08-يونيو-2021

شاركت المرأة السودانية بفاعلية في الثورة (Getty)

تعاني المرأة بولايات و أقاليم السودان المختلفة تاريخيًا من التهميش والظلم، اليوم نستعرض أصواتًا نسائية من مدينة القضارف للحديث عن دور المرأة في بناء الفترة الانتقالية. 

وتقع مدينة القضارف في شرق السودان، وتبعد عن العاصمة الخرطوم (254) ميلًا وتتميز بموقعها الاستراتيجي والتنوع الزراعي والاقتصادي.

تعقيدات مجتمعية

تنتظر المرأة بولاية القضارف كثير من التحديات متمثلة في العادات والتقاليد والسياسات الحكومية. وتكافح المرأة هنالك للخروج إلى دائرة الضوء للمطالبة بحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل أوضاع مجتمعية بالغة التعقيد.

للمرأة دور ينتظرها في قضايا التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي

تقول طالبة الدراسات العليا بجامعة القضارف صفاء ياسر، إن للمرأة دورًا ينتظرها في قضايا التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي، بعد غياب استمر لسنوات نتيجة سياسات النظام المُباد، الذي سعى لقهر وكبت الفتيات وكان تمثيلها رمزيًا. 

اقرأ/ي أيضًا: البحث عن فيديو "رجل ودمدني"

وربطت صفاء ياسر بين التغيير المجتمعي وتقبل عمل المرأة سياسيًا واقتصاديًا بالمجتمع، للقيام بدورها كاملًا. وتقول في حديثٍ لـ"الترا سودان"، إن المرأة بمجتمع شرق السودان عمومًا تواجه تعقيدات مجتمعية، وتعاني النساء من نقصٍ بمجال التعليم خاصةً بالقرى والأحياء البعيدة عن حواضر المحليات. 

أما بالنسبة لدور النساء الفاعلات بالولاية، فدعت صفاء للانفكاك من العادات والتقاليد تدريجيًا، وتشجيع قضية تعليم البنات ومحاربة العادات الضارة ودعوة النساء للانخراط بالنشاط السياسي ومشاركتهن بالحكم المحلي.

معارك نسائية قادمة

كان للمرأة السودانية دور فاعل إبان ثورة ديسمبر المجيدة، حيث بدأت المواكب بإطلاق صوت الزغاريد النسوية، ودخلن المعتقلات مع الرجال. فهل اقتصر دور الفتيات على تلك المرأة، أم أن أدوارًا أخرى تنتظهرن لبناء الفترة الانتقالية؟

تشير الناشطة النسوية ريم إسماعيل، إلى أهمية بناء أجسام مطلبية نسوية، وصولًا لمراكز صنع القرار، وإيصال الأفكار والرؤى المتعلقة بالتغيير. وتتابع قائلة، إن وجود أجسام نسوية تتيح للعاملات بها توعية الأخريات. 

وطالبت النساء بتفعيل دورهن داخل الأجسام والنقابات مستقبلًا. وتقول إن الحكومة الانتقالية قدمت وعودًا بتمثيل عادل للمرأة بهياكل السلطة الانتقالية، مع ذلك توضح ريم إسماعيل، أن النساء حصلن على مقعدٍ واحد بمجلس شركاء الحكم من أصل (29) مقعدًا. مشيرة إلى معارك النساء القادمة بالمجلس التشريعي الانتقالي والمجالس المحلية.

المرأة والمجالس التشريعية المحلية 

لا تنفصل قضايا المرأة عن قضايا المجتمعات المحلية، ومقابلًا لذلك عليها أن تسهم في حل مشكلات المجتمع. مع ذلك تظل للمرأة خصوصية، نظرًا للظلم والتهميش التاريخي الواقع عليها من قبل المجتمع. وتعاني الفتيات بالأقاليم تاريخيًا من تهميش أدوارهن وإيقاع الظلم بهن في ظل تجاهل إعلامي لا يعكس إلا جزءًا يسيرًا من قضايا النساء بالأقاليم. 

اقرأ/ي أيضًا: زيادة قطوعات الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة تثير سخطًا شعبيًا

وبعد الثورة السودانية، أتيحت للفتيات مساحات واسعة للتعبير عن آرائهن والمشاركة بقضايا المجتمع الفاعلة، جنبًا إلى جنب مع الرجال لبناء الفترة الانتقالية على أسس ديمقراطية جديدة.

نائبة الأمين العام لتجمع طالبات القضارف: الغالبية العظمى من المشاركين في عملية السلام والمفاوضات والتحاور حول أجندة التفاوض من الرجال

في ذات السياق، تقول نائبة الأمين العام لتجمع طالبات القضارف، أم كلثوم التاج الطيب، إن من أكبر مهام المرأة لبناء الفترة الانتقالية يكمن في مشاركتها الفاعلة ببناء السلام. 

وتتابع قائلة إن الغالبية العظمى من المشاركين في عملية السلام والمفاوضات والتحاور حول أجندة التفاوض، كانوا رجالًا.

 ودعت أم كلثوم التاج لإفراد مساحات واسعة للمرأة للمشاركة بعملية السلام الجارية حاليًا، وليكون للنساء منصات سياسية وإعلامية يعبرن من خلالها عن آرائهن، وتقول إن الدراسات الاجتماعية والسياسية أثبتت أن النساء كنَّ الأكثر تضررًا من الحروب. 

وترى أم كلثوم التاج إن إشراك النساء بهياكل السلطة الانتقالية، يعد خطوة مهمة نحو التغيير الإيجابي، وتوسيع دائرة مساهمة المرأة بالفترة الانتقالية. وتدلل على حديثها بالقول "كفلت الوثيقة الدستورية للمرأة (40)% للمشاركة في مؤسسات الدولة الانتقالية".

اقرأ/ي أيضًا: هل يعيد التاريخ نفسه؟.. تساؤلات حول سد بوط بولاية النيل الأزرق

وشددت في حديثها لـ"الترا سودان" عن أهمية دور المرأة وتواجدها بالبرلمان القومي والمجالس التشريعية المحلية، وتقول إن غيابها عن المجالس التشريعية كفيل بخلق حالة من عدم التوازن بالمجتمع. 

شاركت المجتمعات بفاعلية بالثورة، وكانت تتقدمها النساء، مع ذلك ما تزال الأصوات النسائية خافتة

وطالبت نائبة الأمين العام بتفعيل دور نساء منظمات المجتمع المدني، ونزولهن للقواعد النسائية بالأحياء والقرى، للنهوض بدورهن كاملًا.

أحدثت ثورة ديسمبر تغييرًا جوهريًا بالمجتمعات المحلية، حيث شاركت تلك المجتمعات بفاعلية بالثورة وكانت تتقدمها النساء، مع ذلك ما تزال الأصوات النسائية خافتة، ويبقى الأمل معقودًا بالعمل والسعى لانتزاع حقوق النساء. 

اقرأ/ي أيضًا

قضية الطلاب ذوي الإعاقة بكسلا.. إهمال حكومي متواصل وقمع

المرأة السودانية العاملة.. قصة كفاح يومي