16-ديسمبر-2024
مدينة الهلالية شرق ولاية الجزيرة

حولت هجمات الدعم السريع مدينة الهلالية التي كانت تضج بالحياة إلى مدينة أشباح (فيسبوك)

نشرت منصة نداء الوسط، المعنية برصد الانتهاكات في ولايات وسط السودان، قائمة بأسماء شهداء مدينة الهلالية، الذين تعرضوا لمجزرة بشعة في ظروف مأساوية على يد قوات الدعم السريع في تشرين الثاني/نوفمبر 2024. كانت قوات الدعم السريع قد انتشرت في مدينة الهلالية بولاية الجزيرة عقب انحياز أبوعاقلة كيكل إلى الجيش السوداني، وعملت على حصار المدنيين داخل المدينة والتنكيل بهم، وقتلت العشرات.

نشر ناشطون قائمة بأسماء 660 من المدنيين الذين قضوا نحبهم أثناء هجمات وحصار قوات الدعم السريع لمدينة الهلالية

وبحسب المنصة التي يديرها ناشطون محليون، شهدت مدينة الهلالية، المعروفة محليًا بـ"هلالة"، واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها الميليشيات المسلحة في السودان، حيث أُزهقت أرواح أكثر من 660 شخصًا، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، في ظروف مأساوية تنوعت بين القتل المباشر والتجويع والتسميم وتدهور الحالة الصحية.

كانت مدينة الهلالية تعج بالحياة سابقًا، لكنها تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن فقدت عوائل بأكملها نتيجة هجوم قوات الدعم السريع. وتشير شهادات السكان المحليين إلى أن الميليشيا استباحت المدينة بشراسة، مرتكبة انتهاكات واسعة النطاق شملت القتل والنهب وانتهاك الأعراض، وسط غياب أي استجابة لنداءات الإغاثة التي استمرت طوال فترة الحصار التي امتدت لشهر كامل.

ووثق أبناء الهلالية المجزرة رغم المخاطر، حيث تمكنوا من حصر أسماء الضحايا ومتابعة أوضاع الناجين والنازحين من المدينة، في ظل استمرار الانتهاكات.

يُذكر أن أكثر من 90 طفلًا كانوا من بين الضحايا، إلى جانب مئات النساء والشيوخ، في مأساة تجسد وحشية الهجوم واستهداف الميليشيات للسكان المدنيين داخل منازلهم، مما أدى إلى فقدان الأرواح وتدمير ممتلكاتهم بشكل كامل.

يذكر أن قوات الدعم السريع انتشرت بالهلالية منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي 2024، وفي ذروة الهجوم والحصار، شهدت المدينة وفاة أكثر من 20 شخصًا كل يوم. وتزامن مع هجوم الدعم السريع توقف المستشفى الرئيسي وانقطاع الإمداد عن السكان، وانتشار أعمال النهب والترويع في ظل أوضاع إنسانية بالغة التعقيد والصعوبة.

الهلالية هي إحدى المراكز الحضرية الأكثر أهمية في شرق ولاية الجزيرة، وعرفت بالكليات الجامعية والمدارس العريقة والأسواق المركزية للقرى والمدن المحيطة. شهدت المنطقة موجة نزوح كبرى جراء هجمات الدعم السريع، الذي حولها إلى مدينة أشباح في الوقت الحالي.