اشتباكات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور

اندلعت صباح الخميس 1 أيار/مايو 2025 اشتباكات عنيفة في المحور الجنوبي والغربي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تخللتها عمليات قصف مدفعي مكثف وتحليق للطيران المسيّر في أجواء المدينة، ضمن موجة تصعيد مستمرة منذ قرابة عام.

تواصل قوات الدعم السريع محاولاتها للسيطرة على مدينة الفاشر الاستراتيجية

وتواصل قوات الدعم السريع محاولاتها للسيطرة على المدينة الاستراتيجية، التي تُعد آخر حواضر إقليم دارفور الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية. ويتولى الدفاع عن المدينة الجيش السوداني إلى جانب "القوة المشتركة" من حركات الكفاح المسلح، بالإضافة إلى مجموعات من المدنيين المستنفرين.

وأعلنت القوات المسلحة، في بيان عبر منصاتها الرسمية، أنها نفذت يوم الأربعاء 30 نيسان/أبريل، عمليات تمشيط ناجحة أسفرت عن تدمير خمس مركبات قتالية، والاستيلاء على ثلاث عربات، وتحييد عدد من عناصر الدعم السريع. كما أكدت تدمير ثلاث مدافع هاون من عيار 120 ملم، وقتل أطقمها.

واتهم الجيش قوات الدعم السريع بقصف الأحياء السكنية داخل المدينة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة.

وفي السياق، أصدرت لجان مقاومة الفاشر رسالة تضامن مع مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، التي تشهد بدورها اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع. وجاء في البيان الذي اطلع عليه "الترا سودان": "تجددت الاشتباكات من الفاشر إلى النهود، صامدون من قلب الجحيم"، وأضافت: "هذه الحرب التي تحاول محو المدن والناس والذاكرة، لن تهزم الوجدان"، حد قولها.

الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع على الفاشر ومحيطها خلّفت مئات القتلى، إلى جانب موجات نزوح واسعة نحو مناطق في شمال ووسط دارفور. وتواجه هذه التطورات انتقادات دولية متزايدة، وسط دعوات أممية عاجلة لفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، عن انزعاجه إزاء ما وصفه بـ"الوضع الكارثي المتفاقم في ولاية شمال دارفور".