شهدت منطقة شرق النيل ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالكوليرا خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، حيث سجلت الفرق الطبية الميدانية 975 حالة إصابة و138 وفاة موزعة على ثلاثة مستشفيات رئيسية، وفقًا لتقرير غرفة طوارئ شرق النيل.
تقع منطقة شرق النيل تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ الأسابيع الأولى للحرب، وتفتقر المنطقة للأنظمة الصحية وتعتمد بشكل كامل على متطوعي غرف الطوارئ والمبادرات الأهلية والإغاثة الإنسانية في تسيير المرافق الطبية.
كثير من الحالات لم تتمكن من الوصول للمرافق الصحية لتلقي العلاج اللازم
وتقول غرفة طوارئ شرق النيل، إنها رصدت 128 حالة إصابة بالكوليرا في مستشفى البان جديد. توزعت الحالات المرصودة بين محليتي شرق النيل وبحري، مع تسجيل 18 وفاة. أبرز المناطق المتضررة شملت السامراب والمايقوما والامتداد.
يذكر أن غرفة طوارئ السامراب كانت قد أطلقت مناشدة عاجلة لفتح مسارات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الواقعة شمال بحري، في ظل انتشار الأوبئة وتردي الأوضاع الصحية. تشهد السامراب أوضاعًا معقدة نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة، مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية.
مستشفى أم ضواًبان شهد أعلى عدد من الإصابات بالكوليرا، حيث سجلت غرفة الطوارئ 656 حالة، مع 85 حالة وفاة. ويتواصل تسجيل الحالات يوميًا بسبب تداخل النازحين مع السكان المحليين. يُقيم حاليًا في مركز العزل 13 مريضًا، فيما يُسجل المستشفى حالتي وفاة يوميًا داخل المنشأة، عدا الوفيات المنزلية التي لم تُسجل رسميًا.
في مستشفى أبو دليق الريفي، بدأ تسجيل حالات الكوليرا في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، ليصل العدد إلى 64 حالة بنهاية الشهر، مع تسجيل ثلاث وفيات. إضافة إلى ذلك، سجل مستشفى أبو دليق الجديد 12 حالة أخرى، منها حالتا وفاة.
ووفقًا لتقرير حديث لغرفة الطوارئ، سجلت غرفة طوارئ الجريف شرق الطبية 101 حالة إصابة بالكوليرا منذ منتصف الشهر الماضي، منها 30 حالة وفاة.
ورغم الانخفاض النسبي في تسجيل الإصابات بمناطق أبو دليق والجريف شرق، يشير التقرير إلى أن الأعداد الحقيقية تفوق المُسجلة، ويقل رصدها بسبب عدم قدرة العديد من المرضى على الوصول إلى المرافق الصحية، حيث تعافى البعض وتوفي آخرون في منازلهم.
يذكر أن وزارة الصحة الاتحادية كانت قد أعلنت عن انخفاض إصابات الكوليرا وحمى الضنك. في الثالث من الشهر الجاري، استعرض مركز عمليات الطوارئ الاتحادي بمدينة كسلا تقارير صحية تؤكد تراجع معدلات الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك، مع تفاوت نسب الإصابة بالملاريا في الولايات. تظل السلطات الصحية تواجه صعوبات في رصد الإصابات في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.