 29% خلال الأيام الثلاثة الأولى من انطلاق الحملة، بحسب ما أعلنت الغرفة الاتحادية لحملة التطعيم، وهي النسبة المستهدفة للفترة نفسها. وتستمر الحملة، التي تستهدف 12 وحدة إدارية، حتى الخميس المقبل الموافق 19 حزيران/يونيو الجاري.

الدعم السريع: أسقطنا طائرة مسيرة بعيدة المدى في نيالا
قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة مسيرة "طويلة المدى وعالية الحمولة" حلقت في سماء نيالا بولاية جنوب دارفور، مساء الجمعة، 13 حزيران/يونيو 2025.

شجرة الحوصلة
وصلنا إلى البيت المنشود بعد حلول الظلام بقليل. أبهرتني فخامة البنيان، فلم أكن أتوقع في كل الأحوال أن الرجل الذي يقصده صديقي عمر للاستعانة بقدراته يسكن في قصر بهذا البهاء.

أمر طوارئ بتعديل ساعات حظر التجوال في الولاية الشمالية
أصدر والي الشمالية الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم، أمر طوارئ، بتعديل ساعات حظر التجوال للأشخاص والمركبات في الولاية، لتبدأ من الساعة العاشرة مساء حتى الساعة الخامسة صباحًا.