الترا سودان - فريق التحرير

أثارت قضية إهمال وجوع "أسود حديقة القرشي" بوسط الخرطوم سؤالًا ما يزال يطرح والجدل حوله يدور في أجهزة الأعلام وفي الفضاء الافتراضي، حول المسؤولية عن إطعام ورعاية الحيوانات الموجودة في حدائق الحيوان بالخرطوم وبقية الأقاليم، خصوصًا بعد إعلان تجمع الأطباء البيطريين السودانيين؛ أن عدم إطعام الحيوانات هو السمة الغالبة جميع حدائق الحيوان.

وجد الوسم تفاعلًا سريعًا واستجابة قوية من ناشطين ومدافعين عن حقوق الحيوان وأطباء بيطريين. حتى أن جهات رسمية كانت حاضرة. وتم إطعام الأسود

وانتشر الوسم #انقذوا_أسود_القرشي، الذي تداوله ناشطون سودانيون مرفقًا بصور لأسود هزيلة بالكاد تستطيع الوقوف على القائمين الأماميين، ووجد تفاعلًا سريعًا واستجابة قوية من ناشطين ومدافعين عن حقوق الحيوان وأطباء بيطريين. حتى أن جهات رسمية كانت حاضرة. وتم إطعام الأسود.

اقرأ/ي أيضًا: إعفاء مدير عام مصفاة الخرطوم للبترول والعاملون يهددون بإضراب شامل

وأطلق ناشطون سودانيون بمنصتين فيسبوك وتويتر أمس الأول السبت 18 كانون الثاني/يناير الوسم مرفقًا بصور الأسود التي تعاني الجوع والإهمال مع تدوينه لأول شخص نبه للأمر وقام بنشر الصور، تقول: "قال صديقي، ذهبت بالصدفة لحديقة القرشي وصدمت بوجود خمسة أسود عبارة عن جلد وعظم أحدها توفي بسبب الإهمال، هذه الأسود تحتاج لجهة توفر لها الأكل الكافي والعلاج، أي كائن حي في السودان في خطر".

وتصاعد الأمر ليصبح حملة إلكترونية تجمع لها التوقيعات للضغط على الجهات الرسمية لتتولى مسؤوليتها في إطعام ورعاية تلك الأسود 

تقصير الجهات المسؤولة

وسرعان ما حرك الوسم مبادرة شعبية قامت بتوفير وجبة طعام أمس الأحد لأسود الحديقة، ليفاجئ المستثمر بالحديقة أجهزة الإعلام والناشطين المشاركين بالحملة، بقوله أن مهمة إطعام الأسود لا تقع على عاتقه، بل هي مسؤولية الجهات التي يستأجر منها الحديقة، ويقول المستثمر "إدارة الحياة البرية هي الجهة المسؤولة عن تقديم الطعام والرعاية لهذه الأسود، وأنا أقوم بدفع إيجار شهري يتضمن كل هذه التكاليف لمحلية الخرطوم".

وكانت إدارة الحياة البرية، التي حملها المستثمر مسؤولية إطعام ورعاية الأسود لأنها تتحصل على جزء من ما يقوم بدفعه كإيجار للحديقة ليذهب إليها، حاضرة وقالت إن مسؤوليتها تتمثل في متابعة وتوفير الرعاية الطبية للحيوانات، بينما على المستثمر إطعامها.

وتقول الطبيبة البيطرية "خنساء طه" التي تحدثت لـ"الترا سودان" إن محاولة كل طرف- الحياة البرية والمستثمر- إلقاء اللوم على الآخر تبين أن كلًا منهما لا يقوم بواجبه تجاه الحيوان، فالجوع كما هو واضح يدفع بها للهلاك وانعدام المتابعة والرعاية من قبل إدارة الحياة البرية يساهم في تواصل معاناتها، فلو كانت إدارة الحياة البرية تقدم رعايتها ومتابعتها للحيوانات لاكتشفت تقصير المستثمر في إطعامها.

اقرأ/ي أيضًا: النيابة ترفض إطلاق سراح حرم المخلوع بالضمانة

وقالت مصادر بمحلية الخرطوم أن إطعام الحيوانات مسؤولية المستثمر ورعايتها ومتابعة وضعها الصحي مسؤولية إدارة الحياة البرية، وأن الطرفين لم يقوما بواجبهما.

جميع الحيوانات بالحدائق تعاني الجوع

وكشف تجمع الأطباء البيطريين أن جميع الحيوانات بالحديقة تعاني من الجوع والإهمال، لا الأسود فقط، وقال التجمع الذي زار وفد منه الحديقة صباح أمس الأحد، أنه قام بفحص الأسود لمعرفة حالتها تمهيدًا لتقديم الرعاية الطبية لها، وأضاف التجمع في بيان اليوم الاإنين أن وفده التقى المستثمر وإدارة الحياة البرية لمعرفة المسؤولية في هذا التقصير والإهمال. وقال البيان "مع العلم بأن هذه ليست الحديقة الوحيدة التي تعاني حيواناتها الإهمال".

وقال تجمع البيطريين السودانيين إن مسلخ "الكدرو" الحكومي تعهد بتوفير الطعام لأسود الحديقة، وطالب التجمع الجهات المسؤولة بتعديل وتطبيق قانون حماية الحياة البرية، "بصورة تحمي وتمنع تكرار هذه الحادثة الأليمة ومثيلاتها"، وطالب التجمع الناشطين والمدافعين عن حقوق الحيوان بالاصطفاف من أجل الضغط لتوفير بيئة وظروف آمنة للحيوانات بالحدائق العامة.

قوة الضغط الشعبي

 أثبتت حملة "أنقذوا أسود حديقة القرشي" قوة الحملات الشعبية التي تنطلق عبر منصات الإعلام الافتراضي في طرق القضايا العامة ولفت الانتباه لها، لكن يظل تقصير الجهات الرسمية ومشكلة استدامة الاهتمام الناتج عن هذه الحملات هو الهاجس الذي يؤرق المدافعين عن حقوق الحيوانات، خصوصًا مع استمرار الأوضاع المعيشية الصعبة وحالة التردي الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.

اقرأ/ي أيضًا

أوامر برفع حصانة مدير أمن وقائد بالدعم السريع على خلفية قضية "السوكي"

أميركا تؤكد دعمها للتحول الديمقراطي بالسودان وتطالب باستكمال هياكل الحكومة