إدانات واسعة للمجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بالصالحة

أدانت مجموعة "محامو الطوارئ" المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بمنطقة الصالحة في مدينة أم درمان، الأحد 27 نيسان/أبريل 2025. وقالت المجموعة في بيان لها، اطلع عليه "الترا سودان"، إن توثيق عناصر الدعم السريع للجريمة واعتراف أحد قادة هذه القوات بإصدار أوامر مباشرة بتصفية المدنيين "يثبت بما لا يدع مجالًا للشك الطابع العمدي والمنهجي لهذه الانتهاكات".

وكانت حسابات مناصرة لقوات الدعم السريع قد بثت مقاطع فيديو تظهر اقتياد أشخاص بملابس مدنية في إحدى طرقات منطقة الصالحة بمدينة أم درمان في العاصمة القومية الخرطوم، ومن ثم تصفيتهم وسط اتهامات بالعمل مع القوات المسلحة السودانية. وقالت شبكة أطباء السودان إن عدد ضحايا المجزرة بلغ 31 من أبناء منطقة صالحة، بينهم أطفال قُصر. ووصفت الشبكة العملية بأنها "أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها منطقة صالحة".

واعتبرت شبكة أطباء السودان ما حدث "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية"، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من المدنيين، وفتح مسارات آمنة تضمن خروجهم من منطقة صالحة التي تضم الآلاف من المدنيين العزل.

محامو الطوارئ: تصفية المدنيين العزل تشكل انتهاكًا جسيمًا لكافة المواثيق الدولية

وفي السياق، قال "محامو الطوارئ" إن تصفية المدنيين العزل تشكل انتهاكًا جسيمًا لكافة المواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وزاد البيان بالقول: "ارتكاب هذه الجرائم بصورة منظمة، وتوثيقها بمقاطع مصورة علنية، يعكس مدى استهانة قوات الدعم السريع بأرواح المدنيين، ويؤكد اعتمادها سياسة الإفلات من العقاب كنهج ممنهج لترهيب السكان المدنيين وفرض سطوتها بالقوة"، بحسب تعبيره.

وحملت المجموعة القانونية قوات الدعم السريع وقياداتها كامل المسؤولية القانونية والجنائية عن عمليات التصفية والقتل العمد للمدنيين، مطالبةً باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.

تحالف صمود: يعد هذا الفعل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي ولكافة القوانين والأعراف

وأصدر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، بيانًا أدان فيه، بـ"أشد العبارات"، ما وصفها بـ"الجرائم البشعة" التي ترتكبها قوات الدعم السريع. قائلًا إن مجزرة الصالحة "تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي ولكافة القوانين والأعراف التي تحمي حقوق الإنسان في أوقات النزاعات المسلحة".

وجدد التحالف الذي يضم مجموعة من التنظيمات السياسية السودانية، إدانته لاستهداف معسكرات النازحين ومحطات الكهرباء بولايات الشمالية ونهر النيل، معتبرًا أن هذه الاعتداءات تساهم في تعميق المأساة الإنسانية وتدمير ما تبقى من مقومات الحياة في البلاد. داعيًا في الوقت ذاته "أطراف النزاع" إلى تحكيم صوت العقل ووقف الحرب.

بدوره، قال حزب المؤتمر السوداني إنه يتابع "ببالغ القلق والغضب" استمرار جرائم استهداف المدنيين العزل. ووصف المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بأنها "جريمة مروعة"، قائلًا إنها تأتي "امتدادًا لانتهاكات مروعة ظلت تُمارس بحق المدنيين في مختلف أنحاء البلاد، مما يفضح الطبيعة الوحشية للحرب، ويوضح أن استهداف الأبرياء العزل صار سياسة ممنهجة تهدف لترهيب المجتمعات وتفكيك النسيج الاجتماعي"، بحسب تعبيره.

وأدان فرع الحزب بولاية الخرطوم ما وصفها بـ"الجريمة البشعة"، محملًا قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، ومؤكدًا في الوقت ذاته أن الإفلات من العقاب "لن يدوم".

ودعا الحزب إلى وقف فوري للانتهاكات، وضمان حماية المدنيين وفق القوانين الدولية والإنسانية، والعمل على توثيق كل هذه الجرائم تمهيدًا لمساءلة مرتكبيها أمام العدالة الوطنية والدولية.

لجان مقاومة صالحة المركزية قالت إن قوات الدعم السريع، التي وصفتها بـ"المليشيا"، تواصل جرائمها بحق المدنيين. ولفتت إلى أن المجزرة "تؤكد الطبيعة الإجرامية" لهذه القوات، مؤكدةً أن عدد المدنيين الذين قُتلوا في المجزرة قد تجاوز حاجز الثلاثين.

كشفت لجان المقاومة عن اختطاف قوات الدعم السريع لعدد من النساء والفتيات من المنطقة

وفي تطور خطير، كشفت لجان المقاومة عن اختطاف قوات الدعم السريع لعدد من النساء والفتيات من المنطقة، و"استخدامهن في الرقّ الجنسي، وفرض أعمال إعداد الطعام لمرتزقة المليشيا، في انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي الإنساني وأعراف الحروب"، حد قولها.

ولم يتمكن "الترا سودان" من التحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم، ولكن تُنسب لقوات الدعم السريع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، تضمنت العنف الجنسي والاسترقاق، وفقًا لتقارير صادرة عن جهات مستقلة، من بينها مبادرة نساء القرن الأفريقي "صيحة"، وخبراء بالأمم المتحدة.

وتشهد منطقة الصالحة الواقعة في أقصى غرب مدينة أم درمان بالعاصمة الخرطوم، محاولات من قبل القوات المسلحة السودانية للتوغل فيها على حساب قوات الدعم السريع التي تسيطر على المنطقة منذ نحو عامين، إذ تظل آخر معاقل هذه القوات شبه العسكرية بالعاصمة الخرطوم. وتضم المنطقة قوات مشاة من الدعم السريع، فضلًا عن مدافع وآليات عسكرية تستخدمها في قصف مناطق سيطرة الجيش السودان في أم درمان ومدينة الخرطوم.