استعادة القصر الرئاسي.. هل تعجل بهزيمة الدعم السريع في الخرطوم؟

فرض الجيش السوداني سيطرته الكاملة على القصر الرئاسي في الخرطوم، اليوم الجمعة 21 آذار / مارس 2025، بعد استمرار القتال مع الدعم السريع لنحو عامين.

وقال الناطق الرسمي للجيش السوداني العميد نبيل عبدالله في تصريح مقتضب لـ"الترا سودان": "تحرير القصر الجمهوري يفضح مدى تمادي وخوض قائد الدعم السريع حميدتي في الكذب وإيهام الناس".

وأعلن الجيش اليوم الجمعة، تحرير القصر الرئاسي من قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وقال الجيش في بيان، "في ملحمة بطولية خالدة، توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم، حيث تمكنت من سحق شراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية، بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري والوزارات".

قال الناطق الرسمي للجيش السوداني العميد نبيل عبدالله في تصريح مقتضب لـ"الترا سودان": "تحرير القصر الجمهوري يفضح مدى تمادي وخوض قائد الدعم السريع حميدتي في الكذب وإيهام الناس"

وأكد أنه تم تدمير "أفراد ومعدات العدو تدميرًا كاملًا، والاستيلاء على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة".

وقالت "مصادر عسكرية" لـ"الترا سودان"، إن الدعم السريع استهدفت القصر الرئاسي بمسيرة انتحارية نتج عنها مقتل ثلاثة ضباط في الإعلام العسكري، منهم النقيب عماد، والمقدم حسن مسؤول الإعلام العسكري، ومنسق التغطيات لأجهزة الإعلام الدولية، بالإضافة إلى مقتل 6 من أفراد تلفزيون السودان الذين وصلوا القصر لتغطية الحدث".

وذكرت المصادر لـ"الترا سودان"، أن الجيش أجري عمليات تفتيش في المناطق المحيطة بالقصر، بحثًا عن عناصر من قوات الدعم السريع المنسحبة من محيط القصر.

وشهد محيط القصر الرئاسي عملية تطويق كاملة من جانب قوات الجيش، التي حيدت عددًا من البنايات كانت تحتمي بها قوات الدعم السريع، وتدافع بها عن القصر، آخرها العمارة الكويتية المطلة على شارع النيل، والتي كانت تعيق تقدم القوات لوجود عدد من القناصة بها، إلى جانب مبنى وزارة الخارجية وجسر المك نمر الذي يربط بين الخرطوم والخرطوم بحري، والذي يبعد عن القصر الجمهوري حوالي 600 متر.

وأعلن الجيش السوداني، الإثنين 17 آذار/ مارس 2025، التحام قوات سلاح المدرعات مع القيادة العامة للجيش، وهو ما يعني رسميًا إنهاء وجود الدعم السريع في الجزء الغربي من القيادة العامة.

كما يشهد محيط القصر حرب شوارع وعملية تطويق كاملة من جانب قوات الجيش، التي حيدت عددًا من البنايات التي كانت تحتمي بها قوات الدعم السريع، وتدافع بها عن القصر الجمهوري.

وقال مصدر عسكري ميداني لـ"الترا سودان"، تحرير القصر يعد انتصار كبير للقوات المسلحة، بعد أن كانت تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.

وأشار إلى أن هزيمة الدعم السريع في القصر ووسط الخرطوم، تعني نهاية وجود قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم بعد تدمير قوتها الصلبة في معارك تحرير القصر".

وأكد المصدر العسكري، أن القوات التي تقاتل في وسط الخرطوم ستتجه جميعها إلى العاصمة للتمكن من السيطرة على المنطقة بالكامل وبسط الأمن من أجل المواطنين.

رغم تصريحات حميدتي وتوعده للجيش بالهزيمة في وسط الخرطوم والقصر الرئاسي، إلا أن الجيش ومجموعات متحالفة معه تمكنوا خلال الأيام الماضية من تحقيق انتصارات ميدانية مهمة

وفي 16 آذار/ مارس الجاري، توعد قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" في تسجيل مصور جديد، بالاستمرار في القتال ضد الجيش السوداني على الرغم من الانتكاسات التي منيت بها قواته في الأسابيع الماضية بمناطق عدة، بينها الخرطوم وولاية الجزيرة. وقال حميدتي إن "قواته لن تخرج من القصر الجمهوري ولا من الخرطوم".

ورغم تصريحات حميدتي وتوعده للجيش بالهزيمة في وسط الخرطوم والقصر الرئاسي، إلا أن الجيش ومجموعات متحالفة معه تمكنوا خلال الأيام الماضية من تحقيق انتصارات ميدانية مهمة بعد وتقدموا نحو وسط الخرطوم، وسط تراجع قوات الدعم السريع.

وجاءت هذه التطورات الميدانية المتسارعة، بعد إعلان قائد سلاح المدرعات اللواء ركن د.نصر الدين عبدالفتاح، أن القوات المسلحة بدأت المرحلة الأخيرة من القضاء على قوات الدعم السريع.

انتهاء معركة وسط الخرطوم

ويقول الخبير العسكري اللواء أمين إسماعيل مجذوب، إن تحرير القصر الرئاسي يعني عمليًا انتهاء معركة وسط الخرطوم".وأضاف: اللواء مجذوب لـ"الترا سودان":، "لا توجد أي قوات ضاربة للدعم السريع في وسط الخرطوم، وهذا يعني تمكن القيادة العامة وسلاح المدرعات من التوجه إلى الأحياء في جنوب الخرطوم، والعمارات المنسية في الطائف والمعمورة وتطهيرها من وجود المليشيا".

وتابع: أن "المليشيا ليس أمامها سوى الانسحاب غربًا لشاطئ النيل الأبيض غرب جبل أولياء بعد انقطاع الإمدادات تمامًا داخل الخرطوم، والتي تتضمن الإمدادات اللوجستية بجانب الطاقة، مثل الطاقة الشمسية التي كانت تعمل بها في هذه المناطق"

قال إن قوات الدعم السريع لا تمتلك قيادات ميدانية واضحة، وقيادة وسيطرة مركزية، وإنما هي مجموعات منفصلة عن بعضها البعض ومحاصرة في وسط الخرطوم،

وأردف: "من الواضح أن قوات الدعم السريع لا تمتلك قيادات ميدانية واضحة، وقيادة وسيطرة مركزية، وإنما هي مجموعات منفصلة عن بعضها البعض ومحاصرة في وسط الخرطوم، وبالتالي ليس أمامها سوى الانسحاب إلى مناطق أخرى".

وقال الخبير العسكري إن ما حدث في القصر الرئاسي، باستخدام المسيرات في الهجوم عقب سيطرة الجيش السوداني على القصر يؤكد أن الدعم السريع ليس لديها قوات على الأرض، وإنما تستخدم المسيرات أو القصف الأمر، مما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين".

وأشار إلى أن انتصار القصر يتيح للقوات المسلحة تحريك القوات التي كانت تحاصر المنطقة لمناطق أخرى جنوب وغرب أم درمان صالحة وجبل أولياء، متوقعًا تحرك متبقي الفرق العسكرية لمناطق شمال كردفان وشمال دارفور لاستعادة السيطرة على تلك المناطق.

وأدت الحرب التي انطلقت شرارتها في منتصف نيسان/ أبريل 2023، إلى مقتل عشرات الآلاف وتهجير أكثر من 12 مليون شخص، وأزمة جوع ونزوح هي الأسوأ في العالم، إذ وصل عدد النازحين في ولاية شمال دارفور وحدها إلى نحو 1,7 مليون شخص. بينما واجه نحو مليوني سوداني، انعدامًا حادًا للأمن الغذائي، وعانى 320 ألف شخص من ظروف المجاعة، وفقًا للأمم المتحدة.